فجر موقع تويتر العالمي فضية جديدة لنظام آل سعود بإعلانه عن حذف 6 آلاف حساب مدعوم من سلطات النظام بغرض التطبيل له.
وأعلن موقع “تويتر” أنه الحساب المحذوفة كانت جزءاً من عملية معلوماتية تدعمها سلطات آل سعود وتنبع من المملكة
وقال تويتر إن هذه الحسابات كانت تضخم الرسائل المؤيدة لسلطات آل سعود عن طريق المبالغة في الإعجاب بالتغريدات وإعادة نشرها والرد عليها.
وهذه ليست المرة الأولى التي يحذف فيها “تويتر” آلاف الحسابات التي تندرج ضمن الذباب الالكتروني العامل لصالح نظام آل سعود.
بل إن آخر حملة حذف واسعة كانت في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، عندما أعلن الموقع عن وقف الحساب الشخصي للمستشار السابق في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني، الذي كان يتابعه أكثر من مليون و300 ألف مغرّد، ومعه أوقف 6 حسابات مرتبطة بالحكومة السعودية. وفي الحملة نفسها تم حذف 267 حساباً من الإمارات ومصر.
وشرح الموقع وقتها أن الحسابات المحذوفة كانت تدار معا في عملية معلومات متشعبة تستهدف قطر وإيران ودولا أخرى.
وقبلها بشهر، أي في أغسطس/آب 2019 أعلنت شركة “فيسبوك” أن أشخاصاً مرتبطين بحكومة السعودية أداروا شبكة من الحسابات والصفحات المزيفة على الموقع الشهير، للترويج لدعاية الدولة، ومهاجمة الخصوم في المنطقة.
وقالت “فيسبوك” في بيان رسمي، إنها أغلقت أكثر من 350 حساباً وصفحة عليها جميعاً نحو 1.4 مليون متابع، في أحدث حملة ضمن جهود مستمرة لمحاربة “السلوك الزائف المنسق” على منصتها، وفي أول نشاط من نوعه تربطه الشركة بحكومة آل سعود.
والشهر الماضي نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، تقريرا حول موقع التدوين “تويتر” الذي أصبح نظام آل سعود يستخدمه للتجسس على معارضيه واختراق حساباتهم.
وتحت عنوان (في السعودية، أصبح تويتر الأداة النافعة للمضطهِد لا المضُطهَد)، نشرت الصحيفة تقريرها الذي قالت فيه إن عمر عبد العزيز الناشط السعودي المقيم في مدينة مونتريال بكندا كان شخصا واحدا من بين 9.9 ملايين مستخدم لتويتر ولكن تاريخه يقدم صورة عن البقية.
وأضافت أن شبكة تويتر التي كانت في مركز جهود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لملاحقة المعارضين ونشر القصص المضللة عنهم أدت إلى العكس.
فقد كتب عبد العزيز في واشنطن بوست يوم الجمعة مقالا قال فيه إن أكثر من 30 مواطنا سعوديا مؤثرا على منابر التواصل الاجتماعي أخبروه عن تعرضهم للابتزاز باستخدام مواد سرقت من هواتفهم النقالة، تماما كما حصل لهاتف عبد العزيز الذي اخترق بنظام تجسس صنعته شركة إسرائيلية اسمها “أن أس أو غروب”.
وكانت هذه الجهود بمثابة رد عليهم، ليس لأنهم انتقدوا النظام بشكل عام ولكن لأنهم انتقدوه علنا من خلال تويتر. ومن بين أهم ثلاثة مؤثرين على تويتر قال عبد العزيز إن واحدا منهم اعتقل والثاني اختفى بدون أثر أما الثالث فهو في المنفى.
وكان الهدف من الابتزاز كما يقول عبد العزيز هو التركيز على منصة التواصل الاجتماعي هذه.
وطلب من الأشخاص الذين استهدفتهم حملة الملاحقة نشر مواد ترويجية ودعائية مؤيدة للحكومة على تويتر وإلا تم الكشف عن المواد التي سرقت من هواتفهم بما في ذلك الصور.
ويعني الإذعان للطلب الانضمام إلى الجيش الذي جمعه سعود القحطاني، مستشار الديوان الملكي السابق المعروف بين الناشطين بـ”وزير الذباب”.
وكان عبد العزيز يجمع جيشا مضادا أطلق عليه “النحل الإلكتروني” وبتعاون مع صحافي “واشنطن بوست” جمال خاشقجي الذي قتل وقطع في القنصلية السعودية بإسطنبول العام الماضي. وقتل بعد شهرين من اكتشاف محاولتهما حيث كتب لعبد العزيز: “ربنا يساعدنا”.
وتقول الصحيفة إن تويتر منتشر بين السعوديين لأنه الساحة الوحيدة المتوفرة لهم خاصة أن الاحتجاج الحقيقي ممنوع.
وتجربة عبد العزيز للعيش “ديمقراطيا” على الإنترنت ثم مراقبة خنق الديمقراطية، حيث قام الذباب الإلكتروني باستخدام المنصة لنشر المديح للنظام، هي صورة عن حملة قمع للمجتمع، حاول محمد بن سلمان التغطية عليها من خلال حملة علاقات دولية.
وتمنح تجربة عبد العزيز مناسبة للسؤال الذي يلاحق المراقبين للتكنولوجيا حول العالم ويراقبون حكومات مثل الصين تحديدا وهي تقوم بتصوير وجوه نصف مليون مسلم من الإيغور في شهر واحد، وحكومة ميانمار وصفحات فيسبوك المرتبطة بها التي حرضت على إبادة المسلمين الروهينجا، و”ماذا يحدث عندما تصبح الخدمة وسيلة نافعة للقمع لا المضهدين؟”.