أطلق نظام آل سعود ذبابه الالكتروني لغرض تشويه فيلما أنتج في الولايات المتحدة الأمريكية عن الصحفي جمال خاشقجي الذي قتله النظام في قنصلية المملكة في إسطنبول التركية مطلع تشرين الأول/ أكتوبر 2018.
وقال الناشط والمعارض السعودي المقيم عمر عبد العزيز إن الذباب الإلكتروني لنظام آل سعود أطلق حملة تحريض للنيل من تقييم لفيلم يتحدث عن خاشقجي.
وذكر عبد العزيز على حسابه في تويتر أن العرض الأول للفيلم جرى في مهرجان “سندانس” بحضور وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، وشخصيات أمريكية أخرى، متهما “الذباب الإلكتروني “بإعطاء تقييم غير حقيقي للفيلم، بعد أن دخلوا على “موقع آي أم دي بي” وسجلوا تقييم متدن للفيلم بلغ نحو 3.5 من 10.
وتساءل الناشط بالقول، “كيف يمكن أن يحصل الفيلم على تقييم متدن، في حين أنه لم يعرض بعد للجمهور”؟.
وفيلم “المنشق” من إخراج الأميركي برايان فوغل الذي شارك أيضا في كتابته إلى جانب الأميركي مارك مونوري، وكلاهما يعملان في مجال الكتابة والإنتاج، ويعرفان أكثر بفيلم “إيكاروس” الذي فاز بجائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقي في 2018.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن المخرج الحائز على جائزة “أوسكار” برايان فوغل أعد فيلما وثائقيا بعنوان “المنشق”، يحكي قصة خاشقجي لعرضه في مهرجان “صندانس” للأفلام.
وقالت الصحيفة إن الفيلم يتسم بالتوثيق والدراما لأحد أكثر الأحداث إثارة للصدمة في الشرق الأوسط والولايات المتحدة بالعصر الحالي، ومن المتوقع أن يسلط الضوء على العلاقات الأمريكية السعودية.
ونقلت الصحيفة عن المحققة الأممية لحالات القتل خارج نطاق القضاء، أغنيس كالامارد، قولها: “إنه أقوى بكثير من أي تقرير أستطيع أن أكتبه..”، مضيفة: “لا أعتقد أن محاكمة الرأي العام هي نفس الإجراءات القضائية، لكنها شكل من أشكال المساءلة”.
مخرج الفيلم، برايان فوغل، قال للصحيفة أيضاً: “هذه قصة لها نظام قمعي بعيد، لديها صحفي مقتول، لديها خطيبة تنتظر الحب، قصة فيها تواطؤ أمريكي، إنها تثير الفضول”.
وأشارت الصحيفة إلى أن فيلم “المنشق” يروي، إلى جانب البحث المعقد عن الحقيقة في 16 شهراً من مقتل خاشقجي، مجموعة من التفاصيل مع المحققين الأتراك الذي يروون كيف ارتكبت الجريمة وأُخفيت، كما يضم الفيلم مقابلات مع خطيبة الراحل خاشقجي “خديجة جنكيز”.
ويحكي الفيلم قصة موازية لزميل لخاشقجي، وهو منشق ولاجئ في كيبيك الكندية، حيث يكشف الفيلم أنه تعرض لاستهداف مماثل من قبل السلطات السعودية، بحسب الصحيفة.
ويظهر في الفيلم عددا من شخصيات واشنطن بوست، مثل الكاتب ديفيد إغناتيوس، وكبير المراسلين شين هاريس والناشر فريد ريان، في الوقت الذي أكّد فيه المخرج فوغل أن الصحيفة “لم يكن لها دور مالي في الفيلم”.
وفي قسم من “المنشق” يتحدث عن مهمة الشركات الأمريكية التي تواصل العمل مع المملكة العربية السعودية، والتي تبرز دور المصالح التجارية الغربية في تمكين ولي العهد محمد بن سلمان، بحسب الصحيفة.
ويأمل فوغل في عرض الفيلم بجميع أنحاء العالم، قائلاً: “ستشعر الشركات بالضغط لتتراجع عن العمل مع المملكة الغنية بالنفط”، مستدركاً: “لكن الضغط يمكن أن يحدث في الاتجاه الآخر؛ وهو ألا تتعامل الشركات مع الفيلم نفسه”.
ويعتقد أن أبرز الشركات التي من الممكن أن تشتري الفيلم هي “نتفليكس”، مبيناً أنه يحب العمل معها مرة أخرى، لكن الشركة لها سمعة في الخضوع للسلطات السعودية فقد سحبت، العام الماضي، حلقة من “باتريوت أكشن” بعد ضغوط من المملكة.
وشكلت جريمة اغتيال جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية، في أكتوبر 2018، فضيحة عالمية مدوية بحق المملكة، مع وجود تقارير استخباراتية عالمية عن تورط محمد بن سلمان فيها.