يفرض نظام آل سعود إجراءات اعتقال بالغة التعسف على معتقلات الرأي في سجونها، ومن أبرزهم الناشطة لجين الهذلول المعتقلة منذ أكثر من عام دون توجيه أي تهمة واضحة لها.
وكشفت “لينا الهذلول”، شقيقة الناشطة المعتقلة “لجين”، أن شقيقتها تعيش في ظروف نفسية صعبة، وتعاني حرمانها من حريتها، أو التحدث مع أسرتها بشكل حر.
وأضافت: “لا يمكننا التأكد أبدا من الظروف التي تعيشها لأنهم لا يسمحون لها بالتحدث بحرية، إنها مسجونة بشكل استبدادي، لا حرية في أي من تصرفاتها، حتى في محادثاتها مع عائلتها. لكنها تتمكن من الحفاظ على قوتها”.
وانتقدت عدم الحصول على معلومات من سلطات آل سعود، حول محاكمة شقيقتها أو موعد إطلاق سراحها.
وعلقت على ذلك بالقول، إن “التعامل مع قضية شقيقتها كان بمثابة صراع نفسي للجين ولعائلتها”، معتبرة أن الانتظار مرهق للغاية عندما لا تعلم طبيعة الإجراءات.
وتابعت “لينا” التي تعيش حاليا في بروكسل، في حديثها مع صحيفة “الإندبندنت” البريطانية: “ما حصل كان مرهقا نفسيا بشكل كبير لها ولعائلتها، لدينا أمل رغم أننا لا نملك أي معلومات لكن الأمر يتطلب طاقة كبيرة للحصول على هذا الأمل”.
ومنعت كل من “لينا” وشقيقها “أسامة” من التحدث إلى “لجين” منذ بدء محاكمتها، لكن يسمح لعائلتها بالتواصل معها هاتفيا لعشر دقائق مرة في كل أسبوع، وزيارة شهرية.
وكانت “لينا” ألقت كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الاثنين، في جنيف مطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن شقيقتها.
وفي وقت سابق، رفضت “لجين الهذلول”، الإفراج المشروط الذي عرضته عليها سلطات آل سعود، والمتمثل في سحبها اتهامات التعذيب والتهديد بالاغتصاب الذي تعرضت له على يد سجانيها.
وسبق وأن عرضت سلطات آل سعود الافراج عنها مقابل نفيها في تسجيل مصور، تعرضها للتعذيب والإساءة الجنسية خلال سجنها.
ونشر شقيقها وليد الهذلول على تويتر “أمن الدولة زار لجين في سجن الحائر للتوقيع على موافقة أنها تخرج في تسجيل وتقول إنها لم تتعرض لتعذيب”.
تغريدته كما جاءت عبر حسابه الخاص “لا جديد، امن الدولة زار لجين في سجن الحائر للتوقيع على موافقة انها تخرج في تسجيل وتقول انها لم تتعرض لتعذيب.
وكان الاتفاق معهم ان توقع على تعهد فقط انها لم تتعرض لأي تعذيب ولهذا السبب بقينا صامتين. الظهور في فيديو انها لم تتعرض لتعذيب هذه مطالب غير واقعية.
ولم يصدر رد فوري من سلطات آل سعود، كما لم تستجب وزارة الإعلام لطلبات الحصول على تعليق.
وبلغت الهذلول عامها الثلاثين في السجن، وهي من بين عدد من الناشطات البارزات اللواتي يواجهن حاليا المحاكمة بعد اعتقالهن، العام الماضي، في حملة ضد النشطاء.
والهذلول هي من بين عدد من المعتقلين الذين اتهموا المحققين بالتعذيب والإساءة الجنسية، وهي تهم نفتها الحكومة السعودية بشدة.
وقال شقيقها إنها وافقت في البداية على توقيع وثيقة تنفي فيها تعرضها للتعذيب كشرط مسبق للإفراج عنها, وأضاف أن العائلة كانت تنوي الإبقاء على الاتفاق سرا.
إلا أن مسؤولي أمن الدولة زاروها مرة أخرى في السجن وطلبوا منها تسجيل نفيها في شريط فيديو.
وكتب على تويتر “الظهور في فيديو أنها لم تتعرض لتعذيب، هذه مطالب غير واقعية”.
وعلقت شقيقتها لينا الهذلول على تويتر “عُرض على لجين اتفاق أن تنفي التعذيب ويتم الإفراج عنها”.
وأضافت “مهما يحدث فإنني اشهد مرة جديدة على أن لجين تعرضت للتعذيب الوحشي والإساءة الجنسية”.
والهذلول هي من بين عدد من المعتقلين الذين اتهموا المحققين بالتعذيب والإساءة الجنسية، وهي تهم نفتها حكومة آل سعود بشدة.