كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تفاصيل جديدة عن خفايا تعاقد محمد بن سلمان ولي العهد مع سلسلة شركات إسرائيلية أمنية للمراقبة والتجسس.
وقالت الصحيفة إن بن سلمان التقى مرات عدة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سرًا كما التقى مسؤولي الاستخبارات من البلدين على نحو منتظم.
وذكرت الصحيفة أن صدور التراخيص للشركات الإسرائيلية للعمل في السعودية تم بفضل العلاقات المباشرة بين الرياض وتل أبيب.
وأفادت الصحيفة أن الحكومة الاسرائيلية سمحت سرًا لمجموعة من شركات المراقبة الالكترونية بالعمل لصالح الحكومة السعودية.
وجاء ذلك على الرغم من الادانات الدولية لاستخدام الرياض برامج المراقبة الإسرائيلية لسحق المعارضة ومقتل الصحفي خاشقجي.
وكشفت الصحيفة أن الحكومة الاسرائيلية شجعت NSO وشركتين إضافيتين للعمل مع السعودية كما منحت ترخيصًا جديدًا لشركة رابعة للقيام بعمل مماثل متجاوزة بذلك المخاوف بشأن حقوق الانسان وفقًا لمسؤول اسرائيلي كبير وثلاثة اشخاص مرتبطين بالسعودية.
وبحسب الصحيفة فإن إسرائيل منحت تفويضًا لكل من شركات NSO و Candiru و Verint و Quadream للعمل مع السعودية، فيما الآخيرتين منحت التفويض لهما بعد مقتل خاشقجي.
وأفادت بأن شركة إسرائيلية خامسة تدعى Cellebrite تعمل مع السعودية لبيع برمجيات تجسس على الهواتف المحمولة لكن دون موافقة رسمية من الحكومة الإسرائيلية.
وبحسب الصحيفة فإن شركة NSO قررت إلغاء نظام بيجاسوس للتجسس على الهواتف المحمولة بعد افتضاح استخدامه في التجسس على صحفيي قناة الجزيرة القضائية وصحفيين آخرين لكنها عادت مؤخرًا لتعلن عن صفقات جديدة مع السعودية.
وذكرت أن شركة NSO أبلغت الشركة الاستشارية التي عينت للنظر في دورها في مقتل خاشقجي بأن الحكومة الاسرائيلية شجعتها على “الصمود في وجه العاصفة” و”مواصلة عملها في السعودية”.
كما قالوا إن المسؤولين الإسرائيليين أبلغوهم أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تريد أيضا من الشركة مواصلة العمل مع السلطات السعودية.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن وزارة الدفاع الاسرائيلية ادعت أنها ستلغي أي رخصة لبيع برمجيات للسعودية للتسلل إلى الهواتف المحمولة في حال ثبت أن البرمجيات استخدمت في انتهاك حقوق الإنسان.
ومؤخرا هاجمت منظمة مراسلون بلا حدود بشدة ولي العهد محمد بن سلمان، مبرزة أنه يحكم بالقمع والتجسس والتهديدات التي تقود إلى القتل والاعتقال التعسفي.
جاء ذلك في معرض تعليق المنظمة على إدراج بن سلمان ضمن أعداء حرية الصحافة حول العالم والتي ضمنت 37 رئيس دولة أو حكومة ممن يقومون بقمع واسع النطاق لحرية الصحافة.
وهذه أول مرة تنشر فيها المنظمة القائمة المذكورة منذ نحو خمسة أعوام.
وقالت المنظمة إن أبرز الوافدين الجدد إلى القائمة هو بلا شك محمد بن سلمان وهو مركز كل السلطات في يديه ويرأس نظامًا ملكيًا لا يتسامح مع حرية الصحافة.
وأضافت أن أساليب بن سلمان في الحكم تشمل القمع والتجسس والتهديدات التي أدت في بعض الأحيان إلى الاختطاف والتعذيب وغيرها من الأعمال التي لا يمكن تصورها.
وأبرزت أن جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي مطلع تشرين أول/أكتوبر 2018 بشكل مروع كشفت عن طريقة بن سلمان المفترسة والبربرية.
ونبهت المنظمة إلى أنه منذ أن عينه والده المسن وليًا للعهد في عام 2017، ركز محمد بن سلمان كل السلطات في يديه وكان الرئيس الفعلي لملكية لا تتسامح مع حرية الصحافة.
وأبرزت أن المملكة هي واحدة من أكبر دول العالم التي تسجن الصحفيين وإجراءاتها القضائية غامضة تمامًا. لم يُعط الكثير من الصحفيين المسجونين أي إشارة إلى التهم المنسوبة إليهم.