يبدأ ولي العهد محمد بن سلمان جولة خليجية اليوم الاثنين محاولا مقاومة اشتداد عزلته الخارجية بعد انقطاع عن أي زيارة خارجية رسمية منذ أكثر من عامين.
وأفادت تقارير متطابقة أن محمد بن سلمان سيبدأ اليوم جولة خليجية تشمل سلطنة عمان والبحرين وقطر والإمارات والكويت.
وادعت مصادر سعودية أن جولة ولي العهد “تركز على تعزيز التعاون والتنسيق بين دول مجلس التعاون الخليجي في جميع المجالات والقضايا التي تهم المنطقة”.
وأوضحت أن من أبرز المواضيع على جدول أعمال الجولة مناقشة الملف النووي والصاروخي الإيراني بكافة مكوناته، وبما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وتبحث الزيارة إمكانية حل شامل للأزمة اليمنية قائم على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني اليمني الشامل وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216.
وتأتي جولة بن سلمان قبل انعقاد القمة الخليجية الثانية والأربعين في الرياض في 14 ديسمبر/كانون الأول الحالي.
ومنذ العام الماضي لم يجد بن سلمان أي دولة تستقبله وانقطعت جولاته خارج المملكة منذ أشهر طويلة بما يظهر العزلة الشديدة التي يعانيها.
وشكل عام 2020 والذي سبقه الفترة الأقل نشاطا وزيارات خارجية لمحمد بن سلمان منذ وصوله إلى ولاية العهد منتصف العام 2017.
ويشار إلى أن الدول الأوروبية كانت رفضت بشدة أي مشاركة من محمد بن سلمان في القمة العربية الأوروبية التي انعقدت في مصر بسبب انتهاكاته لحقوق الإنسان.
وتحدثت مصادر موثوقة في الديوان الملكي عن جهود واتصالات أجراها فريق بن سلمان على مدار العام المنقضي من اجل تأمين زيارة أوروبية له تساهم في تحسين صورته لكن طلبه قوبل بالرفض الشديد.
كما لم يجرؤ محمد بن سلمان على المشاركة في اجتماعات دولية مثل قمة العشرين وقمة المناخ قبل أسابيع رغم أهمية المحفلين الدوليين والمشاركة الواسعة من زعماء العالم فيه.
والسبب الرئيسي لتغيب بن سلمان طبيعية شخصيته المنبوذة دوليا بسبب جرائمه داخليا وخارجيا هو ما أكده مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.
وجاء في المقال للكاتبين شين هاريس وجون هدسون، أن جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي “جعلت من بن سلمان شخصاً منبوذاً في المجتمع الدولي، وإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاول جاهدا في إعادة تأهيله وإعادته للساحة الدولية”.
وتتوارد تقارير المنظمات الحقوقية الدولية ووسائل الإعلام الغربية في إبراز انتهاج بن سلمان الحكم بالقمع وسحق أي معارضة.
إذ أنه تورط باعتقال عشرات الدعاة وناشطي حقوق الإنسان والصحفيين ومشايخ القبائل فضلا عن احتجاز أمراء ورجال أعمال ونهب أموالهم.
كما يتم تسليط الضوء على تهاوى خطط بن سلمان في جذب الاستثمارات الخارجية وتنشيط اقتصاد المملكة الذي يعاني من تدهور قياسي بفعل فشل رؤية 2030 الاقتصادية التي أطلقها ولي العهد.
إلى ذلك شوهت الحرب الإجرامية على اليمن وقتل آلاف المدنيين صورة بن سلمان وحولته إلى مجرم حرب يتم المطالبة بمحاكمته دوليا.
فضلا عن ذلك فإن ولي العهد سجل فشلا ذريعا في حماية منشآت المملكة والعجز عن الرد خاصة من جماعة أنصار الله “الحوثيين” المدعومين من إيران.
ويجمع مراقبون على أن المملكة ابتليت بحاكم متهور همه الأول التمسك بكرسيه وعرشه دون أي اعتبار مصالح ومستقبل شعبه.
وسبق أن كشفت برقية سرية مسربة من العاهل السعودي عن حظر أمريكي على زيارة ولي العهد لواشنطن ولقاءاته مع الرئيس الأمريكي جو بايدن.
ويأمر المرسوم الملكي الذي تم تسريبه بتشكيل فريق محترف للاستفادة بشكل عاجل من الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة ومساعدة أصدقاء النظام الملكي السعودي
وكذلك حلفائه للضغط على وزارة الخارجية الأمريكية لإنهاء قيود السفر المفروضة على محمد بن سلمان.
ويطلب الملك أن يُسمح لولي العهد محمد بن سلمان بزيارة الولايات المتحدة ومقابلة بايدن في أقرب وقت ممكن، أو حث بايدن على زيارة السعودية.
وتم إرسال البرقية السرية التي وقعها الملك سلمان في 8 أبريل الماضي.
وأشارت البرقية إلى رسالة بتاريخ 29 آذار / مارس من السفيرة السعودية في واشنطن ريما بنت بندر تنقل رفض وزارة الخارجية زيارة محمد بن سلمان ومقابلة بايدن.
وفي 17 فبراير، قال السكرتير الصحفي لبايدن جين بساكي ، لمراسلي البيت الأبيض إن “نظير الرئيس هو الملك سلمان، وأتوقع أنه في الوقت المناسب، سيجري محادثة معه”.
ويرفض بايدن أي مكالمات أو اجتماعات مع ولي العهد بن سلمان.
وتم تسريب البرقية من قبل مجموعة تطلق على نفسها اسم “مجهر الجزيرة”. وقال أحد أعضائها أن لديهم كنزاً دفيناً من الوثائق السعودية السرية.
ويتعمد الرئيس الأمريكي جو بايدن وضع ولي العهد محمد بن سلمان في قائمة القادة المنبوذين ويرفض أي اتصال معه حتى الآن.