نفذ جهاز أمن الدولة التابع لولي العهد الأمير محمد بن سلمان حملة اعتقالات جديدة لمقربين من رجل المخابرات السعودي السابق سعد الجبري.
وقال حساب “العهد الجديد” إن حملة اعتقالات جديدة طالت مقربين من رجل المخابرات السعودي الفار إلى كندا، والذي كان الذراع اليمنى لولي العهد السابق والمعتقل حاليا الأمير محمد بن نايف.
وأضاف “العهد الجديد” أن سلطات آل سعود نفذت مؤخرا حملة اعتقالات جديدة طالت عددا كبيرا من الأشخاص في المملكة على صلة بشكل أو بآخر من الجبري.
وتابع: “تم التحقيق مع عدد كبير ممن له علاقة سابقة بـ سعد الجبري، وبعضهم تم إيقافهم” لافتا إلى أنه تم اعتقال كافة الأشخاص الذين جرى بينهم وبين سعد الجبري حوالات مالية.
وختم المغرد الشهير: ” تخيلوا حتى المقاول الذي بنى فيلا سعد تم اعتقاله!”.
تم التحقيق مع عدد كبير ممن له علاقة سابقة بـ سعد الجبري، وبعضهم تم إيقافهم، كذلك تم اعتقال كافة الأشخاص الذين جرى بينهم وبين سعد الجبري حوالات مالية .. تخيلوا حتى المقاول الذي بنى فيلا سعد تم اعتقاله!
— العهد الجديد (@Ahdjadid) October 11, 2020
وبحسب تحقيق بثه تلفزيون “العربي الجديد” في سبتمبر/ أيلول الماضي تتبّع أسرار استهداف مسؤول الاستخبارات السعودية السابق، سعد الجبري، الرجل الذي أصبح عنوانا رئيسيا في الأخبار الخاصة بالشأن السياسي السعودي بعد أن حاولت “فرقة النمر” اختطافه مرتين على الأقل وقامت باحتجاز أبنائه للضغط عليه منذ مارس الماضي.
واستضاف الفيلم مصادر خاصة في المخابرات الأميركية من بينهم الضابط غليين كارل الذي أوضح أن الخلاف مع سعد الجبري ليس سوى وجه للصراع الأصلي بين الأمير محمد بن سلمان ومنافسه السابق على عرش المملكة، الأمير محمد بن نايف.
ويروي الفيلم مسيرة الجبري التي مكنته من الاستحواذ على أسرار وملفات هامة بحكم موقعه، وكيف عرف عبر الإعلام خبر عزِله من منصبه بقرار من محمد بن سلمان، بعد تولي الأمير محمد بن نايف ولاية العهد بأربعة أشهر ودون استشارة بن نايف.
ويقول مدير المخابرات الأمريكية السابق جون برينان والذي تعامل مع الجبري في مذكراته الجديدة “بسالة”: “انزعج محمد بن سلمان من صراحة سعد الجبري، كما أن محمد بن سلمان كان قلقا حول ما يعرفه سعد فيما يتعلق بنشاطات داخل السعودية وتمت في ظله”.
وفي عام 2017 أطاح محمد بن سلمان بابن عمه محمد بن نايف من ولاية العهد وشن حملة اعتقالات للأمراء ورجال الأعمال والمسؤولين في فندق ريتز كارلتون بالرياض.
وكان الجبري قد غادر السعودية إلى تركيا قبل هذه الحملات وانتهى بعائلته إلى تورنتو في كندا.
وكان سعد الجبري قد رفض الحديث سابقا مع موقع الراديو الوطني العام الأمريكي “أن بي أر” لكن ابنه خالد الجبري، أخصائي أمراض القلب والذي يعيش مع والده في تورنتو، تحدث معها.
وقال إن والده تلقى بعد مغادرته السعودية رسائل نصية ودية من الأمير منها: “تعرف أننا نختلف ولكنني أريد عودتك إلى الحكومة”.
ويعلق خالد الجبري: “بدت وكأنها محاولة لتصفية الأجواء والعودة للعمل كما في السابق” و”لم نشتر هذا الكلام”. واعتقدت العائلة أنها مصيدة للوالد. وبعد أيام منع ولدا الجبري اللذان بقيا في السعودية من السفر.
وتحولت لهجة الرسائل النصية من الود إلى العدوان والتهديد. وتذكر خالد رسالة: “كان تهديدا يقول: لديك ساعة لتخبرنا عن مكان وجودك وسأرسل طائرة لأخذك. وإلا فسنستخدم كل الطرق القانونية وغيرها التي ستؤذيك”.
وأضاف خالد أن والده احتفظ بالرسائل كأدلة. ويزعم الجبري أن محمد بن سلمان حاول ملاحقته وقتله خلال السنوات الثلاث الماضية لأنه يعرف بالآلية الداخلية للمملكة والتعاملات فيها وعلاقاته الأمنية مع الولايات المتحدة.
وبحسب الدعوى القضائية “يعتبر الدكتور سعد في وضع فريد ليكون تهديدا وجوديا على وضع المتهم بن سلمان وعلاقته مع الحكومة الأمريكية”.
وجاء في الدعوى القضائية أن ولي العهد أرسل منتصف تشرين الأول/أكتوبر 2018 أعضاء من “مرتزقته”/ “فرقة النمر” لملاحقة الجبري وقتله. وجاءت المحاولة بعد أسبوعين من قتل وتقطيع خاشقجي في 2 تشرين الأول/أكتوبر 2018.
ويقول خالد إن والده حصل على تحذيرات من زملائه السابقين والمسؤولين الأمنيين الأمريكيين وحذروه ألا يقترب من أي سفارة سعودية. وتقول الدعوى إن السلطات الكندية منعت أفراد الفريق من دخول كندا.
ويضيف خالد أن عضوين في الفريق حملا في حقائبهما “أدوات للتنظيف تعود إلى نفس دائرة الطب الشرعي التي قطعت جثة جمال”.
ولم تعلق السفارة السعودية في واشنطن على أسئلة من الإذاعة. ولم ترد السلطات الكندية أيضا إلا أن وزير السلامة العامة الكندي بيل بلير قال في تصريحات للإعلام الكندي: “نحن على وعي بحوادث حاول فيها لاعبون أجانب مراقبة واستفزاز وتهديد كنديين ومن يعيشون في كندا”.
ولمنع الانتقادات غمر المسؤولون في السعودية منصات التواصل الاجتماعي بالرسائل المؤيدة لبن سلمان كما يقول رون ديبر، مدير “سيتزن لاب” في جامعة تورنتو والذي يتابع استخدام الأنظمة الديكتاتورية البرمجيات الخبيثة.
وقال إن النظام السعودي استخدم أناسا دفع لهم أو “ضغط عليهم النظام لوضع منشورات ومحتويات مؤيدة لهم”.
وأضاف ديبر أن النظام السعودي أصبح ماهرا في متابعة المواطنين إلكترونيا وعلى هواتفهم النقالة بحيث استطاع تحديد أماكنهم والتنصت على مكالماتهم ومعرفة محتويات بريدهم الإلكتروني وثرثراتهم على منصات التواصل.