يحاول نظام آل سعود التلميع لأحوال السجون في المملكة في محاولة للتأثير على الرأي العام بعد حملات اعتقال المئات من النشطاء والدعاة والحقوقيين وتصاعد تقارير إدانة التعذيب الممارس في سجون النظام.
ويحاول النظام تبرئة نفسه من جميع التهم عن التعذيب والتنكيل والاهانات التي يتعرض لها السجناء داخل سجون آل سعود.
وأثار نشر فيديو مصور من قبل الاعلامي عبد الرحمن المطيري غضب النشطاء والإعلاميين بعد حديثه عن سجون آل سعود وأنها من افضل سجون العالم.
وأظهر المقطع وجود مكان منظم وملون يدعي أنه أحد سجون المملكة وأنه صمم خصيصاً لأجل لراحة السجين النفسية، وفي مقابلته مع أحد السجناء قال إن حياته تغيرت وأصبحت طبيعية بعد برنامج ادارة الوقت.
وكشف حساب “معتقلي الرأي” عن جانب من الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون في المملكة، وذلك عقب دعوة الحساب لمتابعيه بالتدوين عبر وسم #حقيقة_سجون_المملكة، من أجل إيصال تلك الوقائع للرأي العام وللمنظمات الحقوقية الدولية المعنية.
وقال الحساب المهتم بشؤون المعتقلين في المملكة “تأكد لنا أن ما يجري بأجنحة إدارة الوقت لا يمت للاسم بصلة، حيث يتم فيها التضييق على السجناء برقابة صوتية وكاميرات ويتم فيها التحكم بأوقات الاستيقاظ والنوم ومن يخالف تلك الأوقات يتم نقله للعزل الانفرادي، كما يتم منع جميع الكتب الإسلامية”.
وبخصوص مستشفيات السجن، قال الحساب إنها “تهمل قضايا المرض الأساسية ولا تقدم إلا مسكنات ألم خفيفة .. وردنا من معتقل سابق أنه انتظر حوالي سنة كاملة لعلاج تسوس وألم في عصب ضرس، و آخر تم تركيب حشوة سنية له بعد انتظار طويل وسقطت بعد يوم ولم يتم إصلاحها له”.
وأكد الحساب أن “تقديم العقاقير المخدرة للمعتقلين أو خلط الماء بها هو ما أثر على الوضع الصحي والعقلي للكثيرين.. منهم من أرغم على التوقيع على اعترافات بتهم لم يرتكبها تحت تأثير ذلك العقار”.
وأضاف أن “خلوات المتزوجين يتم السماح بها -للبعض فقط- مرة في الشهر، حيث يقوم عسكري بإدخال الزوجة بعد التفتيش الدقيق المهين لغرفة غير نظيفة ومجاورة لغرف بعض ضباط السجن (فيشعر السجين بأن الغرف المحيطة يتجسسون عليهم)”.
وفيما يخص الزيارة العائلية، أكد الحساب “وجود أجهزة تنصت مخفية في المكيفات المركزية أعلى صالة الاستقبال، بحيث لا يستطيع المعتقل الحديث بخصوصية مع عائلته.. هذا مثلا يفسر التضييق الذي تعرضت له لجين الهذلول عقب زيارة والدها ووالدتها وحديثها لهما عن تعذيبها!!”.
وتابع: “تم منع عدة عائلات من الزيارة بسبب اكتشاف تقديم مبالغ مالية لمعتقلهم -من خلال التنصت- وتأكد لنا أن أحد معتقلي الرأي أضيف لحكمه الجائر 9 سنوات بسبب طلبه أمر من عائلته لم يعجب السلطات”.
وختم الحساب بالقول “لا يعلم حقيقة سجون المملكة إلا من عاش تلك المعاناة فعلا، ولذلك لن تفلح محاولات السلطات السعودية تلميع صورة السجون بإظهارها على أنها فنادق 5 نجوم.. وبدورنا نطالب السلطات بالإفراج الفوري عن جميع معتقلي الرأي من دون قيد أو شرط مسبق”.
وشهدت المملكة، خلال أقل من عامين، اعتقال المئات من الناشطين والحقوقيين، الذين حاولوا -فيما يبدو- التعبير عن رأيهم الذي يعارض ما تشهده السعودية من تغييرات، وسط مطالبات حقوقية بالكشف عن مصيرهم وتوفير العدالة لهم.
وتعرض هؤلاء المعتقلون إلى أشد أنواع الانتهاكات الجسدية والمعنوية؛ منها التعذيب، والحبس الانفرادي، ومنع أفراد عوائلهم من السفر، في حين قتل نحو 5 منهم داخل السجون، وأطلق سراح آخرين إثر إصابتهم بأمراض عقلية من شدة تعرضهم للتعذيب، وسط تكتم شديد من قبل سلطات آل سعود.
وسبق أن كشفت المنظمات الحقوقية -وبينها منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش- في تقارير متعددة عن تعرض معتقلي الرأي في سجون آل سعود لأساليب تعذيب مختلفة لا تفرق أحيانا بين سن المعتقل أو جنسه.
وتحدثت المنظمات الحقوقية عن إخضاع سجينات الرأي والناشطات الحقوقيات المعتقلات للمعاملة الحاطة بالكرامة والتحرش الجنسي.
وتختلف التقديرات بشأن عدد معتقلي الرأي في سجون آل سعود في ظل التعتيم الكبير، وفي آخر إحصائية له أشار حساب “معتقلي الرأي” إلى وجود 2613 سجينا سياسيا من جميع الشرائح والفئات يتوزعون على سجون عدة.
ويرجح ناشطون أن يكون الرقم يخص فقط المعتقلين منذ سبتمبر/أيلول 2017، حيث زادت وتيرة الاعتقالات بعد تولي محمد بن سلمان ولاية العرش في يونيو/حزيران 2017.
وحسب توثيقات حقوقية، فإن أساليب التعذيب في سجون آل سعود -وفق كثير من شهادات المفرج عنهم- كثيرة ومرعبة، ومن أهمها:
الضرب والجلد: يتعرض المعتقل للصفع والضرب بشتى أنواع الوسائل المتاحة من سياط وعصي حديدية وخشبية عليها مسامير، وذلك على مختلف أنحاء الجسم بدءا من الرأس إلى الظهر إلى الذراعين والساقين، ولا تستثنى المناطق الحساسة في الجسم.
الصعق بالكهرباء: يتم ربط جسم المعتقل بأسلاك كهربائية إلى مصدر للكهرباء القوية، ثم يتم تشغيل أقصى طاقة للكهرباء لتمر عبر جسم المعتقل مسببة له آلاما وحروقا، وتتكرر هذه العملية مرات عديدة حتى يفقد المعتقل وعيه، تتم إعادة العملية عدة مرات، وأحيانا يتم رشه بالماء ليصبح جسمه ناقلا ومستقبلا للكهرباء فتتضاعف الآلام والحروق.
التعليق: يتم تقييد يدي المعتقل وقدميه، ثم تعليقه إما من اليدين أو مقلوب الرأس (أي تعليقه من القدمين) لساعات طويلة من دون توقف، وفي الأغلب يصار إلى تعليق المعتقل بعد نزع ثيابه إمعانا في الإذلال، كما يتم رشه بماء مثلج أو إلقاء أوساخ عليه وتركها تسيل على أنحاء جسمه.
خلع الثياب: يجبر المعتقلون على خلع ثيابهم تحت التهديد والصراخ والشتائم، وفي الأغلب يتم إجبار مجموعة من المعتقلين على خلع الثياب أمام بعضهم البعض بشكل حاط للكرامة وما يعنيه ذلك من إذلال وإهانة.
المنع من النوم: يوضع المعتقلون في زنازين قريبة من غرف التعذيب ليسمعوا صراخ من يتعذبون بجوارهم بشكل مستمر، ما يمنعهم من النوم، كما يوضع المعتقل في غرفة فيها إضاءة متحركة أو مصدر صوت متكرر برتابة تكسر الصمت وتنبه اليقظ وتمنع النوم، مثل قطرات ماء تنزل بشكل متواتر كل بضع ثوان بما ينبه الجهاز العصبي ويمنع النوم لأيام متتالية.
الإيهام بالغرق: يتم غمر رأس المعتقل في الماء حتى يقارب على الاختناق ثم يتم إخراجه بعنف، فلا يكاد يستنشق الهواء حتى يتم غمر رأسه مجددا في الماء وهكذا حتى يفقد المعتقل وعيه، وفي الأغلب يستخدم ماء مثلج ومتسخ في الوقت ذاته من أجل زيادة الألم.
إطفاء السجائر في الجسم: يقوم السجان أو المحقق بإحراق أجزاء من جسم المعتقل -بما فيها المناطق الحساسة- من خلال إطفاء سيجارة مشتعلة فيه، وهذه الطريقة بالطبع تترك آثارا دائمة على الجسم، لدفع المعتقل إلى الاعتراف بتهم لا علاقة بها.
الإهمال الصحي المتعمد: مع عمليات التعذيب التي يتعرض لها وتترك ندوبا جروحا وأحيانا كسورا يُلقى المعتقل في زنزانة خالية من جميع الشروط الصحية (التهوية، أشعة الشمس..) فتتفاقم حالته، ولا يتلقى أدوية أو مسكنات، ولا يسمح لطبيب السجن بالكشف عليه إلا إذا تعكرت حالته جروحه، وهو ما تسبب بتشوهات وإعاقات للكثيرين.
قلع الأظافر: أشار بعض المعتقلين المفرج عنهم إلى أن السجانين يعمدون إلى استعمال الكماشات لقلع أظافر السجناء كشكل من أشكال التعذيب، كما يستهدفون الأظافر خلال ضرب السجين لإحداث أكبر ألم ممكن.
العناق والتقبيل القسريان: نقلت منظمة العفو الدولية عن مصادرها أن بعض السجينات تعرضن لتحرش جنسي والعناق والتقبيل القسريين من قبل سجانين ملثمين، لكنها لم تكشف عن هويات النساء خوفا من تعرض مصادرها للانتقام.