كشفت تقارير حقوقية، الأيام الماضية، النقاب عن تدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية في سجون النظام السعودي.
وتطرق حساب “معتقلي الرأي” إلى الأوضاع المزرية في سجن الدمام، والذي لم تراع فيه الإدارة أي إجراءات احترازية في ظل الظروف الصحية الحرجة.
وقال الحساب الحقوقي إن سجن مباحث الدمام “توجد فيه الحمامات في بعض الزنازين خاصة في العزل الانفرادي جانب رأس المعتقل”.
وأشار إلى انتشار الحشرات والروائح الكريهة في زنازين أخرى، وذلك وفق شهادات معتقلين خرجوا حديثاً أو عائلات بعض معتقلي الرأي الموجودين حالياً هناك.
ولم تكن هذه الشهادة هي الأولى التي تطالب بتحسين أوضاع السجون.
وهناك سجن الحائر في الرياض، هو المحطة الأكبر لانتهاكات النظام السعودي، هو السجن الذي يضم أكبر عدد من المعتقلين السياسيين، رجالا ونساء.
ويشتكي المعتقلون في سجن الحائر من سوء الأوضاع المعيشية إذ يعامل السياسيون معاملة مهينة حاطة من الكرامة، مثلهم مثل عائلاتهم أثناء الزيارة.
وليس المعتقلون السعوديون وحدهم يشتكون من سوء سجون النظام السعودي، فهناك مئات المهاجرين المعتقلين في سجون جدة ومكة جازان “جهنم في الأرض” كما وصفه المهاجرون.
وسجن “جازان” لا يصلح للعيش الآدمي، ولا حتى الحيواني، مليء بالحشرات ويتنشر فيه التلوث، لا أسرة للنوم، ولا طعام صحي ولا حتى مياه، الاعتراض يجابه بالتعذيب الجسدي.
والمتوفون داخل السجن منهم سواء بالمرض أو الانتحار تترك جثثهم حيث قضى أصحابها، لأيام، بالإضافة إلى عدم توفير أي أدوات للنظافة.
وتلقت منظمة “سند” رسالة خاصة من أحد المعتقلين السعوديين المفرج عنهم حديثا.
واعتبر في رسالته للمنظمة أن الاعتقالات والتهم التي طالت معتقلي الرأي وأسرهم، تأتي زورا وبهتانا؛ لأغراض الترويج السياسي بأن سلطة محمد بن سلمان تواجه الإرهاب بقوة.
وبحسب الرسالة فإن غالب قضايا معتقلي الرأي من سيناريوهات المحققين، فأبناء البلد ضحايا لتضخيم القضايا.
سواء للدعاية الإعلامية أو للأغراض السياسية أو لاستنزاف خزينة الدولة تحت ذريعة محاربة الإرهاب.
وأشار إلى أن المحققين كانوا يكتبون التهم الموجهة إليهم ويجبرونهم بالتبصيم عليها، وإن رفضوا يقولوا: “ترى لو ما تبصم عندنا قضايا جاهزة غيرها راح تبصم عليها بالقوة”.
ونبه المتحدث إلى أن سبب اعتقاله كان الاشتباه في علاقات تجارية مع تجار ومستثمرين في المملكة.
وأشار إلى أنه يعاني اليوم من قصور في وظائف الكلى وجلطة دماغية في الجهة اليسرى وسكتة قلبية وعسر وسوء الهضم ونقصان فيتامين D وهشاشة العظام
وعزا ذلك إلى سوء أوضاع الاعتقال التعسفي في سجون النظام التي تفتقر للشروط الصحية والدولية.