كشفت مصادر سعودية مطلعة ل”سعودي ليكس”، عن إلغاء ولي العهد محمد بن سلمان جولته الخارجية إلى أجل غير مسمى على خلفية مخاوفه من وضعه الداخلي المرتبك في ظل مرض والده الملك سلمان.
وكان مقررا أن يجرى محمد بن سلمان جولة خارجية تشمل تركيا واليونان ومصر ودولا أخرى لأول مرة منذ أكثر من عامين ونصف بعد سلسلة من التحضير المكثف لها.
لكن المصادر أكدت أن بن سلمان عمد إلى تأجيل جولته حتى أشعار أخر على خلفية خوفه الكبير من تحركات داخلية من أبناء عمومته أثناء غيابه عن المملكة.
وبحسب المصادر فإن بن سلمان “يعلم جيدًا أنه جاء بانقلاب وأنه مارس الاعتقالات والمعاملات التعسفية ضد أفراد العائلة الحاكمة، ولذا فهو يحاول بشتى الوسائل إحكام قبضته الداخلية لضمان تسلمه الحكم”.
وأكدت المصادر أن الملك سلمان لم يخرج من المشفى بعد (منذ آخر مرةٍ دخله قبل عدة أسابيع) وما زالت صحته غير مستقرة، فيما الصور التي تُنشر له في مجلس الوزراء صور قديمة.
ومع تدهور صحة الملك تزداد مخاوف بن سلمان من احتمالية عدم اعتلائه العرش، توقعه حصول ما لم يكن في الحسبان داخل العائلة يزيد هذه المخاوف، والكارثة بالنسبة له أن ثلاثة من إخوته لم يبايعوه على ولاية العهد، لذلك هو خائف من أن تصدر هيئة البيعة قراراً لا ينطبق مع هواه.
وتجمع الشواهد أن الأمر ليس تحت سيطرة بن سلمان بالكامل، فثلاثة من إخوته لم يبايعوه على ولاية العهد، بالإضافة إلى الكثير من الأمراء غير راضين عن معاملته لهم ولا عن أدائه السياسي، موت الملك سلمان سيكون فرصة للتحرك.
وفي صعود سريع إلى السلطة، شن محمد بت سلمان حملة على المنافسين والمنتقدين منذ استبدال محمد بن نايف ، ابن شقيق الملك ، كولي للعهد في انقلاب قصر عام 2017.
بعد أن صادق عليه مجلس البيعة في العام نفسه ، أصبح انضمام محمد بن سلمان تلقائيًا وليس من المتوقع أن يتم الطعن فيه. وهو أيضا وزير الدفاع ويسيطر بشدة على أجهزة أمن الدولة.
لكن دبلوماسيين حددوا اعتقالات مارس 2020 للأمير محمد بن نايف والأمير أحمد على أنها نقطة حساسة بين الرياض وواشنطن ، اللتين توترت العلاقات بينهما منذ مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018 في القنصلية السعودية في اسطنبول.
ولم تعلق السلطات السعودية على الاعتقالات التي قالت عدة مصادر في ذلك الوقت إنها بتهمة الخيانة وصُورت على أنها محاولة استباقية لضمان الامتثال داخل أسرة آل سعود.