شبح خاشقجي يطارد بن سلمان بعد عام على قتله

بعد عام من جريمة أثارت تنديد العالم، فإن شبح الصحفي المغدور جمال خاشقجي لا يزال وسيبقي يطارد محمد بن سلمان.
وتناول الكاتب البريطاني ديفد هيرست ذكرى مرور عام على قتل خاشقجي في مقال بعنوان “ظلال جمال خاشقجي القاتمة”، قال فيه إن بن سلمان كلما ظن أنه نجح في إبعاد شبح الصحفي المقتول يكتشف أن خاشقجي لم يفارقه أصلا، بل غيّر مسار حياته وحكمه.
ويرى هيرست أن محمد بن سلمان وبعد عام من الجريمة يسجل تراجعا على أكثر من صعيد، فقد انتهى تحالف النفط مقابل الأمن مع أميركا، وهوجمت اثنتان من أكبر محطات النفط في السعودية فيما وصفه وزير الخارجية الأميركية بأنه “عمل حربي” من قبل إيران، وابتعد عنه الرئيس دونالد ترامب لأسباب واقعية وعملية.
وها هي حملته الوحشية في اليمن -بحسب هيرست- في حال يرثى لها، فقد هجرته حليفته الرئيسية الإمارات، وارتضيا تقسيم اليمن تاركين الحوثيين حيث كانوا في الشمال. وقبل أسابيع قليلة شن الحوثيون هجوما جماعيا زعموا فيه أنهم أسروا ألفي جندي مؤيد للتحالف منهم سعوديون.
وأضاف هيرست في مقاله بموقع ميدل إيست آي أنه بعيدا عن جلب المعركة إلى قلب إيران كما وعد، جلب ولي العهد السعودي الدمار إلى قلب مملكته.
وأشار إلى ما كشفه الرئيس الإيراني حسن روحاني من أنه تلقى رسالة من السعودية عبر وسيط هو رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، تكهن هيرست -مع أن فحواها غير معروف- أنها بالتأكيد ليست إعلان حرب.
وقال إن لا شيء تغير داخل المملكة بعد عام من مقتل خاشقجي، فالمعارضون والمنافسون التجاريون يعانون من ظروف مروعة في السجون، والقمع قاس كما كان من قبل، ومحمد بن سلمان نفسه لم يتعلم شيئا من فشل سياساته المتكرر.
وعلق هيرست بأن جريمة قتل خاشقجي منحت المعارض السعودي حياة جديدة، وأن تأثير وفاته -الذي لا يزال مستمرا إلى اليوم- قد أعطى أملا جديدا للعالم العربي وأثار الصحوة التي كان الراحل ينشدها، وسلط الضوء على وضع المعارضة في المنطقة، مما سيضمن أن جرائم كهذه لن تمر بعد اليوم دون عقاب.
وختم مقاله بأن مجرى التاريخ يتحول مرة أخرى، وأن حكامه المستبدين على الجانب الخطأ منه.
يأتي ذلك فيما شهدت مدن عدة حول العالم فعاليات لإحياء الذكرى السنوية الأولى لاغتيال خاشقجي.
وأمام سفارة المملكة في باريس، قام ناشطون من منظمة “مراسلون بلا حدود” بوضع أطراف من مجسم جسد مقطع كخطوة رمزية للتذكير بجريمة قتل خاشقجي وتقطيع جثته.
وقالت المنظمة في تغريدة على تويتر: “ولي العهد (السعودي) الأمير محمد بن سلمان لم يحاسب بعد”.
وفي العاصمة الأميركية واشنطن، قامت منظمة مراسلون بلا حدود بالتعاون مع الفنان البصري روبن بيل بعرض بصري على واجهة متحف “نيوزيوم” الشهير للتذكير بجريمة قتل خاشقجي.
وقالت المنظمة إن على الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بتورط الحكومة السعودية في قتل خاشقجي الذي كان كاتب رأي في صحيفة واشنطن بوست الأميركية.
كما أطلقت منظمة “حقوق الإنسان أولا” الأميركية عريضة إلكترونية تهدف إلى دفع الكونغريس بمجلسيه إلى معاقبة قتلة الصحفي السعودي، وإنهاء “الغطاء الذي يوفره البيت الأبيض لبن سلمان”.
وقالت المنظمة في نص العريضة إن جمال خاشقجي كان “ناشطا مقيما بصفة دائمة في الولايات المتحدة، وصحفيا قضى سنوات في فضح انتهاكات الحكومة السعودية لحقوق الإنسان والمطالبة بالإصلاح”.
وفي العاصمة الأسترالية سيدني، قام نشطاء حقوقيون بتنظيم وقفة احتجاجية أمام السفارة السعودية للتنديد بجريمة قتل خاشقجي.
كما نظّم صحفيون ونشطاء وقفة أمام السفارة السعودية في العاصمة الألمانية برلين منددين باغتيال خاشقجي ومطالبين بمحاكمة قتلته.
وكان مئات الصحفيين والناشطين والحقوقيين قد أحيوا أمام القنصلية السعودية بإسطنبول، الذكرى السنوية الأولى لمقتل خاشقجي.
وبدأت الفعالية بالوقوف دقيقة صمت ترحما على روح خاشقجي، عرض بعدها فيلم قصير عن حياة الصحفي السعودي وشهادات أصدقائه عنه، وكلماته الأخيرة في المقابلات التي أجراها.
وبدأت الفعالية عند الساعة (13:14) بتوقيت إسطنبول (10:14 ت.غ)، وهي الساعة التي دخل فيها خاشقجي إلى قنصلية بلاده قبل عام، قبل أن يغيب هناك إلى الأبد.
وشهدت الفعالية اهتماما إعلاميا كبيرا، بمشاركة المئات من الصحفيين الأتراك والعرب من مختلف دول العالم، وحضرها ناشطون وحقوقيون ومسؤولون من أصدقاء خاشقجي.