قال الأكاديمي السعودي د.عبد الله العودة إن منظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي واختصارها داون (DAWN)، تأتي “تحقيقا لحلم الصحفي السعودي جمال خاشقجي“، الذي قتل في قنصلية بلاده قبل عامين.
وذكر العودة الذي يتولى رئاسة قسم أبحاث الخليج في منظمة داون أن خاشقجي وضع اللبنة الأساسية قبل اغتياله للمنظمة التي انطلقت في 29 أيلول/ سبتمبر 2020.
وأوضح أن المنظمة تدشّن مشروعها “لتكون صوت المهمشين والمنفيين والمحرومين.. صوت ضحايا القمع والاستبداد في العالم العربي.. صوتا للمعتقلات والمعتقلين بسبب رأيهم وموقفهم السياسي”.
وزاد: “إن المنظمة ستكون وبالا على الذين مارسوا هذه الاعتقالات.. وعلى الذين تحرشوا بدعاة الحقوق والحريات والديمقراطية، في العالم العربي عموما وفي السعودية خصوصا”.
وتقوم فكرة المنظمة على أن يبادر المؤثرون بالفعل المدني وبالملاحقة القانونية والإعلامية ليس فقط لمرتكبي الجرائم والانتهاكات (كقتل خاشقجي واعتقال العودة..)، بل “فضح الذين جعلوا ذلك ممكنا، وسهلوه، ومنحوه صبغة قانونية، وساهموا في تمرير أدوات القمع وتبريرها”.
وأشار إلى كل المشاركين في أعمال القمع، بدءا من المستبدين على رأس السلطة إلى أصغر الموظفين المشاركين فيها، قال: “حان أوان فضح كل أولئك بطريقة تجعل كل من يمارس القمع أو يسهّله أو يبرره أو يروج له يضرب ألف حساب قبل أن يشارك في هذا القمع”.
ويضرب مثالا باعتقال والده من أجل تغريدة واحدة، ويقول: “هناك من أمر بهذا الاعتقال، وهناك من باشره، وهناك من ساعد على تنفيذه، وهناك من برّره وسعى له وحرّض عليه. ثم اعتقلوا عمي د. خالد العودة بعده بيومين”.
وتحدث عن سلسلة الانتهاكات التي تبعت حادثة الاعتقال، منها (منع 19 من عائلته من السفر..)، وقال: “هذه الانتهاكات ليست عابرة أو جزئية أو معزولة، بل هي نتاج سلسلة مترابطة من التسهيل والتبرير جعلت كل ذلك ممكنا بل وحتميا، وهذا ما يمكن اعتباره انتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان.”
واستعرض أسماء مشاركين في هذه الانتهاكات، ولفت إلى أن “المنظمة وثقت دورهم في الخروقات والانتهاكات وآخرين كثر يجري رصد كل الأدوار المشبوهة لهم فيها”.
وعقب بالقول: “لقد حان أوان أن يدفعوا الثمن القانوني والإعلامي.. وفضح هذه السلسلة.. والكشف ليس فقط عن فرق الاغتيال، بل أيضا الفِرَق التي تتعاون معها وتسهل لها مهماتها.. وتجعل كل ما حصل ممكنا ويمكن تكراره كل مرة”.
ونبه إلى إن المنظمة تفرد معرضا إلكترونيا على موقعها لممارسي الانتهاكات، لتقديمهم كما هم دون روتوش أو تزويق، و”لأجل أن نقول بأنهم إذا لم يكونوا يخافون الله وحسابه، ولا يخافون العدالة المفقودة في نظام رأسه مقلوب.. فإن الرقابة الشعبية ستبدأ من هنا، ستبدأ من الناس.. وسنجعل كل فعل قمعي له ثمن شعبي يدفعه هؤلاء القامعون”.