أثار نشر فيديو لرئيس هيئة الترفيه بالمملكة “تركي آل الشيخ” موجة غضب واسعة بين المواطنين والنشطاء السعوديين عقب دعوته في المقطع المصور إلى منتسبي الخدمة العسكرية لحضور حفلات رقص وغناء التي تنظمها هيئة الترفيه والاستفادة من العروض الخاصة التي وضعت لأجلهم.
وظهر “آل الشيخ” في المقطع الذي انتشر على تويتر يوجه كلمة لضباط وجنود جيش آل سعود وذوي الشهداء، ويدعوهم لحضور حفلات موسم الرياض بأسعار مخفضة كنوع من أنواع الدعم لهم.
وطالبهم تركي بالتوجه إلى مركز “فيرجين” لملأ الاستمارات للاستفادة من العرض والمميزات المخصصة لهم لحضور حفلات رقض.
الدعوة التي فجرت غضب السعوديين مشيرين إلى أن الجنود والضباط في حاجة لأسلحة وتدريب وابتهال إلى الله لمواجهة الحوثيين الذين نشروا الرعب في المملكة، وليس إلى حفلات الرقص والغناء وما يغضب الله وهو في وضع الجهاد.
وكتب أحد النشطاء عبر تويتر تغريدة: “يا مستشار #تركي_آل_الشيخ يكفي استهبال واستخفاف بكل فئات المجتمع..!
جنودنا البواسل ليسوا من أهل الرقص والهز ولا يحتاجون عروضك.
هم يحتاجون أن توقفوا مهزلة #هيئة_الترفيه حتى لا يتأخر النصر بسبب المعاصي والمخالفات التي تعكفون عليها ليلا ونهارا.”
وعلق أحد النشطاء معبرا عن غضبه: ”العساكر في الحد الجنوبي يريدون تسديد قروض وحماية عائلاتهم من التشرد وليه و ليس الترفيه و الاغاني”
وكتب أخر مستنكرا: ”فعلاً شيء غير طبيعي بلادة وقلت توفيق وسوء توقيت وانحدار بشكل مريب القادم جلل”
وتشهد المملكة منذ تولي “محمد بن سلمان” ولاية العهد، تغيرات اجتماعية اعتبرها البعض صادمة للمجتمع المعروف بتحفظه ومحاولة من نظام آل سعود إلى سلخ المجتمع السعودي عن هويته المحافظة.
وعلى مدار الأشهر الأخيرة عمل نظام آل سعود على إغراق المملكة بخطوات مشبوهة للترفيه منذ تأسيس هيئة خاصة بذلك في 2016، تقابل بانتقادات حادة بسبب دورها في تغيير الطابع الديني والتقليدي للمملكة.
وسمح نظام آل سعود في 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي، السماح بفتح دور عرض سينمائي بعد حظر امتد لأكثر من 3 عقود، ومن المرتقب بدء افتتاح قاعات للسينما في مارس/آذار المقبل.
وارتفع عدد المطاعم والمقاهي المرخص لها بالمملكة لتقديم نشاط “العروض الحية” إلى 132 مطعما، في كلٍّ من الرياض وجدة والخبر والدمام، وذلك بعد مرور 3 أشهر على فتح الترخيص لإقامة العروض الحيّة في المطاعم والمقاهي.
ويدفع ولي العهد محمد بن سلمان بانقلاب على موروث المملكة الديني والاخلاقي عبر الانفتاح على الترفيه واستضافة فرق أجنبية بمبالغ مالية فلكية لتقديم صورة تغطي على انتهاكات النظام داخليا وخارجيا.
فضلا عن ذلك فإن آل سعود يحاولون تحقيق جملة أهداف بممارساتها المشبوهة أهمها إلهاء المواطنين السعوديين عن نظامهم القمعي وجرائمه وجمع المال من عائدات مالية كبيرة لحفلات وفعاليات بينها إباحي في أرض الحرمين.
وسبق أن طالب عدد من المغردين والنشطاء السعوديين بإعفاء “تركي آل الشيخ” رئيس هيئة الترفيه من منصبه بعد اعتراضهم على فعاليات موسم الرياض التي تنظمها هيئة الترفيه.
وتحت وسم “إعفاء تركي الشيخ”، طالب المغردون بإقالة “آل الشيخ”، قائلين إنه أفسد على السعوديين عاداتهم وتقاليدهم.
وقال ناشطون عبر هاشتاغ “#إعفاء_تركي_آل_الشيخ_مطلب_الشعب”، إن المسؤول المثير للجدل يهدر أموال الشعب والحكومة على غير فائدة.
وأوضح مغردون أن ما يقوم به آل الشيخ من تركيز على الترفيه بجوانب محددة، أبرزها استقدام المطربين، لا يعود بالفائدة على فئة الشباب التي وعدت “الترفيه” بتوفير آلاف فرص العمل لها.
ويعد تركي آل الشيخ هو المسئول السعودي الأكثر إثارة للجدل على وسائل التواصل الاجتماعي منذ أن كان رئيسًا للهيئة العامة للرياضة في المملكة، إلا أن ظهوره في مقطع فيديو حديث عن فعاليات موسم الرياض أثار موجة غضب من النشاط الذي تقوم به هيئة الترفيه في السعودية، إضافة إلى سخرية العديد من المتابعين من تنفيذه الحملة الدعائية بنفسه، حيث برز وسم “#اعفاء_تركي_ الشيخ”، بين أبرز الأوسمة المتداولة في المملكة.
وقد جاءت حملة إعفاء تركي آل الشيخ من منصبه في هيئة الترفيه في ضوء الغضب الشعبي من الأنشطة التي تنفذها الهيئة ويرى قطاع كبير من السعوديين أنها مخالفة للقيم الدينية والإسلامية في المملكة.
والهيئة العامة للترفيه أنشئها بن سلمان في 7 أيار/مايو 2016، وتُعنى بكل ما يتعلق بنشاط الترفيه، وكان أول رئيس لها هو أحمد بن عقيل الخطيب وأعفي من منصبه في حزيران/يونيو 2018.
وتولى رئاسة الهيئة لاحقا تركي آل الشيخ في كانون أول/ديسمبر الماضي ليقيم حفلات رقص وفعاليات ترفيهية مشبوهة في المملكة، وحفلات غنائية أثارت موجات من الانتقادات.
وتشهد المملكة حاليا تصعيد عسكري غير مسبوق عليها من قبل جماعة الحوثيين اليمنية، التي تسببت في خسائر فادحة للرياض كان آخرها باستهداف مقر أرامكو ومعامل التكرير التابعة لها في بقيق.