يجمع مراقبون على أن نظام آل سعود يمارس الدعاية المفضوحة في ترويجه المتكرر لإجراء محادثات سلام بشأن الحرب في اليمن بهد إلهاء العالم عن الجرائم الحاصلة في البلاد والتغطية على الهجمات المتوالية على المملكة.
ويقول المراقبون إن آخر أمر يرغب فيه نظام آل سعود هو إحلال السلام في اليمن لأن جلوس أطراف النزاع على طاولة المفاوضات يعتبر بالنسبة للرياض اعترافا بفشل حرب التحالف وخسارته الحرب ضد الحوثيين.
ويعزو المراقبون انتهاج آل سعود لخطاب يؤكد وجود محادثات مستمرة مع الحوثيين إلى محاولته منع استهداف أجواء وعمق أراضي المملكة لأنه يحرجها أمام الرأي العام السعودي المشغول بتطورات أزمة وباء كورونا والمتخوف من انتشار الفيروس.
كما أن النظام يوجه خطابه الحالي أساسا للغرب الذي تعود على تحميل المملكة مسؤولية أي تطور سلبي في اليمن، فيما أن فشل تطور قنوات التواصل بين الحوثيين والمملكة يعود بالأساس لغياب استراتيجية “خروج من المأزق اليمني” لدى آل سعود الذي لا يريد إلى حد الآن الاعتراف بالحوثيين.
وكان سرح سفير نظام آل سعود اليمن محمد آل جابر قبل يومين بأن المملكة تجري محادثات “يومية” مع الحوثيين في اليمن، وقد دعت ممثلين عنها وعن الحكومة المعترف بها دولياً إلى محادثات سلام في المملكة.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن آل جابر، بأن اقتراح إجراء محادثات لإنهاء الحرب الدائرة منذ خمس سنوات في اليمن، والتي حصدت أرواح أكثر من 100 ألف شخص، ما زال مطروحاً، على الرغم من تصاعد العنف في نهاية الأسبوع. وأضاف أنّ الحوثيين لم يردّوا بعد على العرض.
ويوم السبت الماضي أطلق الحوثيون صواريخ باليستية على الرياض ومناطق أخرى فيما ردّ التحالف بشنّ غارات جوية على صنعاء هي الأولى التي تستهدف العاصمة اليمنية منذ أشهر.
وزعم آل جابر إنّ المسؤولين السعوديين تحدثوا مع نظرائهم الحوثيين الإثنين، للتشديد على أنّ ضربات صنعاء كانت رداً على الهجوم الصاروخي السبت، وليس المقصود منها تصعيد النزاع.
وأضاف “نحن ملتزمون بخفض التصعيد. نحن مستعدون لوقف إطلاق النار في كلّ الأراضي اليمنية إذا قبلوا به”.
وقد واصل التحالف أمس تصعيده العسكري في اليمن لليوم الثالث على التوالي، رغم الدعوات الأممية لخفض الأعمال العدائية، فيما أعلنت القوات الحكومية التابعة للشرعية تحقيق تقدم نوعي في بلدة صرواح، غربي محافظة مأرب النفطية.
وتم رصد أكثر من 30 غارة جوية شنها الطيران الحربي على محافظات الجوف وعمران وصعدة ومأرب، وفقا لما أعلنته قناة “المسيرة” التابعة لجماعة الحوثي، والإعلام التابع للقوات الحكومية الشرعية الذي تحدث عن غارات رافقت تقدمه العسكري بصرواح.
وفي محافظة الجوف، شرقي البلاد، شن التحالف 16 غارة جوية على مدينة الحزم عاصمة المحافظة، ومديريتي خب والشعف وبرط العنان، والتي سيطر عليها الحوثيون مطلع مارس/ آذار الماضي.
كذلك شنّ الطيران غارات على معاقل الحوثيين الرئيسية في محافظة صعدة، واستهدف المناطق الحدودية مع السعودية في مديريتي سحار وحيدان، بالإضافة إلى غارات عدة على محافظة عمران القريبة من صنعاء.