دعوى قضائية جديدة في المحاكم الأمريكية قريبا ضد بن سلمان
بعد أيام قليلة من دعوى رفعها ضابط الاستخبارات السعودي السابق سعد الجبري، في المحاكم الأمريكية ضد ولى العهد محمد بن سلمان، تعتزم خديجة جنكيز، خطيبة الصحفي الراحل جمال خاشقجي رفع دعوى قضائية ضد ولي العهد.
وتشترك الدعوتان القضائيتان بأن المجرم واحد، وهو ولى العهد الذي أرسل فرقة “النمر” لاغتيال خاشقجي، وبعدها بأسبوع لمحاولة اغتيال الجبري المقيم في كندا حاليا.
وكشف حساب “العهد الجديد” النقاب عن “ضربة ثانية ومفجعة ستسقط على رأس بن سلمان وتجرجره إلى المحاكم الأمريكية.
وأفاد “العهد الجديد” عبر حسابه في “تويتر” بأن خديجة جنكيز، خطيبة جمال خاشقجي، تواصلت مع شركة محاماة أمريكية كبيرة من أجل رفع قضية ضد بن سلمان للتحقيق في تورطه في قضية اغتيال خطيبها داخل سفارة المملكة بإسطنبول 2 أكتوبر 2018م.
وقال إن شركة المحاماة تواصلت مع السفارة السعودية في واشنطن قبل البدء برفع القضية، وأرسلت لها خطابا رسميا، لم ترد عليهم السفارة رغم مرور أكثر من شهر، ثم بعد مدة جاء اتصال إلى فريق المحاماة يطلب منهم لقاء تفاوضيا مع المحامين السعوديين.
وأضاف أن المفاجأة أن مكان الاجتماع لم يكن في واشنطن بل في مقر القرار (الإمارات).
وتابع: جلس الطرفان في دبي، وكان الفريق السعودي مستهتر للغاية، لم يتكلم بكلمة مفيدة واحدة، فقط قال: ماذا تريدون؟ ثم بعد أن انتهى محامو خديجة من إعطاء التصور الذي لديهم، قالوا لهم: سوف نمهلكم فترة، وإذا لم يأتينا رد مكتوب فنحن سوف نتقدم إلى القضاء.
الضربة الثانية المفجعة التي ستسقط على رأس محمد بن سلمان وتجرجره إلى المحاكم الأمريكية، هي من خديجة جنكيز، خطيبة جمال خاشقجي، حيث تواصلت مع شركة محاماة أمريكية كبيرة، من أجل رفع قضية ضد محمد بن سلمان للتحقيق في تورطه في قضية اغتيال خطيبها
— العهد الجديد (@Ahdjadid) August 18, 2020
ولاقت حادثة اغتيال الصحفي خاشقجي، داخل سفارة بلاده، وتقطيع جثته وإخفائها، غضبا وتنديدا دوليا، كما أسفرت عن توتر العلاقات بين المملكة وتركيا.
وفي 6 يوليو الماضي، كشفت صحيفة تركية النقاب عن أسرار جديدة في جريمة قتل فريق سعودي للصحفي المعارض جمال خاشقجي داخل السفارة السعودية بمدينة إسطنبول التركية.
وقالت صحيفة “صباح” التركية إن خاشقجي ارتبك قبل ستة أشهر من مقتله بعد أن رأى أن سعود القحطاني مستشار ولى العهد أرسل إليه رسالة تهديد عبر تطبيق الواتس أب.
وذكرت الصحيفة أن مضمون الرسالة جاء فيها “إذا واصلت الكتابة والحديث بهذا الشكل، فسيفقد نجلك صلاح عمله في دبي”.
وأشارت إلى أن هذا الحدث تم في نيسان/ إبريل، وقام خاشجقي الذي كان من المفترض أن يبلغ سن الـ60 في تشرين الأول/ أكتوبر، وقتل في الشهر ذاته، بالتقليل من انتقاده لنظام آل سعود بعد التهديد الذي تلقاه بنجله صلاح.
ولفتت إلى أن خاشقجي الذي استشاط غضبا، قال لأحد أصدقائه المقربين: “كم هؤلاء الناس سيئون.. هل يمكن أن يصبحوا أسوأ من ذلك؟”.
وكشفت الصحيفة أنه على الرغم من ذلك، قامت إدارة الإمارات الشريك السياسي لمحمد بن سلمان، بطرد صلاح خاشقجي من عمله.
كما كشفت أنه قبل شهر من تهديد القحطاني للصحفي خاشقجي، حدث أمر مهم في الولايات المتحدة، فقد زار بن سلمان صحيفة “واشنطن بوست” في زيارته للعاصمة الأمريكية في 19 آذار/ مارس 2018، والتقى بالصحفيين.
وأوضحت أن خاشقجي في ذلك لم يكن بالصحيفة، ولكن الصحفيين سألوا بن سلمان بعض الأسئلة المهمة حول حرب اليمن التي تدخلت فيها السعودية عبر الوكلاء.
ولفتت إلى أن بن سلمان الذي أجاب عن الأسئلة وكأنه غير ملم بالأمر، عند خروجه، قال إن هذه الأسئلة المحددة والخاصة لا يمكن أن توجه إلا من خلال معلومات قدمها شخص من الداخل، ويقصد هنا خاشقجي.
وأضافت أن هذه الحادثة هي أسرار جريمة قتل خاشقجي، موضحة أنه في ذلك اليوم تقرر كسر قلم الضحية.
وأشارت الصحيفة التركية إلى أن لائحة الاتهام بحق 20 متهما بجريمة مقتل خاشقجي، والتي تتكون من 117 صفحة، تم إعدادها من قبل وكلاء النيابة العامة بإسطنبول، والانتهاء منها في 24 آذار/ مارس 2020.
وتثبت أن جريمة قتل خاشقجي والتخلص من جثته، تما بشكل متعمد وبإصرار وبشكل وحشي.
وأضافت أنه وفقا للائحة الاتهام المقدمة لمحكمة العقوبات المشددة 11 بإسطنبول، أن العميد منصور عثمان أبو حسين هو العقل المدبر لفريق اغتيال خاشقجي، وقام بتقسيمه لثلاث مجموعات.
الأولى استخباراتية والثانية للدعم اللوجستي والثالثة للتفاوض، ومفهوم “الاستخبارات” هنا، هو جمع المعلومات اللازمة للعملية الوحشية، أما المقصود بفريق “اللوجستيات” هنا فهو المعنين إدخال الأدوات اللازمة بما فيها منشار تقطيع الجثة والتخلص منها.
وأشارت إلى أن فريق التفاوض، مهمته فقط محاولة إقناع خاشقجي بالعودة إلى الرياض من القنصلية العامة في إسطنبول، وقتله على الفور إذا لم يتمكنوا من ذلك.
وأكدت الصحيفة أهمية محاكمة جميع المشتبه بهم غيابيا في إسطنبول، لأن المحاكمة التي كانت في المملكة وانتهت في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، لم تكن سوى شبه مسرحية، لم يقتنع بها العالم، وخاصة بعد تبرئة العسيري والقحطاني، والذين يعملون تحت إمرة محمد بن سلمان، ويطبقون كافة تعليماته، بزعم عدم وجود أدلة كافية لإدانتهم بالجريمة.
ولفتت صحيفة “صباح” إلى أن رئيس هيئة الاستخبارات التركية هاكان فيدان، استقبل وفدا من استخبارات دولة أخرى في أنقرة، وقام بوضع كافة تسجيلات الجريمة أمامهم.
وأضافت أن هاكان فيدان قال للوفد الأجنبي: “استمعوا للتسجيلات، لقد استمعت إليها كثيرا، عندما تنتهون سيتم إبلاغي وآتي إليكم”، مشيرة إلى أن رئيس الاستخبارات التركي، أراد إيصال رسالة عن وحشية وحجم الجريمة.
وذكرت الصحيفة أن أول من استمع للتسجيلات الصوتية هو رئيسة وكالة الاستخبارات الأمريكية “سي آي إيه”، جينا هاسبل، والوفد المرافق معها، وبعدها رؤساء أجهزة المخابرات السعودية الداخلية والخارجية، ومن ثم رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني، والإدارة العامة للأمن الخارجي الفرنسي، ورئيس ومدراء مصلحة الاستخبارات الأمنية الكندية، ورئيس مدارس دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية.
ونوهت إلى أن هاكان فيدان، كان حريصا وبناء على تعليمات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على أن يطلع كافة وكالة الاستخبارات الأجنبية على التسجيلات الصوتية دولة تلو الأخرى.
وذكرت أن رئيسة وكالة الاستخبارات الأمريكية جينا هاسبل، استمعت بشكل مطول للتسجيلات الصوتية، وخاصة لحديث مدير الطب الشرعي صلاح الطبيقي، الذي قال: “أعرف كيف أقطع الجثث وعملت كثيرا على ذلك، ولكن لم يسبق لي مع جسد دافئ ولكن يمكنني التعامل معه بسهولة”.
وفي التسجيلات التي استمعت إليها هاسبل، تابع الطبيقي: “عندما أقطع الجثث، أضع سماعاتي وأستمع للموسيقا، وأشرب القهوة والسجائر (..)، جمال خاشقجي طويل القامة، حوالي 1.80 متر، أستطيع فصل مفاصله بسهولة ولكن أحتاج لوقت”.
وأضاف: “عادة يتم قطع الحيوان المذبوح إلى قطع وهو معلق على حبل المشنقة، ولم أفعلها بحياتي على الأرض، عندما أنتهي من التقطيع ضعوا القطع في أكياس وأخرجوها”.
ولفتت الصحيفة إلى أن الوفد الأمريكي تأثر كثيرا بالتسجيلات الصوتية، وأيقن تماما أن جريمة القتل كان مخطط لها مسبقا من الرياض.
وأكدت هاسبل لهاكان فيدان، أن “الحصول على أدلة الجريمة بهذا الشكل، كيفما كانت الطريقة يعد نجاحا استخباراتيا هاما، ونادرا في التاريخ”.
وأشارت إلى إفادة ياسين أقطاي مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية التركي، والتي لفت فيها إلى ما دار بينه وبين خاشقجي، بشأن ملاحقة النظام السعودي للمعارضين حتى الصامتين منهم، بدول عدة.