اعتبر مسؤول سعودي مقرب من العائلة الحاكمة أن الهجوم اللاذع الذي شنه السفير السعودي الأسبق بالولايات المتحدة، بندر بن سلطان على القيادات الفلسطينية في حوار تليفزيوني، مؤشرا على أن النظام السعودي يهيء مواطنى المملكة لإبرام اتفاق تطبيع مع إسرائيل، على غرار الإمارات والبحرين.
ونقلت شبكة BBC البريطانية عن المسؤول (لم تسمه) أن هجوم بندر بن سلطان لم يكن ليُبث في فضائية تملكها السعودية (العربية) دون موافقة مسبقة من كل من الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد محمد بن سلمان.
وأضاف أن اختيار بندر كدبلوماسي مخضرم وأحد أعمدة المؤسسة الملكية لزمن طويل، لقول هذه الكلمات، يمثل أوضح إشارة حتى الآن على أن قيادة المملكة تتهيأ للتطبيع.
وفي السياق، تحدثت الرئيسة التنفيذية لشركة ميديا لاين “فيليس فريدسون” عن “تغييرات ملموسة في السعودية” توفر سببا للاعتقاد بأن القاعدة مهيئة للتغيير في المملكة باتجاه علاقة رسمية مع إسرائيل.
وفي مقال رأي، أوضحت “فريدسون” أن التطبيع يتطلب مجموعة من الخطوات الحقيقية، منها ما قامت به المملكة بالفعل، مثل “التحول نحو الاعتراف باليهود بصوت عالٍ”.
وأشارت إلى العديد من الاتصالات بين المسؤولين السعوديين والأمريكيين والشركات التي فتحت قنوات بين الناس تشمل التواصل مع اليهود في المنطقة وخارجها.
وتابعت فريدسون: “بدأت التغييرات الإيجابية التي تظهر الآن في السعودية تتشكل تدريجيا، حيث تتنقل المملكة بعناية نحو تجاوز حواجز الطرق القبلية المغلفة بالعادات والتقاليد المجتمعية.
وكان بن سلطان قد دافع عن التطبيع خلال مقابلة “العربية” قبل أيام، قائلا: “من الصعب الوثوق بالقيادة الفلسطينية، بعد نكران الجميل من قبلهم؛ وهذا لن يؤثر على تعلّق السعودية بقضية الشعب الفلسطيني”.
كما اتهم رئيس الاستخبارات السعودية السابق القيادة الفلسطينية بـ”التهرّب من حل القضية” زاعما أنها تعتبر “تركيا وإيران أهم من مصر ودول الخليج”.
و اتهم غزة “بتصدير الإرهاب والقتل لمصر، التي تسعى ليل نهار لحل القضية الفلسطينية، ورفع الحصار عن القطاع” حسب تعبيره.
والإمارات أول دولة خليجية أعلنت توقيعها معاهدة سلام مع إسرائيل في أغسطس/آب الماضي، ثم لحقت بها البحرين، ووقعا معا اتفاقا مع دولة الاحتلال، في 15 سبتمبر/أيلول، بالبيت الأبيض.
في المقابل، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات إنه بإمكان من يريد التمهيد للتطبيع مع إسرائيل أن يفعل ذلك من دون الإساءة للفلسطينيين.
وجاء رد عريقات على الأمير السعودي من دون أن يذكره بالاسم خلال تغريدات على تويتر، وقال “من يريد من العرب تقديم أوراق اعتماد لواشنطن أو غيرها، أو يريد أن يمهد للتطبيع مع إسرائيل، يمكنه فعل ذلك من دون التشهير بالشعب الفلسطيني ونضاله الأسطوري. باستطاعة أي دولة أن تقول مصالحي تتطلب التطبيع مع إسرائيل”.
وتابع عريقات “من يملك الحقيقة كاملة غير منقوصة لا يشتم، ما عليه إلا أن يقدم الوثائق، خاصة ما نشره رؤساء أميركا في كتبهم وما وضع في مكتباتهم”.
وأكد عريقات أن لديه وثائق اللقاءات التي حصلت مع الإدارات الأميركية المتعاقبة، وهي تكشف الحقيقة كاملة.