الأمم المتحدة تؤكد مجددا على دور بن سلمان في قتل خاشقجي
صرحت المحققة الأممية إنيس كالامارد إن “هناك وقائع كثيرة تشير إلى دور محمد بن سلمان في جريمة قتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي قبل أكثر من عام.
وقالت المحققة الأممية، إن هناك الكثير من الأدلة التي تكشف عن دور لولي العهد محمد بن سلمان في مقتل الصحفي جمال خاشقجي، مؤكدة وجود تقاعس من قبل الأمم المتحدة في أداء واجبها تجاه هذه الجريمة.
وأضافت أن “هناك تقاعس من الجهات صاحبة القرار في الأمم المتحدة بشأن قتل خاشقجي”.
وسبق أن أكدت المقررة الأممية الخاصة المعنية بحالات الإعدام التعسفي المنفذة خارج نطاق القضاء، في أكثر من مرة، بعد انتهائها من التحقيق بشأن اغتيال جمال خاشقجي، أنها كانت “جريمة قتل ارتكبت على مستوى دولة”، وأن محمد بن سلمان أحد المتهمين بالوقوف خلفها.
جدير بالذكر أن خاشقجي، وهو صحفي سعودي، يكتب في صحيفة “واشنطن بوست”، قتل في 2 أكتوبر الماضي، داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية، في قضية هزت الرأي العام الدولي، وأثارت استنكاراً واسعاً لم ينضب حتى اليوم.
وبعد مرور عام على الجريمة، اعترف “بن سلمان” بمسؤوليته عن قتل خاشقجي بصفته “مسؤولاً وقائداً في المملكة خاصة أنه حدث من جانب مسؤولين سعوديين”.
ومن جهته, قال مدير تحرير موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، الصحفي البارز ديفيد هيرست، إن الصحفي الراحل جمال خاشقجي كان لديه العديد من المشاريع الهادفة، وهو ما أدى إلى مقتله في قنصلية السعودية بمدينة إسطنبول.
جاء ذلك خلال جلسة عقدت في اليوم الثاني من أعمال منتدى “TRT WORLD”، أمس الثلاثاء، بعنوان “جريمة قتل جمال خاشقجي، هل هي انعكاس للجغرافيا السياسية الإقليمية؟”.
وأوضح هيرست أن “خاشقجي كان يسعى إلى إنشاء معهد للتدريب، وإطلاق صحيفة نيويورك تايمز بالعربية”.
وقال: إن “السبب الأساسي وراء كل هذه الأفكار، هو توفير مزيد من المعلومات للعالم العربي، كان لديه شغف بالتدريب، لم يكن يفكر فقط في أصدقائه القابعين بالسجن، بل كان يشعر بالمسؤولية تجاههم، لقد أسكتوا جمال بسبب نشاطه الزائد هذا”.
ولفت الصحفي البريطاني إلى أنه لا يزال غير قادر على قبول غياب خاشقجي، متمنياً لو كان “موجوداً في مكان ما، أو أنه كان يختبئ في قارب، أتمنى أن تكون الإشاعات الرائجة التي تدعي احتجازه في مكان ما صحيحة”.
وأضاف: “لقد صرح المسؤولون الأتراك كثيراً أن خاشقجي لم يخرج من مبنى القنصلية، ولكن ما إن صارت المعلومات واضحة حول مقتله أصبحت أشعر بالضيق أكثر فأكثر، إلى أن تحول الأمر إلى كابوس عندي”.
ووصف هيرست “خاشقجي” بأنه “كان خصماً معتدلاً (للسلطات السعودية) أراد العودة إلى بلده”، مشيراً إلى أنه بعد جريمة اغتياله البشعة اهتزت صورة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في الشارع البريطاني والأمريكي.
وأوضح “أنه (ابن سلمان) لم يجرؤ على زيارة هذين البلدين مؤخراً، حتى وإن تمكن من حضور قمة الزعماء العشرين، إلا أنه لم يعد يتجول في الشوارع تلك بحريته، خوفاً من ردة فعل الناس هناك”، مضيفاً أنه “رغم ذلك لم تتغير دكتاتورية بن سلمان شيئاً للوراء”.
وأردف أن “الغرض من قتل خاشقجي هو إسكات الصوت الناطق بالنقد المعتدل تجاه الرياض في واشنطن”.
وتسببت جريمة خاشقجي، المرتكبة في 2 أكتوبر 2018، بتشويه كبير في صورة المملكة أمام العالم؛ للطريقة الوحشية التي ارتكبت بها، ورافقها تنديد عالمي، خصوصاً أنّ جهاز الاستخبارات الأمريكي “سي آي إيه” أشار إلى ضلوع محمد بن سلمان في الجريمة.
وفي مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” على شاشة قناة “سي بي إس” الأمريكية، مؤخراً، نفى ولي العهد أنه أصدر الأوامر بقتل خاشقجي، لكنه قال إنه يتحمل “في نهاية المطاف المسؤولية كاملة”؛ بوصفه القائد الفعلي للبلاد، وأدلى كذلك بتصريحات مشابهة لقناة “بي بي إس” الأمريكية.