كشفت وسائل إعلام تركية أن لائحة الاتهام التركية، تشير إلى ضلوع ولي العهد محمد بن سلمان بجريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي.
وأوردت صحيفة صباح التركية، التفاصيل المتعلقة بأبرز المشاركين في جريمة الاغتيال، لافتة إلى أن خاشقجي كان يتلقى تهديدات متواصلة من سعود القحطاني المستشار الإعلامي لبن سلمان.
وكانت النيابة العامة التركية قد طالبت في لائحة الاتهام المكونة من 117 صفحة والمقدمة في 25 من آذار/ مارس الماضي بـ”إنزال عقوبة السجن المؤبد المشدد بحق 20 شخصا بتهمة ضلوعهم بجريمة مقتل خاشقجي.
ووفقا للائحة الاتهام، فقد بدأت أحداث الجريمة، مع إبلاغ المسؤولين في نظام آل سعود بأن خاشقجي سيصل إلى القنصلية العامة في إسطنبول في 2 تشرين الأول/ أكتوبر 2018.
وتابعت: “إثر ذلك قام القحطاني ونائب رئيس المخابرات السعودية أحمد عسيري، والمعروفان بقربهما من ولي العهد السعودي، بالبدء بعملية جلب خاشقجي إلى السعودية، وإذا لم يقبل الأخير ذلك، ولم يتسن إحضاره أعطيت الأوامر لأبو حسين المسؤول عن فريق الإنفاذ بقتله”.
وأشارت إلى أن أبو حسين جمع الفريق المكون من 15 رجلا وفقا للتعليمات التي تلقاها، وقسمه إلى ثلاثة فرق (استخبارات- لوجستي- تفاوض) وكلف العميد ماهر مطرب المتخصص بالتدخل السريع لقيادة الفريق المفاوض، فيما كان خبير الطب الشرعي محمد الطبيقي عضوا بالفريق، للتعامل مع خاشقجي في حال مقاومته ورفضه عدم المغادرة معهم.
وأضافت، أنه وفقا للائحة الاتهام فإن الفريق بعد تلقيه التعليمات اللازمة، حدد غرفة القنصل العام كمكان للاجتماع، وتم أخذ كافة التدابير اللازمة ودراستها قبل وبعد الجريمة.
وأشارت إلى أن المجموعة الأولى من فريق الإنفاذ وصلت قبل جريمة الاغتيال بيوم، فيما وصلت الفرق الأخرى في يوم الجريمة.
وذكرت أن سكرتير القنصل العام سلطان عبد الباري، اتصل بخاشقجي الساعة الـ11:50، وأبلغه بإمكانية القدوم للحصول على الوثائق المتعلقة بالزواج في الساعة الـ13:00، فيما وصل الصحفي السعودي إلى القنصلية الساعة الـ13:08.
ولفتت إلى أنه قبل دخول خاشقجي للقنصلية، فقد تبادل المشتبه بهما عبد العزيز مطرب ومحمد العتيبي الأفكار فيما بينهم حول كيفية التخلص من جثته بعد قتله.
وأشارت إلى أنه بعد دخول خاشقجي للقنصلية، فقد تمت دعوته إلى غرفة الـ”VIP” بالقنصلية في الطابق الثاني.
ووجه سؤال لخاشقجي، عما إذا كان سيعود معهم إلى السعودية في المرة الأولى، قبل أن يبلغوه بأن هناك أمرا من الإنتربول وقرارا قضائيا بحقه، وهو ما أنكره الصحفي السعودي.
وبحسب لائحة الاتهام، فإن خاشقجي رفض كتابة رسالة لابنه بناء على طلب الفريق، وحاول المغادرة، ما أدى لمنعه وإغلاق فمه، وحاول مقاومة الفريق السعودي، ليقوموا بخنقه، ومن ثم تقطيع جثته، وإخراجها من مبنى القنصلية.
وأشارت إلى أن مصطفى المدني الذي كان يرتدي ملابس خاشقجي، غادر المبنى مع سيف القحطاني، في محاولة للتضليل، وبعد الحادث غادر المشتبه بهم إسطنبول في مجموعات مختلفة عبر المطار.
وأكدت لائحة الاتهام أن فرق التحقيقات لم تتوصل إلى أي دليل داخل القنصلية يقود إلى جثة خاشقجي التي تم التخلص منها.
ولفتت إلى أنه جرى نقل جثة خاشقجي بخمس حقائب إلى منزل القنصل العام بعد تنفيذ الجريمة مباشرة.
أحمد العسيري: أكدت لائحة الاتهام أن العسيري هو من شكل الفريق، وأمر المشتبه به أبو حسين، بضرورة إحضار خاشقجي بالقوة إلى السعودية، وإذا لم يمكن تحقيق ذلك أو رفض خاشقجي فإن عليه أن يقتله.
وكشفت لائحة الاتهام، أن القحطاني المقرب من بن سلمان، وكان مستشارا إعلاميا له، اتصل مرات عدة بخاشقجي لإقناعه بالعودة إلى السعودية، وعدم كتابة مقالات معارضة ضد بلاده.
وذكرت أن القحطاني قال في إحدى محادثاته لخاشقجي: “ستجلس مثل الكلب، ولن تكتب في هذه الصحيفة (واشنطن بوست)، وسوف تحاسب على ما تفعله”.
وأشارت إلى أن القحطاني حرض المشتبه بهم بإعطاء معلومات مفصلة عن خاشقجي، وأبدى تصميما وحشيا على قتل خاشقجي.
منصور أبو حسين: ذكرت لائحة الاتهام، أن المشتبه به الثالث هو اللواء منصور أبو حسين، الذي كان رئيس فرق الإنفاذ، وكان أحد الموظفين العاملين في مكتب محمد بن سلمان.
محمد الطبيقي: المشتبه الرابع وفقا للائحة الاتهام، وهو الخبير في الطب الشرعي، وقام بالتخلص من جثة خاشقجي بعد قتله، وتقطيعه، ووضعه في أكياس بلاستيكية مع أعضاء الفريق.
ولفتت إلى أن الطبيقي أحد الخمسة الذين حكم عليهم بالإعدام في المحكمة السعودية.
يشار إلى أن محكمة “العقوبات المشددة” في إسطنبول، قبلت لائحة الاتهام التي قدمتها النيابة العامة ضد 20 مواطنا سعوديا منهم سعود القحطاني، المستشار السابق بالديوان الملكي السعودي وأحمد عسيري النائب السابق لرئيس الاستخبارات في المملكة، في قضية مقتل خاشقجي.