تبرز سفيرة السعودية في واشنطن الأميرة ريما بنت بندر آل سعود بوصفها سفيرة التطبيع مع إسرائيل لتطبيق سياسة ولي العهد محمد بن سلمان بالتحالف مع دولة الاحتلال.
ففي أول سنة لها كسفيرة وبعد أقل من أسبوع من إرسال وزير الخارجية الإسرائيلي “يسرائيل كاتس” تهنئة بالعربية للشعب السعودي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أرسلت “ريما بنت بندر” تهنئة برأس السنة لليهود الأمريكيين، وذلك في 3 أكتوبر عام 2019.
لم تُنشر هذه التهنئة على القنوات الرسمية للسفارة السعودية ولكن الصحفي اليهودي “جوش ليدرمان” شارك هذه التهنئة على صفحته على “أكس”، مُعلقًا: “هذه سابقة من نوعها”.
لاحقا في يونيو عام 2022 أعلنت المبعوثة الأمريكية لمكافحة “معاداة السامية” السفيرة “ديبورا ليبستات” عن أول زيارة لها للسعودية في جولة شملت كذلك إسرائيل، والإمارات العربية المتحدة.
بعدها بأيام قليلة نشرت “ريما بنت بندر” تغريدةً تعبّر فيها عن “سرورها” بلقاء المتطرفة “ديبورا” كي تشاركها خطوات “السلام والتسامح والحوار بين الأديان” الذي تقودها السعودية.
ويشار إلى أنه في عام 2015 قالت “ديبورا” إن العنف “مرتبط مباشرة بالإسلام”، وعلّقت على إطلاق نار حدث في الدنمارك: “نحن نقاتل مع التطرف الإسلامي، وليس التطرف العنيف”.
وفي مقال آخر قالت: “هذا هو الإرهاب الإسلامي أو، كما يسميه البعض، الجهـ ـادية”.
وأصرّت “ديبورا” على أهمية الربط بين أعمال الإرهاب التي يرتكبها المسلمون والإسلام لـ”معالجة المشكلة”.
وفي عام 2016، اعترضت “ديبورا” على تنديد سيناتور أمريكي ببناء المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية.
وصف المجلس السفيرة “ديبورا” بأنها “منغمسة في خطاب كراهية الإسلام ومعاداة اللاجئين”.
في 31 يوليو عام 2023 شاركت “ريما بنت بندر” مع وفد من الحكومة السعودية في حفل توقيع تعاون بين شركة SolarEdge الإسرائيلية وشركة عجلان وإخوانه لنشر الطاقة المتجددة في المملكة.
تم الاتفاق بغطاء أمريكي، حيث قدّمت شركة SolarEdge نفسها كشركة أمريكية، ووقّع على العقد “تسفي لاندو”، الرئيس التنفيذي حينها، الذي درس في إسرائيل وعمل لاحقًا في كاليفورنيا.
وفي مارس عام 2024 قدّمت “ريما بنت بندر” اعتذارًا رسميًّا للحاخام “أبراهام كوبر”، رئيس لجنة الحرية الدينية الأمريكية، حين كان في زيارة إلى السعودية وطُلب منه خلع “الكيباه”.
وفي مايو من نفسا العام نشرت صحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية تقريرًا يُشير إلى استمرارية جهود التطبيع السعودي–الإسرائيلي بالرغم من استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة.
قام وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية “رون ديرمر” حينها بزيارة للولايات المتحدة، وكان من المقرر أن يلتقي مع السفيرة السعودية في واشنطن “ريما بنت بندر”، وفقًا للتقرير.
وفي سبتمبر الجاري، أقيمت قمة “الحوار بين الشرق الأوسط–أمريكا” (MEAD)، بحضور “ريما بنت بندر”، وهو ما وُصف بأنه “سابقة أولى من نوعها”، كما أثنى الإعلام العبري على خطاب “ريما” في القمة ووصفوه بـ”المُلهم”.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” بأن انضمام السفيرة السعودية إلى القمة جاء بطلب مباشر من محمد بن سلمان للقاء كبار المسؤولين الإسرائيليين وجهًا لوجه.
ويقول “إيهود أولمرت”، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق الذي حضر القمة والتقى بـ”ريما بنت بندر”، إن السعوديين لا زالوا مهتمّين بتطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، وأنهم يبحثون عن “مبرر” للتطبيع أمام عامة الشعوب.
ولا زال خطاب السفيرة السعودية “المُلهم” الذي أُعجب به الإسرائيليين غير متوفر للمصادر المفتوحة حتى تاريخ نشر هذا التقرير.