أقر مجلس مدينة واشنطن مشروع قانون لإعادة تسمية شارع سفارة السعودية في الولايات المتحدة بشارع جمال خاشقجي الصحفي المعارض الذي قتله النظام مطلع تشرين أول/أكتوبر 2018.
وقال موقع Yahoo News إن الخطوة تمثل توبيخا واضحا للسعودية، والفكرة من ذلك هو الاستمرار بتذكير العالم بالجريمة الوحشية لمقتل خاشقجي على يد فريق من القتلة السعوديين أرسلهم ولي العهد محمد بن سلمان.
وأضاف الموقع “سيكون اسم –شارع جمال خاشقجي- بمثابة عار وإحراج للدبلوماسيين السعوديين، وكل من يزورهم، وسيكون بمثابة تذكير يومي للسفارة والحكومة السعودية بأن جمال خاشقجي وإرثه باقٍ حتى بعد موته”.
وقتل خاشقجي بوحشية داخل القنصلية السعودية في اسطنبول في تشرين الأول/أكتوبر 2018 على يد فريق من القتلة السعوديين خلصت أجهزة الاستخبارات الأمريكية إلى أن محمد بن سلمان هو من أصدر الأمر بذلك.
والفكرة وراء مشروع القانون، الذي تم تمريره بالإجماع هي تذكير العالم بالمخاطر التي يواجهها الصحفيون في جميع أنحاء العالم، وأن الصحافة الحرة “أساسية لديمقراطيتنا”، وفقا لراعيته الرئيسية عضو المجلس بروك بينتو.
لكن الدافع الرئيسي الآخر، كما قال المؤيدون، هو أن إعادة تسمية المبنى أمام السفارة “طريق جمال خاشقجي” سوف يؤدي إلى عار وإحراج الدبلوماسيين السعوديين بشكل دائم – وجميع الذين يزورونهم – لاغتيال أمرت به الحكومة ولا يزال مهندسوه يمرون دون عقاب.
وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لمنظمة “الديمقراطية من أجل العالم العربي الآن “إن شارع جمال خاشقجي سيكون بمثابة تذكير يومي للسفارة والحكومة السعودية بأن جمال خاشقجي وإرثه قويان في الموت كما في الحياة، وأن مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية التي أعطى حياته حرقها مشرقة في تلك الرسائل التي توضح اسمه وفي تلك اللافتة عبر الشارع مباشرة”.
وقد ظهر اقتراح بينتو في الصيف الماضي في ختام فيلم “أرض المؤامرة” الذي يضم ثمانية أجزاء بعنوان “الحياة السرية والموت الوحشي لجمال خاشقجي”.
وبحث الفيلم الذي يستند إلى مقابلات حصرية ووثائق تم اكتشافها حديثا، كيف تطور الصحفي من متحدث باسم النظام السعودي منذ فترة طويلة إلى ناقد متحمس لحاكم بلاده الاستبدادي، محمد بن سلمان، وكيف ساعد البيت الأبيض في التغطية على مقتله.
وجاء إقرار مشروع القانون خلال أسبوع تجدد فيه الاهتمام بمقتل خاشقجي بعد أن اعتقلت الشرطة الفرنسية، بناء على أمر تركي، شخصا يشتبه في أنه عضو في فرقة القتل السعودية، خالد العتيبي، بينما كان يستعد لركوب طائرة في مطار شارل ديغول في باريس.
وأفرج الفرنسيون في وقت لاحق عن المشتبه فيه، وخلصوا إلى أنها حالة خطأ في الهوية.
وبهذا الصدد أوردت صحيفة Washington Post الأمريكية بأن محمد بن سلمان انزعج من أنباء القبض على المشتبه به في مقتل خاشقجي، لأنها جاءت في وقت حساس خلال جولته في الخليج.
وذكرت الصحيفة أنه حتى بعد إطلاق سراح الرجل بزعم أنه ليس المطلوب، لكن الحادثة أعادت تسليط الأضواء على جريمة مقتل خاشقجي ودور بن سلمان فيها.