حمل الخطاب السنوي للملك سلمان أمام مجلس الشورى سلسلة من التناقضات والأكاذيب والكثير من الادعاءات المنافية للواقع والبعيدة كل البعد عن الحقيقة.
فقد ادعى الملك سلمان أن طرح أرامكو للاستثمار سيحدث نقلة نوعية في السوق السعودية لتكون في مصاف الاسواق العالمية وسيسمح للمستثمرين من داخل وخارج المملكة بالمشاركة وسيخلق آلاف الوظائف.
لكن الواقع يكذب هذه الادعاءات، إذ تواجه عملية اكتتاب أرامكو تعثرا بالغا دفع المسئولين في النظام إلى إلغاء العروض الترويجية لاكتتاب أرامكو في آسيا وأوروبا وأمريكا.
وألغت الشركة هذا الأسبوع عروضا ترويجية في نيويورك ولندن، بعدما قررت عدم بيع الأسهم مباشرة لمستثمرين في أسواق متقدمة، والمضي قدما في طرح يركز على السوق المحلية إلى حد كبير بدلا من ذلك.
وحددت أرامكو سعرا استرشاديا للصفقة، يُقيّم الشركة بما يصل إلى 1.7 تريليون دولار، ما يقل عن تريليوني دولار كان يستهدفها ولي العهد محمد بن سلمان، لكنه يضعها على المسار لتصبح أكبر طرح عام أولي في العالم.
من جهة أخرى زعم الملك سلمان أن المملكة مستمرة في طريقها لتحقيق المزيد من الإنجازات عبر رؤية 2030 التي روج لها نجله ولي العهد محمد كثيرا بزعم أنها طوق نجاة لاقتصاد المملكة.
لكن في الحقيقة هناك فشل في جذب كبار المستثمرين الدوليين وتوقعات الفشل الذريع تخيم على رؤية 2030 في ظل أزمة غير مسبوقة يعانيها اقتصاد المملكة.
إذ يعاني اقتصاد المملكة من تواصل تراجع صادرات النفط الخام إلى 6.67 مليون برميل يوميا، وتراجع الإيرادات المالية نتيجة تراجع أسعار النفط الخام، وسط ارتفاع الدين العام إلى 167 مليار دولار.
وشهدت محاكم المملكة 500 قضية إفلاس لشركات كبرى في ظل تقشف في الخدمات ومغادرة عدد كبير من رجال المال والأعمال، وتراجع احتياط النقد الأجنبي لحوالي 487 مليار دولار فضلا عن تراجع فائض الميزان التجاري بنسبة 6.1% بما يعادل 4 مليارات دولار.
في سياق أخر زعم الملك سلمان أن النظام يواصل جهوده من أجل خفض البطالة للشباب والشابات، لكن كشفت بيانات هيئة الإحصاء زيفهم بأن 367 سعوي يغادرون سوق العمل يومياً والبطالة في ازدياد.
وادعى أن الاعتداءات على منشآت المملكة النفطية، وحد العالم أمام النظام الإيراني المجرم ولكن الحليف الكبير للمملكة أمريكا تركتها وحدها في مواجهة إيران بعد استهداف المنشآت النفطية.
وتحدث الملك سلمان عن استعادة الطاقة الانتاجية في منشآتنا خلال مدة قياسية ولكن قد تحتاج المملكة شهوراً للعودة إلى مستوى الانتاج الطبيعي من النفط.
وادعى أنه تم الاعتداء على المملكة بالصواريخ والطائرات المسيرة، لكن رغم ذلك لم تتأثر حياة المواطنين ولكن بالحقيقة أهالي نجران وجازان تعرضوا لمخاطر كبيرة وهجرة من مناطقهم بسبب القصف الحوثي.
وقال إن اتفاق الرياض بشأن الحل السياسي في اليمن يفتح الباب أمام تفاهمات للوصول إلى حل سياسي شامل، لكن الاتفاق بين الحكومة اليمنية والانفصاليون لا يطلب منهم التخلي عن مطالبهم بدولة منفصلة.
وأشار إلى أنه سيواصل الجهود في تمكين المرأة في المملكة ولكن بالحقيقة المرأة السعودية في سجون السلطات يتم تعذيبها والتحرش بها وتهديدها بالاغتصاب والقتل.
وتحدث عن تعامل السعوديين مع السياح وفق للمبادئ السعودية والاسلامية والتقاليد الراسخة لدى المجتمع السعودي ولكن المملكة تسمح للسياح غير المتزوجين بمشاركة غرف الفنادق وغيرها الكثير من الاشياء المحرمة بالمملكة.
وقال نجحنا في القضاء على مظاهر التطرف بكل الوسائل ولكن التطرف في الوقت الحالي أصبح أكثر قباحة عبر فرض أمور بعيدة عن تقاليد المملكة والمجتمع السعودي المحافظ.