كشفت تقارير صحفية عن حملة اعتقالات جديدة في السعودية استهدفت أقارب ضابط الاستخبارات السعودي السابق سعد الجبري في مسعى للضغط عليه ابتزازه.
وألقت الدعوة القضائية التي رفعها الجبري، في المحاكم الأمريكية ضد ولى العهد محمد بن سلمان، أغسطس/ أب الجاري، بظلالها السلبية على المتهم التي يواجه عدة دعاوى قضائية في ذات المحاكم.
ولجأ الجبري – الذي عمل مستشارا لولى العهد السابق الأمير محمد بن نايف – إلى القضاء الأمريكي بعد نجاته من عدة محاولات اغتيال على يد “فرقة النمر” التابعة لولى العهد.
لكن لا تبدو هناك حلولا في الأفق، بل لا زالت القضية تتصاعد داخل المملكة وخارجها.
وكشف حساب “العهد الجديد” النقاب عن شن جهاز أمن الدولة – الخاضع تحت سيطرة بن سلمان – حملة اعتقالات جديدة ضد أقرباء الجبري المقيمين في المملكة.
وقال “العهد الجديد” إن سلطات آل سعود شنّت حملة اعتقالات طالت أقارب رجل المخابرات الهارب إلى كندا، سعد الجبري.
ابن سلمان يشن حملة اعتقالات جديدة ضد أقرباء وزير الدولة السابق سعد الجبري
— العهد الجديد (@Ahdjadid) August 22, 2020
ويعتقل بن سلمان منذ مارس/ آذار الماضي، شقيق الجبري وأبناءه (سارة وعمر) في محاولة للضغط عليه ومساومته.
وكشف خالد الجبري نجل ضابط المخابرات السعودي، في وقت سابق، تفاصيل اختطاف سلطات آل سعود لأشقائه.
وقال خالد الجبري، وهو طبيب مقيم في كندا، لشبكة فوكس نيوز الأمريكية، إن أشقاءه محتجزان كرهائن، وغير معروف مصيرهما إن كانوا أحياء أو أمواتا.
وذكر أن والدتهما المقيمة في كندا، كانت تتصل بإخوته عمر “21 عاما” وسارة “20 عاما” في الصباح الباكر بتوقيت الرياض، ولكن في 16 آذار/ مارس الماضي، كان هاتفاهما مغلقين بشكل غير اعتيادي.
وأشار إلى أنهم تلقوا أنباء من الجيران وشهود عيان، بأنه حوالي 20 سيارة اقتحمت المنزل، وذلك في الساعة السادسة من صباح ذلك اليوم (16 آذار/ مارس)، واعتقلت شقيقيه.
وأضاف قائلا: “هذا مقلق للغاية، ومنذ ذلك اليوم نشهد صمتا، هل قامت السلطات بتعذيبهما؟ ليس من المنطقي للحكومة ألا تبلغنا أنهم بخير، إلا إذا قاموا بإيذائهما بشكل خطير”.
وطالب نجل الجبري سلطات بلاده بتقديم الأدلة على أن أشقائه سارة وعمر على قيد الحياة.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية، قالت إن ضابط الاستخبارات السعودي السابق سعد الجبري، كان شريكا موثوقا للولايات المتحدة الأمريكية في حربها على الإرهاب، وضمن في السابق سلامة الأمريكيين والسعوديين.
وقال مساعد وزير الخارجية بالوكالة، رايان كالدهان، إن الجبري عمل مع الأمريكيين عن قرب، وكان شريكا للسفارة الأمريكية في الرياض، وإن الحكومة الأمريكية تقدر مساهماته للحفاظ على أمن مواطنيها.
وأكدت الخارجية الأمريكية أن اضطهاد عائلة الجبري أمر غير مقبول، وأنها طالبت السلطات السعودية بتوضيحات بخصوص اعتقال أفراد من عائلته.
وتقدم الجبري، بدعوى قضائية في المحكمة الجزائية بواشنطن، ضد ولي العهد محمد بن سلمان، ومسؤولين آخرين بتهمة محاولة قتله.
وبحسب الوثيقة فقد قدم الجبري تفاصيل الشكوى لمحكمة بمقاطعة كولومبيا الأمريكية، ضد ابن سلمان وكل من مدير مكتبه بدر العساكر، والمستشار السابق بالديوان الملكي سعود القحطاني، وهو أحد المتورطين بجريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي.
وبحسب فوكس نيوز، أكدت أسرة الجبري، أن السبب الرئيسي خلف رفع الدعوى، هو محاولة الحصول على إجابات بأن أبناءه مازالا على قيد الحياة.
وكان الجبري غادر الرياض عام 2017، وقرر عدم العودة خوفا على سلامته، وانتقل بمعظم أبنائه وعائلته إلى الولايات المتحدة وكندا، لكن عمر وسارة بقيا في السعودية بانتظار تأشيرة الطالب الأمريكية، وعقب حصولهما عليها لم يتمكنا من السفر بسبب منعهم من مغادرة البلاد.
وأكد خالد الجبري، أن عائلته لا تريد إثباتا على أن أشقاءه على قيد الحياة وحسب، “بل ليس هناك ما يبرر احتجاز أطفال”.
وفي مقابلة لـ”فوكس نيوز”، قال دانيال هوفمان ضابط المخابرات الذي عمل في مجال مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط، إنه لم يقابل أبدا شخصا لديه دراية أفضل بمكافحة الإرهاب مثل سعد الجبري.
وتابع قائلا: “لقد كان موظفا متفانيا ورائعا جسّد الشراكة بين الرياض وواشنطن”.
ولفت هوفمان إلى أن الجبري أدى دورا مهما في إحباط مخطط لتفجير الطائرات باستخدام قنابل مخفية في علب الحبر داخل الطابعات في عام 2010.
وشدد على أنه إذا احتجزت السلطات السعودية فعلا أطفاله، فإن ذلك يعد انتهاكا لحقوقهم الإنسانية”.