لا يزال فيلم “المنشق”، الذي يتناول تفاصيل جريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، يثير تفاعلا واسعا بعد نحو أسبوعين على بدء عرضه ما كشفه سلسلة أسرار أحدثها الكشف عن مكان دفن رأس الصحفي المغدور.
والفيلم الذي أخرجه الأمريكي بريان فوغل، عرض نص الحوار الذي دار بين خاشقجي وقتلته داخل قنصلية السعودية في إسطنبول.
وبعد نحو سبع دقائق ونصف من قتله خنقا، بحسب تأكيد المدعي العام التركي، أظهرت التسجيلات والحوارات التي وصلت إليها الاستخبارات التركية
أن الفريق السعودي بدأ بتقطيع جثة خاشقجي، بقيادة الطبيب الشرعي صلاح الطبيقي.
الفريق المكون من نحو 15 شخصا يتبعون للاستخبارات السعودية، وزّعوا المهام فيما بينهم، إلا أن أمرا ملفتا طلبه تركي مشرف الشهري، أحد المشاركين في الجريمة.
وأظهرت التسجيلات قول الشهري لأحد زملائه: “اترك هذه الحقيبة، وافصلها عن البقية”.
وتابع: “اترك هذه الحقيبة، أريد العودة بها إلى الرياض”.
إخفاء الجثة
وبحسب ما نقلت وسائل إعلام تركية وغربية عن مصادر أمنية، فإن “رأس خاشقجي قد يكون وصل إلى الرياض بالفعل دون بقية جسده”.
ففي نهاية تشرين أول/ أكتوبر 2018، قال موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، إن فريق التحقيق التركي يبحث في فرضيات تفيد بأنه تم تقطيع جثة خاشقجي.
وكذلك نقل جزء أو أجزاء منها إلى الرياض، من خلال أحد حراس ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وأضافت المصادر التركية أن “أجزاء من جثة خاشقجي قد تكون نقلت إلى الرياض عن طريق ضابط الاستخبارات السعودي ماهر عبد العزيز المطرب”.
والمطرب هو أحد أعضاء الفريق الأمني الـ15 المتهمين بجريمة القنصلية، وقد يكون نقل أجزاء من الجثة في حقيبة كبيرة على متن طائرة خاصة.
ويقول الموقع إن “المطرب غادر إسطنبول بعد مقتل خاشقجي على متن طائرة خاصة، ولم يجر تفتيش حقائبه.
وذلك بعدما مر إلى الطائرة في مطار أتاتورك عبر صالة كبار الشخصيات، بصفته يحمل جوازا دبلوماسيا، فضلا عن أن شهود عيان أفادوا بأنه كان على عجلة من أمره.
وفي شباط/ فبراير 2019، ذكر تقرير صادر عن مديرية أمن إسطنبول، أنه عثر على بئرين في منزل القنصل العام يتم إشعالهما عن طريق الغاز والحطب.
وإنه من الممكن القضاء بشكل كامل على الحمض النووي في الفرن، الذي تصل درجة الحرارة فيه إلى ألف درجة.
وهي كفيلة بألّا تبقي ذرة من الحمض النووي البشري عند إلقائه بداخلها.
وأشارت التحقيقات التركية إلى أن مسؤولي الأمن يتوقعون احتمالية حرق جثة خاشقجي بعد تقطيعها.
تفاعل واسع
وتفاعلت شخصيات دولية مع فيلم المنشق الذي يروى حياة الصحفي السعودي جمال خاشقجي حتى لحظات اغتياله.
وقالت مرشحة الرئاسة الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، إن النظام السعودي هو المسؤول عن قتل وتقطيع الصحفي جمال خاشقجي.
وأكدت هيلاري، في تغريدة عبر “تويتر” أن النظام السعودي هو المسؤول عن جريمة خاشقجي الذي قتل في 2 أكتوبر 2018 داخل قنصلية بلاده بمدينة اسطنبول.
ونصحت هيلاري بضرورة مشاهدة فيلم “المعارض/ المنشق” الذي يتحدث عن مقتل خاشقجي.
وقالت إنه مؤثر بشكل لا يصدّق، وأن خاشقجي قُتِل على يد الحكومة السعودية.
تفاصيل مروعة
وكشف فيلم” المنشق” النقاب عن تفاصيل مروعة جديدة قامت بها “فرقة النمر” التابعة لولي العهد أثناء قتل الصحفي خاشقي.
وأظهر الفيلم تفاصيل مروعة أثناء قتل الفرقة الأمنية للصحفي السعودي داخل سفارة بلاده بمدينة إسطنبول، وأثارت ضجة أممية ودولية واسعة.
وكشف الفيلم تفاصيل تتعلق :
– الضحك بينما كان القتلة يخططون لكيفية تقطيع أوصال الجسد.
– يتكلمون فيما إذا كان الوركين مناسبين للكيس.
– القتلة طلبوا 70 كيلو لحم من مطعم لإخفاء رائحة الجثة المحترقة.
ويتناول مقابلات مع خطيبته خديجة جنكيز ومع السلطات التركية لتقديم تفاصيل مروعة عن الجريمة.
كما يتضمن شهادات محققين من الأمم المتحدة، وتفاصيل عن جهود الاختراق من جانب السعودية، وضمن ذلك تسريب مكالمة تليفونية لمؤسس شركة Amazon جيف بيزوس.
ويُقال إن النهج نفسه في الاختراق وُجد معمولاً به مع الناشط المنفي عمر عبدالعزيز، أحد المقربين من خاشقجي.
وتقول خديجة عبر الهاتف، من إسطنبول: “آمل أن يُبقي الفيلم اسم جمال وحياته وقيمه حية. آمل أن يطرح الناس المزيد والمزيد من الأسئلة”.