كشفت أوساط يمنية مطلعة عن وقائع تذكر بزمن فندق “الريتز” الذي تم فيه احتجاز أمراء ورجال أعمال كبار في السعودية، سبقت تنحي الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بضغط سعودي.
وحتى الآن لا يوجد رسميا تأييد أو نفي قاطع للمعلومات المسربة حول التفاصيل الأخيرة التي سبقت إعلان هادي نقل السلطة إلى مجلس رئاسي.
وقد جاء الإعلان مفاجئاً في سياق يعزز وجود ضغوط ومفاوضات غير معلنة دارت قبيل فجر الخميس 7 نيسان/ أبريل في الديوان الملكي.
وظلت تفاصيل الحدث غامضة رغم حديث مسؤولون في تصريحات رسمية عن توافق تام، أفضى إلى قرار نقل السلطة في اليمن.
لكن في المقابل يتداول معارضون ونشطاء رواية أخرى، تتحدث عن أن ما حصل فجر السابع من نيسان/ أبريل 2022، كان عبارة عن حبكة سعودية، بالتنسيق مع قيادات يمنية أو دون أي تنسيق.
هذه الحبكة أفضت على وجه السرعة إلى إقناع هادي بالخروج لإعلان بيان عزل نفسه، نزولاً عند تلك الضغوط وما قيل له إنه حل توافقي بين المشاركين في المشاورات.
وتقول الرواية التي نشرها نشطاء وإعلاميون معارضون، ومنهم السكرتير الصحافي السابق في الرئاسة اليمنية مختار الرحبي، إن القيادات اليمنية السياسية المشاركة في المشاورات برعاية مجلس التعاون الخليجي.
وبعدما برزت ملامح خلاف حول مقترح الحل السياسي، دُعيت إلى الديوان الملكي مساء الأربعاء 6 أبريل، قبل أن يُدعى أيضاً الرئيس هادي وفريقه وأبنائه.
وبحسب الرحبي الذي نشر سلسلة تدوينات يقول إنها معلومات حول كواليس ما حصل فإنه “تم استدعاء كل القيادات السياسية للديوان الملكي، وتم عزلهم عن بعض من الساعة السابعة إلى الثانية بعد منتصف الليل دون معرفة أي تفاصيل عما حدث ويحدث”، ثم”تم استدعاء الرئيس هادي إلى الديون على غير العادة حيث يذهب محمد أو خالد بن سلمان إلى مقر إقامة هادي، وليس العكس”.
ووفقاً للمصدر الذي نقل عنه الرحبي فقد “وصل الرئيس هادي إلى الديوان الملكي مع أولاده والحارس الشخصي وبعض الموظفين”، ثم “تم عزل الرئيس عن كل المساعدين، مع منع وسائل الاتصال عن جميع من وصلوا إلى القصر وهو ما يدل على حدوث شيء كبير، مهم ومفصلي وخطير”.
وهناك عقد لقاء جمع هادي مع ولي العهد محمد بن سلمان، والذي تقول المعلومات غير الرسمية، أنه أبلغ هادي أن هناك توافقاً على “الحل”، الذي تم تقديمه إليه وهو “الإعلان الرئاسي”، حيث “طلب من الرئيس التوقيع على القرارات التي قيل له إن كل الأطراف السياسية قد وافقت عليها”.
تذهب هذه الرواية إلى أن القيادات السياسية اليمنية التي دُعيت إلى الديوان الملكي، تم توزيعها في غرف بقيت فيها، قبل أن يتم إبلاغها فجراً بأن الرئيس قد أعلن القرار، وأن ما عليها هو التوقيع؟.
الادعاء، بصيغة أخرى وتفاصيل أخرى، قدمه الصحافي الخطاب الروحاني بتغريدات على حسابه، معتبراً ما حصل أنه “بعد الإفطار تلقت كل القيادات اليمنية الحزبية والحكومية إخطارا بالاستعداد للخروج إلى اجتماع رفيع.
الساعة 10 مساء وصل الجميع إلى الديوان الملكي السعودي، وأخذت منهم تلفوناتهم ومستلزماتهم ووزعوا على غرف، كل منهم على حدة، عدا بعض الكتل السياسية التي وضع أعضاؤها في غرفة واحدة”.
وقد “استمر انتظارهم، أو احتجازهم، حتى الثالثة فجراً لحضور اجتماع موعود لحل الخلافات بشأن المقترحات التي قدمت في المشاورات”.
لكن ما حصل بحسب الروحاني “لم يكن في الحسبان، إذ تم استدعاء الرئيس هادي وأولاده وطاقمه عند الساعة 12 ليلاً إلى الديوان، ووزع طاقمه في غرف بدون أجهزة اتصال أو انترنت”، فيما دخل هو منفرداً للاجتماع مع محمد بن سلمان لساعتين، استدعي بعدها وزير الإعلامي معمر الإرياني منفردا، حيث كان ينتظر في غرفة مع ثلاثة وزرا.ء
يضيف المصدر “بعد دقائق، خرج مسؤولون سعوديون مع الإرياني وأرسلوا قرار إقالة النائب علي محسن، والخطابات، لوسائل الإعلام الرسمية.
ثم ذهب المسؤولون السعوديون بعد الثالثة فجراً إلى كل غرفة لأخذ تواقيع القيادات السياسية المنتظرة منذ العاشرة ليلاً”.
“اعترض البعض وانتفض لكن السعوديين قالوا إن الرئيس قد وقع وإن البيان قد أذيع والمجلس قد تشكل، وليس أمامهم إلا التوقيع، فوقع الجميع بذهول”.
الروحاني يذهب إلى أن “أحداً لم يكن يعرف عن المجلس ولا عن ما الذي حصل في اجتماع هادي ببن سلمان بما في ذلك رشاد العليمي وبقية الأعضاء المعينين، الذين فوجئوا هم أيضا بتعيينهم”.
وأنه “لاحقاً قيل إن السعوديين خدعوا هادي بأن جميع الحاضرين قد اتفقوا ووقعوا على المجلس ولم يبق إلا حفظ ماء الوجه ويبدو أن هادي لم يبد أي مقاومة بعدما أخبره بن سلمان بذلك”.