تلقت دولة الإمارات العربية توبيخا علنيا نادرا من جارتها وحليفتها السعودية، بسبب عدم التزامها باتفاق منظمة “أوبك”.
وسلط موقع “بلومبيرغ” الضوء على جهود منظمة “أوبك” لضمان الالتزام الكامل باتفاق خفض إنتاج النفطي، وقال إن دولة الإمارات أصبحت واحدة من أسوأ الدول التي تفسد الحصص في أوبك، حيث حققت 10٪ فقط من التخفيضات التي تعهدت بها في آب/ أغسطس، وفقا لوكالة الطاقة الدولية.
وتدافع السعودية، التي تعد أحد أكبر المنتجين للنفط، عن اتفاق خفض الإنتاج، وتراقب تطبيقه عن كثب.
ووجه وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال اجتماع للأعضاء، الخميس، توبيخا في تلميحات واضحة بأنه قد يكون هناك تغيير في الاتجاه في سياسة الإنتاج قبل الاجتماع الوزاري المقبل للمجموعة في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
ومع تعثر الانتعاش في أسعار النفط، قالت “بلومبيرغ” إن الأمير وجه رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي السابق، ألان جرينسبان، للحديث بحدة حول ضرورة الانضباط باتفاق خفض الإنتاج.
وقال الأمير عبد العزيز: “لن نترك هذا السوق أبدا دون رقابة، وسأعمل على التأكد من أن كل من يقامر في هذا السوق سوف يتألم”، في إشارة إلى الدول التي تغش في حصص الإنتاج، وعلى رأسها الإمارات.
وانخفض خام برنت، وهو المعيار الدولي، إلى ما دون 40 دولارا للبرميل الأسبوع الماضي، للمرة الأولى منذ يونيو. وهناك علامات متزايدة على أن الموجة الثانية من جائحة الفيروس التاجي تضر بالطلب مرة أخرى، حيث يواجه الأفراد والشركات في جميع أنحاء العالم قيودا مشددة على أنشطتهم.
وافتتح عبد العزيز بن سلمان مؤتمر أوبك بإدانة قوية للأعضاء الذين يحاولون الإفلات من الاتفاق، وقال إن هؤلاء يضرون بسمعتنا، وفي حين أن الأمير لم يذكر أسماء أي مذنبين بعينهم، كان وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي جالسا في صمت، الذي قام برحلة نادرة بعد الوباء من أبو ظبي إلى الرياض؛ للتكفير عن تجاوز هدف الإنتاج، بحسب “بلومبيرغ”.
وبلغ الإنتاج الزائد لدولة الإمارات العربية المتحدة حوالي 520 ألف برميل يوميا في آب/ أغسطس ، وفقا لوكالة الطاقة الدولية.
وقال المزروعي بعد الاجتماع إن البلاد ستحقق هدف الإنتاج بالكامل هذا الشهر، وستجري تخفيضات إضافية في أكتوبر ونوفمبر؛ لتعويض أوجه القصور السابقة.
ومنذ أن أصبح وزيرا للنفط السعودي قبل عام، مارس الأمير عبد العزيز ضغوطا شديدة على أي دولة تغش في حصتها. وقدم فكرة تخفيض التعويضات بالخسائر كوسيلة جديدة لضمان الامتثال.
وطبقت العراق ونيجيريا المتخلفان المعتادان أكثر من 100٪ من التخفيضات المطلوبة الشهر الماضي، وفقا لوكالة الطاقة الدولية، وهو مستوى لم نشهده في جولات التخفيضات السابقة.
وقد منح هذا أوبك مزيدا من المصداقية، وخلق مساحة أكبر للمجموعة لبدء التخفيضات المقررة لتخفيضاتها من 9.7 مليون برميل يوميا من أيار/ مايو 7.7 مليون في آب/ أغسطس.