لم يمض سوى عامين على إصدار الملك سلمان أمرا استحدث بموجبه جهاز “رئاسة أمن الدولة” على أن يكون منفصلا عن وزارة الداخلية، ومرتبطا برئيس مجلس الوزراء.
لكن انتهاكات الجهاز خاصة ممارسة التعذيب غير الإنساني بحق معتقلي الرأي لطخت سمعته سريعا وحولته إلى واحد من عناوين القمع والتعسف في المملكة.
وجاء في نص الأمر المتعلق باستحداث جهاز رئاسة أمن الدولة أنه يعني بكل ما يتعلق بأمن الدولة.
وبذلك تولى الجهاز المذكور ملف معتقلي الرأي في المملكة، حيث يمارس التضليل الاعلامي في الملف في ظل انتهاك حقوق الانسان والتعذيب الواقع عليهم.
من أبرز الأجهزة التي تتبع لجهاز أمن الدولة المديرية العامة للمباحث، وهي جهاز أمني يختص بالقضايا التي تستهدف الدولة ومجتمعها وأمنها بمفهومها الشامل، والقضايا التي تهدف إلى تقويض كيان الدولة وتدمير المجتمع والقضايا الادارية والمالية المشبوهة والناتجة من سوء استغلال السلطة.
وتنقسم المديرية العامة للمباحث إلى جهازين؛ الأول جهاز المباحث العامة، والثاني جهاز المباحث الإدارية.
وتتعامل المديرية العامة للمباحث مع قضايا الأمن الداخلي ومكافحة التجسس، وتحقيق وترسيخ الأمن في المملكة، بالتنسيق مع القطاعات كافة في الدولة.
وأصبحت المهمة الأساسية لجهاز أمن الدولة قمع المعارضين وكل من يخالف الرأي, حيث يتعرض معتقلي الرأي للتنكيل والتعذيب والصعق بالكهرباء وسجنهم بزنزانة منفردة والكثير من الوسائل الاخرى.
ويقبع في سجون سلطات آل سعود الكثير من النشطاء والدعاة والمعارضين والحقوقيين وناشطات في مجال حقوق المرأة وغيرهم.
مؤخرا صرح جهاز أمن الدولة أنه ليس لدينا سجناء، وهم نزلاء، ونحافظ على حقوقهم وكرامتهم، ويُمنحون كل حقوقهم التي كفلها الشرع والنظام.
وأثار نشر هذا الخبر تفاعلاً كبيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبين النشطاء والحقوقيين وأهالي معتقلي الرأي بالمملكة.
وبدأ النشطاء بالتفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي بنشر ردودهم وتغريداتهم عبر حساباتهم مبدين سخريتهم من إعلان الجهاز بشأن معتقلي الرأي.
نشر حساب معتقلي الرأي تغريدة عبر حسابه قال: ما هذا التضليل للرأي العام؟ ما عاد هناك شيء يخفى على أحد وأهالي معتقلي الرأي هم خير شاهد على انتهاك الحقوق والكرامة التي يتعرض لها أبناؤهم.
ونشر نجل الداعية المعتقل سلمان العودة, د. عبدالله العودة تغريده عبر حسابه قال فيها: أمن الدولة يقول: ليس لدينا “سجناء”.. هنا الموقع الرسمي لوزارة الداخلية يسمي هذه السجون السياسية “سجوناً” ويسمي ذهبان “سجن”.. فلماذا التلاعب بعقول الشعب؟!
وأضاف, وكجزء من حملة التضليل.. يقوم أمن الدولة السعودي بتنسيق زيارات ل”صحفيين” قريبين من أمن الدولة والأجهزة المشبوهة إلى أجنحة خاصة في بعض السجون.. أجنحة لا يسكن فيها أحد.. وإلى مبانٍ مجهزة فقط للتضليل والدعاية لهذه السجون, ويجلب المعتقلون قسراً لها خصيّصاً لكي يتم تصويرهم هناك!
ونشر ناشط عبر حسابه: أمن الدولة ليس لدينا سجناء, اكيد بيتكلموا عن السجون اللي فوق الأرض, ماذا عن مجازر السجناء في سجون تحت الأرض؟
وتغريده اخرى: أتعبت من بعدك يا دكتور يا أبن العودة!!، السجن وصف للمكان وفي كل دول العالم يسمى بهذا الاسم وقول السلطات السعودية ليس لدينا سجناء اي بمعنى انها تتعامل مع الموقوفين بكل انسانية وتوفر لهم جميع الاحتياجات الصحية والرياضية…الخ
ونشر أخر تغريده: غباء تام من أمن الدولة و ليس عجبا حيث رأينا كيف قتلوا جمال (خاشقجي). قالوا نزلاء من غبائهم المطلق وكأنهم في فندق يخرجون متى يشاؤون.