حمل حزب التجمع الوطني السعودي ولي العهد محمد بن سلمان المسؤولية السياسية والأخلاقية في توريط المملكة في حرب اليمن وتداعياتها.
وأدان الحزب في بيان صحفي تلقت “ويكليكس السعودية” نسخة منه، الاعتداءات المتكررة على المملكة التي تستهدف المدنيين والمنشآت الحيوية.
واعتبر ما تتعرض له المملكة من هجمات “اعتداء غاشمًا يجب إدانته ورفضه”.
وقال حزب التجمع إنه يرفض استهداف المدنيين في اليمن الشقيق، مؤكدا أن هذه الحرب أثبتت تورط جميع الأطراف في انتهاكات وجرائم متعددة.
وأشار إلى أن هذه الحرب أبعدت اليمن عن حلمه نحو تحقيق العدالة والسلام في بلاده، كما سببت خسائر فادحة للشعبين.
وأضاف أن عمليات استهداف المدنيين الذي مارسته سلطات آل سعود في اليمن لا يبرر لأي طرف عدوانًا مماثلًا على شعبنا وأرضنا، فالشعب وأفراده ليسو شركاء في قرار الحرب.
توريط السعودية
وحمل حزب التجمع الوطني الحكومة وبالتحديد ولي العهد الحالي المسؤولية السياسية والأخلاقية عن توريط السعودية في حرب اليمن.
وقال إن هذه الحرب “ورطت أهلنا ومؤسساتنا الوطنية وجيشنا في حرب أكلت الأخضر واليابس وسبّبت أكبر كارثة إنسانية في العالم”.
وجدد الحزب الوطني دعوته لإيقاف الحرب واتخاذ المسار الديبلوماسي ودعم اليمنيين ومساعدتهم لإيقاف الصراع وحل الخلافات عبر طاولة الحوار وصناديق الاقتراع دون تدخلات أجنبية.
زعيم فاشل
ويجمع مراقبون على أن حرب اليمن المستمرة للعام السادس كرست فشل ولي العهد محمد بن سلمان بالزعامة وأظهرت مدى حاجة المملكة للحماية الخارجية.
ورأى الكاتب المغربي حسين مجدوبي أن هذه الحرب التي أوشكت على النهاية بفعل جهود الرئيس جو بايدن، ثمة دروس لا بد منها.
وذكر مجدوبي أن أبرز هذه الدروس: كيف عجزت السعودية ذات الميزانية العسكرية الضخمة في الانتصار بل في حماية مملكتها.
واندلعت حرب اليمن منذ ست سنوات تقريبا تحت شعار «عاصفة الحزم» ورسمت هدفا معلنا.
وهو احتواء المد الإيراني نحو اليمن عبر إعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي يفترض أنه انتخب رسميا «إعادة الشرعية».
وفي الوقت ذاته، وظف بن سلمان هذه الحرب ليقدم نفسه زعيما إقليميا وزعيما للسنة.
وهذا ما جعله يلح على مشاركة الدول السنية مثل الإمارات والبحرين والمغرب والأردن ومصر وقطر في الحرب، وهي الدول التي انسحبت تدريجيا.
نتائج عكسية
وبعد ست سنوات من الحرب، كانت النتائج عكسية للغاية وتضع العربية السعودية في موقف حرج أمام المنتظم الدولي كدولة اعتدت على جارها الجنوبي.
ولعل الأكثر إثارة للقلق هو عجزها حسم حرب مع حركة لا هي بجيش منظم ولا هي بميليشيات «حركة الحوثيين».
وتمتلك السعودية ميزانية عسكرية ضخمة تقدر بـ 70 مليار دولار سنويا سنة 2019.
وتأتي الثالثة في التصنيف العالمي بعد كل من الولايات المتحدة والصين ومتفوقة على دول مثل روسيا والهند وفرنسا وبريطانيا.
وهي أعلى ميزانية في العالم مقارنة مع الدخل القومي العام للبلاد، ما بين 9 إلى 10 في المئة، بينما دول مثل فرنسا تخصص أقل من 2 في المئة.
وهذه الميزانية كافية لكي تجعل منها قوة عسكرية حقيقية في الشرق الأوسط توازي قوى مثل تركيا وإيران وإسرائيل.
لكن هذه الحرب كشفت زيف هذه الميزانية بل وأنها مفارقة في التاريخ العسكري وذلك لسببين وهما:
الأول أن العتاد العسكري السعودي برمته محدود للغاية لا يعكس نهائيا ميزانية 70 مليار دولار.
فالمملكة تتوفر على عشرات الطائرات من إف 15 تفتقد لنظام جوي مضاد للصواريخ والطيران وتفتقد للذخيرة الكافية.
وعمليا، كشفت الحرب كيف تعاني السعودية من الحصول على الذخيرة بعد الفيتو الأوروبي على بيعها الذخيرة وحاليا الأمريكي.