جامعات سعودية تدرّس الغناء والموسيقى رسميا لأول مرة

لأول مرة في تاريخ المملكة التي حافظت على تعاليم الدين الإسلامي لعقود طويلة، أعلنت سلطات آل سعود إدراج الغناء والموسيقي والفن في المناهج الدراسية، فيما طالب عضو مجلس شورى، بدراسة تعيين قاضيات في المحاكم السعودية.

وأعلن وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، رسميا، إدراج الموسيقى في مناهج عدد من الجامعات الحكومية والخاصة.

وذكر الوزير بدر أن استحداث مناهج الموسيقى يأتي ضمن كليات جديدة في عدد من الجامعات، تعنى أيضا بالسينما والمسرح.

وغرّد عبر “تويتر”: “خطوة إلى نهضتنا الثقافية: كلية الثقافة والفنون في جامعة الملك سعود، وبكالوريوس العلوم في الفنون السينمائية في جامعة (عفت)، وماجستير الآداب في الأدب المسرحي بجامعة الملك عبد العزيز”.

وفي شباط/ فبراير 2020، أعلنت المملكة استحداث 11 هيئة جديدة، بينها الأدب والنشر والترجمة والمتاحف والتراث والأفلام والمكتبات وفنون العمارة والتصميم والموسيقى والمسرح والأزياء وغيرها.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية إنه تم تفويض وزير الثقافة بممارسة اختصاصات تلك المجالس، لحين تشكيل مجلس إدارة لكل هيئة.

وكان الأمير بدر بن عبد الله تحدث في آب/ أغسطس 2019، عن قرب إدراج الموسيقى في المدارس والجامعات.

ونشر صورة لفرقة موسيقية داخل مدرسة سعودية، يرجع تاريخها إلى نحو 60 عاما، وعلق عليها: “أيام جميلة؛ ستعود”. وهي صورة لفرقة موسيقية من مدارس الثغر في مدينة جدة غرب السعودية، إبان ستينيات القرن الماضي.

وتشهد المملكة تحولات جذرية منذ أكثر من ثلاث سنوات (ولاية بن سلمان 2017) بعدما كانت تمثل التيار المحافظ بالمنطقة، ومنحت المرأة حقوقاً ظلت محظورة عليها عقوداً، ومن بينها قيادة السيارة والسفر دون إذن ولي.

وأسفرت هذه الرؤية عن اتجاه المملكة للاستثمار في الترفيه والسينما وحفلات الغناء، وتم استحداث موسم الرياض، الذي أزال الشكل التقليدي للسعودية بعدما استقدم مشاهير الفن والغناء والرقص والموسيقى من مختلف أنحاء العالم، وواجه بالمقابل انتقادات من فئات من المجتمع المحافظ.

وأثار إعلان رئيس هيئة الترفيه السعودية تركي آل الشيخ، السماح للمطاعم بإحياء الحفلات وبث الغناء، في يناير 2019م، جدلا واسعا في المملكة إذ اتهمه مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي بـ “التحريض على الفجور”، من خلال إتاحة الغناء والموسيقى المحرمة من قبل هيئة كبار العلماء.

وقال نشطاء إن ما كانت المملكة تعاقب على فعلته بالأمس، بات مسموحا ومشجعا عليه من قبل الحكومة ذاتها. وأعادوا نشر فيديوهات لفتاوى علماء المملكة وهم يحرمون العزف والغناء بشكل صريح وقاطع.

وافتتحت المملكة خلال 2019م، سلسلة نوادي ليلية إلى جانب أول معهد لتدريس الموسيقى.

وأطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية هاشتاغ #ديسكوفيجده الذي تصدر قائمة أكثر الهاشتاغات انتشارا في المملكة حاصدا أكثر من 37 ألف تغريدة.

وطالب عدد من المغردين بعودة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي كانت “تفرض الأخلاق الإسلامية وتوقف وتعتقل أي شخص يقوم بانتهاك القيم والمبادئ الإسلامية، وتتأكد من إغلاق المحلات وقت الصلاة وحظر شرب الكحول وحتى تقبض على أي شخصين من جنسين مختلفين لا تربطهما علاقة قرابة مباشرة أو زواج كما تعمل ضد السحر وتكافح الابتزاز.

لكن في 2016 أقرت السلطات السعودية تنظيما جديدا لـ “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” يحد من صلاحياتها ويمنعها من توقيف الأشخاص وملاحقتهم، كما يشترط على أعضاء الهيئة أن يكونوا “من ذوي المؤهلات العلمية، إضافة لحسن السيرة والسلوك”.

وفي سياق متصل، طالب عضو مجلس الشورى السعودي عيسى الغيث، بدراسة تعيين قاضيات في محاكم الأحوال الشخصية السعودية، مؤكداً أن الشريعة لم تحرم ذلك.

وقال الغيث، في مقال له في صحيفة “الوطن” المحلية: إن “النظام القضائي السعودي لم يشترط الذكورة، وهناك عدد من السعوديات المؤهلات لهذه الوظيفة من أستاذات الجامعات والمحاميات المستوفيات للشروط”.

وأوضح الغيث أنه من الضروري أن تتطور عجلة القضاء لتكون قاضية في الموضوع، مع ضمانة أن حكم القاضي الابتدائي غير مكتسب للقطعية ابتداءً، وللمعترض الاستئناف.

وذكر في تغريدة له على موقع “تويتر”، أنه “لمجلس الشورى سابق توصية بذلك من بعض الزملاء في 2018، كما أنه سيعرض مجدداً للتصويت. ومهما كانت النتائج فالزمن كفيل بتوليتها، وسنندم كالعادة على ما ضاع من أعمارنا في ممانعات عبثية”.

https://twitter.com/IssaAlghaith/status/1272392883480473600

في المقابل، ووثقت المنظمة الأوربية السعودية لحقوق الإنسان اعتقال السلطات الأمنية 87 امرأة منذ ولاية سلمان وابنه حكم المملكة (2015-2020).
ولا تعد هذه الحملة الأولى من نوعها ضد ناشطي حقوق الإنسان، لكنها الأكثر قسوة من بينهم والأوسع نطاقا، حيث كانت هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها السلطات الناشطات استهدافا جماعيا عام 2018.
وذكرت المنظمة الأوربية السعودية أن هناك 50 معتقلة حاليا في سجن “ذهبان” بمدينة جدة، فيما أفرجت السلطات عن ٨ لكن محاكمتهن لا زالت قائمة، و8 نساء أفرج عنهن نهائيا.
وأشارت إلى أن غالبية المعتقلات ناشطات في حقوق المرأة، ويدافعن عن حقوقها ويطالبن بالإصلاحات في المملكة.

وقالت إن مصير واحدة من المعتقلات ما زال مجهولا.

وتوفيت المعتقلة حنان الذبياني داخل سجن “ذهبان” في 10 أكتوبر 2016م، الأمر الذى قوبل بتنديد حقوقي دولي واسع ومطالبات بالإفراج عن معتقلات الرأي.