تركزت دعوى قضائية مقرها الولايات المتحدة ضد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على مصفاة نفط كاريبية ، لكنها سلطت الضوء بشكل غير متوقع على شيء آخر – اختفاء منافسه الرئيسي.
ولم يُشاهد ولي العهد السابق محمد بن نايف، الذي خلعه ابن عمه الأمير محمد عن العرش عام 2017 ، علنًا منذ اعتقاله في مارس 2020.
شغل محمد بن نايف، الذي يُنظر إليه منذ فترة طويلة على أنه الحليف السعودي الأكثر ثقة لوكالة المخابرات المركزية، منصب وزير داخلية المملكة منذ عام 2012 قبل أن يصبح وليًا للعهد بعد ذلك بثلاث سنوات.
وأشارت الدعوى إلى جهود النظام السعودي في إخفاء مكان وجوده ، مع وثائق تظهر أن الأمير المحتجز كان ممثلا من قبل شركة محاماة أمريكية تعمل لصالح منافسه.
الرجل الذي يقف وراء الدعوى، رجل الأعمال السعودي نادر تركي الدوسري، ممنوع من مغادرة المملكة مع أفراد أسرته، وفقًا لرسائل من محاميه إلى الرئيس جو بايدن ومسؤولين أمريكيين آخرين.
بدأت القصة في يونيو 2020، عندما رفع الدوسري دعوى قضائية في ولاية بنسلفانيا نيابة عن ابنه راكان ، وهو مواطن أمريكي ضد محمد بن نايف وكيانات سعودية أخرى.
وزعم أنهم فشلوا في الوفاء بعقد مضى عليه عقود يتعلق بمشروع مصفاة في جزيرة سانت لوسيا الكاريبية.
لكن القضية طرحت معضلة غريبة: كيف يمكن توجيه استدعاء لأمير ما زال مكان وجوده مجهولاً؟
تم تعديل الدعوى لتشمل الأمير محمد بن سلمان، مشيرة إلى أنه وضع محمد بن نايف قيد الإقامة الجبرية وصادر أصوله، وبالتالي منعه من الوفاء بالتزاماته التعاقدية.
وعندما قال الدوسري إنه لا يمكن توجيه أمر استدعاء ضد محمد بن نايف، أمرت المحكمة محامي الأمير بن سلمان بالمساعدة في التأكد من مكانه.
في مارس / آذار ، عرض محامي بن سلمان تقديم عنوان محمد بن نايف على “أساس سري”، قائلاً في مذكرة للمحكمة إنه يواجه تهديدات تتعلق بالإرهاب بسبب دوره السابق كوزير للداخلية في المملكة.
يذكر أن النظام السعودي نفذ حملة اعتقالات جديدة في إبريل الماضي لموالين لولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف.
وصعد ولي العهد محمد بن سلمان من حملته القمعية ضد الأمراء المعتقلين منذ أزيد عن عام كامل وخاصة محمد بن نايف وسط تكتم رسمي على مصيرهم وأماكن احتجازهم.
وفي خطوة جديدة، أمر بن سلمان بملاحقة الموالين لولي العهد السابق المعتقل محمد بن نايف.
واعتقلت قوات الأمن السعودي عشرات الموالين لولي العهد السابق ولا سيما الداعمين له عبر شبكة التواصل الاجتماعي “تويتر”، وفقا لحساب “معتقلي الرأي”.