يتواصل نزيف جنود المملكة في اليمن وسط استمرار تعنت نظام آل سعود الذي يعاند في حرب فاشلة لم يحقق أي من أهدافه فيها.
وأعلنت السلطات في المملكة على فترات متقاربة مقتل خمسة من الجنود خلال أسبوع على الحدود مع اليمن.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية “واس” أن “محافظ عقلة الصقور سليمان بن علي الفوزان، أدّى بجامع العدل في المحافظة صلاة الميت على الشهيد الرقيب فالح بن علي الحربي أحد منتسبي القوات البرية، الذي استشهد بالحد الجنوبي”.
والاثنين، أعلنت الوكالة أن الأمير سعود بن عبد الله بن جلوي، وكيل محافظة جدة، “قدّم تعازيه لذوي شهيد الواجب عبد الله سعد محمد الشهراني، بعد استشهاده في الحد الجنوبي”.
والأحد، أعلنت الوكالة أن “وكيل الرقيب بالقوات المسلحة أحمد بن يحيى سليمان الغزواني، والجندي سلطان بن عيسى شلبي، استشهدا دفاعاً عن الدين والوطن في الحد الجنوبي (مع اليمن) بمنطقة جازان”.
وفي خبر آخر ذكرت الوكالة حينها أن “محافظ الطائف (غرب) سعد بن مقبل الميموني، وعدداً من منتسبي القوات المسلحة والجهات الحكومية بالمحافظة، أدوا صلاة الميت على شهيد الواجب إبراهيم مجرشي، الذي استشهد بالحد الجنوبي في منطقة نجران أيضاً”.
ولم تتطرق الوكالة إلى ملابسات مقتل الجنود الخمسة، غير أن جماعة الحوثي تعلن بشكل معتاد مقتل وجرح جنود سعوديين في مواجهات قرب الحدود اليمنية.
وللعام الخامس على التوالي يشهد اليمن حرباً بين القوات التابعة للحكومة ومسلحي الحوثيين المتهمين بتلقي دعم إيراني، والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014.
ومنذ مارس 2015، يدعم تحالف عسكري عربي، تقوده سلطات آل سعود، القوات الحكومية في مواجهة الحوثيين.
وأدى القتال إلى مقتل أكثر من سبعين ألف شخص حسب تقديرات أممية منتصف يونيو/حزيران الماضي.
وإضافة إلى جبهات القتال في الأراضي اليمنية، يشن الحوثيون هجمات عبر حدود المملكة مع اليمن مستهدفين قوات آل سعود وعددا من المنشآت السعودية بالصواريخ والقذائف.
وما زال الفشل يلاحق نظام آل سعود في حربه الإجرامية على اليمن، في وقت تتكبد فيه المملكة خسائر فادحة على كافة الصعد من دون أن تكون قادرة على تحقيق أي إنجاز عسكري ملموس باستثناء نشر القتل والفوضى والتخريب في البلاد.
واعتبر مراقبون أن المملكة ليست في مستوى مواجهة إيران لأنها لم تستطع الانتصار حتى على الحوثيين، مشددا على أن ولي العهد محمد بن سلمان هزم في اليمن أمام اليمنيين “الحفاة”.
وأوضح المراقبون أن خسائر المملكة في حربها ضد الحوثيين قدرت بنحو 800 مليار دولار على أقل تقدير.
وفي المقابل أفادت تقارير بأن الحوثيين لم تكلفهم الحرب ضد المملكة سوى بضعة آلاف من الدولارات فقط، مشددا على أن التحالف العربي الذي ادعى تحرير اليمن، هدفه الحقيقي هو السيطرة على الموانئ والسواحل في عدن.
وتستعين الرياض بعشرات الآلاف من القوات السودانية والمرتزقة ومجندين يمنيين، 40% منهم أطفال حسب تقارير منظمات حقوقية موثقة.
ودعمت الرياض حملتها العسكرية في اليمن بـ30 طائرة أباتشي ومدرعات أميركية متطورة في قاعدة العند الجوية ومأرب.
وبحسب تقارير، تتكبد المملكة في عملياتها العسكرية في اليمن خسائر تقدر بـ200 مليون دولار يوميا على الأقل.
كما وصل عدد القتلى من الجنود السعوديين إلى أكثر من 3 آلاف حسب الإحصائيات الرسمية.
وكانت وسائل إعلام سعودية قالت في بداية عاصفة الحزم إن تكاليف الحرب التي شنتها الرياض ضد تمرد الحوثيين على الحكومة الشرعية؛ قد تصل إلى مئات الملايين من الدولارات شهريا، مشيرة إلى أن تلك التكاليف لن تشكل عبئا على ميزانية الدفاع والأمن السعوديين.
وذكرت تقديرات تشير إلى أن الرياض قد تنفق نحو 175 مليون دولار شهريا على الضربات الجوية باستخدام مئة طائرة، كما أشارت إلى أن الحملة الجوية التي قد تستمر أكثر من خمسة أشهر ربما ستكلف المملكة أكثر من مليار دولار.
وحسب تقارير سعودية، فإن تكلفة الطائرات المشاركة بالحرب تصل إلى نحو 230 مليون دولار شهريا، تشمل التشغيل والذخائر والصيانة، أي أكثر من ثمانية مليارات دولار في ثلاث سنوات فقط.
وإذا كانت الدفاعات الجوية للحوثيين تمثل نقطة ضعفهم في الحرب، فإنها استطاعت -مساعدة إيران كما تقول السعودية- أن تنقل المعركة إلى الداخل السعودي عبر استهدافها بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة كبدتها خسائر بشرية واقتصادية.
وتعتمد الرياض على صواريخ الباتريوت الأميركية كمنظومة دفاع جوية لصد صواريخ الحوثي الباليستية، وتبلغ تكلفة صاروخ الباتريوت ثلاثة ملايين دولار، ويستلزم إسقاط صاروخ باليستي ثلاثة صواريخ باتريوت على الأقل.
كما كانت لحرب اليمن أيضا آثار غير مسبوقة على الاحتياطات الأجنبية السعودية، فخلال عام 2015 فقط، انخفضت الاحتياطات الأجنبية السعودية من 732 مليار دولار إلى 623 مليار دولار في أقل من 12 شهرا.