كشفت مواقع عبرية عن أن فيلما سعودياً سيشارك في مهرجان سينمائي إسرائيلي سيقام في مدينة القدس المحتلة في تصعيد غير مسبوق لتطبيع نظام آل سعود.
وذكر موقع “i24” الإسرائيلي أن فيلما للمخرجة “هيفاء المنصور” سيشارك في المهرجان السينمائي الإسرائيلي الذي سيفتتح في الفترة من 16 إلى 19 ديسمبر/كانون الأول، لافتا إلى أن فيلم المخرجة السعودية المتزوجة من أمريكي يحمل اسم “المرشحة المثالية”.
وقالت الخارجية الإسرائيلية عبر حسابها على تويتر “إسرائيل بالعربية”، إن “فيلم المرشحة المثالية للمخرجة السعودية هيفاء المنصور سيفتتح مهرجان سينما المرأة الإسرائيلي الذي سيقام في القدس في الشهر المقبل”.
وأشار حساب إسرائيل بالعربية إلى أن “الفيلم السعودي حاز على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان البندقية ويمثّل المملكة في منافسات جائزة أوسكار”.
ويتناول فيلم “المرشحة المثالية” قضية تمكين المرأة عبر قصة طبيبة تتجاوز العوائق الاجتماعية وترشح نفسها للانتخابات. والفيلم من إخراج هيفاء المنصور، كما شاركت في تأليفه مع براد نيمن، ومن بطولة ميلا الزهراني ونورة العوض.
ويهتم المهرجان بعرض أكبر عدد ممكن من الأفلام، التي تم إخراجها من قبل نساء وليس فقط أفلاما مواضيعها نسوية.
وحاز “المرشحة المثالية” على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان البندقية الأخير في دورته السادسة والسبعين.
ورشحت السعودية الفيلم، الشهر الماضي، لتمثيلها في مسابقة الأوسكار للعام المقبل ضمن فئة الأفلام الأجنبية، بعدما أثبت حضوره في مهرجانات دولية أهمها منافسته على جائزة الأسد الذهبي بمهرجان البندقية السينمائي الدولي، ما شكل سابقة في تاريخ السينما السعودية.
و”المرشحة المثالية” من بطولة “ميلا الزهراني” و”نورة العوض”، ومن تأليف “هيفاء المنصور” بمشاركة “براد نيمن”، وتم تصويره داخل المملكة.
ويروي الفيلم العوائق التي تعترض طبيبة شابة في المملكة عندما تقرر الترشح للانتخابات البلدية في مجتمع محافظ يسيطر عليه الذكور، كما يعكس التغييرات التي تشهدها المملكة، والتي وصلت لتخفيف قيود نظام ولاية الرجل، إذ تظهر بطلة الفيلم “مريم” وهي تقود سيارتها.
ونوه الموقع الإسرائيلي إلى أنه إلى “جانب الفيلم السعودي ستشارك أفلام إسرائيلية، كما يشارك عن فئة أفلام المرأة الفلسطينية الفيلم الوثائقي “شقيقة موسيليني” للمخرجة “جونا سليمان”، والفيلم الروائي “أمور شخصية” للمخرجة “مها الحاج”.
وأشار إلى مشاركة أفلام أخرى بمهرجان سينما المرأة من ألمانيا، واليابان، والهند، والصومال، والولايات المتحدة، وأوروبا، يجمعها عامل مشترك هو “مقاومة الظلم والاستبداد الجنسي للأنثى”.
ومؤخرا احتلت المملكة المرتبة الأولى في استطلاع للرأي العام الإسرائيلي حول الدولة العربية الأكثر أهمية في تعزيز التطبيع معها.
وتأتي نتائج هذا الاستطلاع مع توارد التقارير في وسائل الإعلام العبرية بشأن تزايد وتيرة التطبيع بين آل سعود وإسرائيل على كافة المستويات.
وقد ألقت أزمة العلاقات الأردنية الإسرائيلية الأخيرة، وإصرار الأردن على حقه في استرجاع أراضي الغمر والباقورة، بظلالها على مواقف الإسرائيليين من مسألة التعاون مع الأردن، بحسب نتائج المؤشر السنوي للمعهد الإسرائيلي للعلاقات الخارجية الإقليمية.
فقد بيّن المؤشر المذكور أن 3% فقط من الإسرائيليين قالوا إنه ينبغي على الحكومة العمل لتحسين التعاون مع المملكة الأردنية الهاشمية، علماً بأن 71% من المشاركين في الاستطلاع أقروا بأن اتفاقية السلام مع الأردن هي ذخر استراتيجي لإسرائيل.
في المقابل حصلت المملكة بتأثير السياسات المعلنة لولي العهد محمد بن سلمان وتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتكرّرة عن تعاون ولقاء مصالح مع دول خليجية، على أعلى نسبة بين الدول العربية التي يرغب الإسرائيليون بتحسين التعاون والعلاقات معها، وحصدت 25%.
أما مصر، فحصلت على تأييد 18%، فيما قال 32% إنهم لا يرغبون بتحسين التعاون والعلاقات مع أي من الدول العربية.
وبدا لافتاً أن مسألة تحسين العلاقات مع تركيا حصلت على أولوية، إذ قال 53% من المشاركين في الاستطلاع إنهم يؤيدون أن تبذل الحكومة الإسرائيلية جهوداً لتحسين العلاقات مع تركيا، مقابل 32% عارضوا ذلك.
وأعرب 46% من الإسرائيليين عن اعتقادهم أنه يمكن التوصل إلى سلام مع الدول العربية في الخليج، حتى قبل التوصل إلى حلّ مع الفلسطينيين، فيما قال 32% منهم إن ذلك ممكن فقط بعد حدوث تقدم في العملية السلمية مع الفلسطينيين.
يأتي ذلك فيما صرح رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنّ السلام الذي أبرمته إسرائيل مع الدول العربية (الأردن ومصر) قام على أساس الردع الإسرائيلي لهذه الدول.
واستطرد نتنياهو خلال مشاركته في مؤتمر بمناسبة 25 عاماً على اتفاق وادي عربة مع الأردن، عقد في الكنيست، قائلاً “هناك أنواع مختلفة من السلام، سلام مع دول ديمقراطية ليبرالية، حيث الميل الطبيعي لهذه الديمقراطيات هو عدم القتال”.
وأضاف “في المقابل، ففي حالة الدول غير الديمقراطية تميل هذه الدول إلى ممارسة القوة ضد جيرانها، لذلك فإنّ السلام مع الديكتاتوريات ليس أمراً سهلاً، فمع الدول الديكتاتورية يتحقق السلام أولاً وقبل كل شيء بفعل الردع، وإذا لم تملك قوة الردع فإن هذا السلام سينهار عاجلاً أم آجلاً”.
وأشار إلى أنّ “مفتاح السلام مع دول عربية كان مرهوناً بردعها، وما لم يكن ذلك ظاهراً لم نحرز أي تقدم. السلام مع الرئيس المصري الراحل أنور السادات جاء من إدراك هذا الأمر”.
وأضاف نتنياهو متباهياً بالقوة الإسرائيلية وقوة الردع: “بعد عام 67 وبعد حرب 73 عندما اتضح أننا على ضفاف الأردن وليس على شاطئ البحر، دخل عامل الردع المعادلة أيضاً مقابل مصر والأردن”.
وتابع “لقد أضفنا فوق هذا العامل عدّة مداميك من التعاون الأمني مع مصر والأردن، وأخرى من التعاون التجاري والتعاون في مجالات الاستخبارات وأمور أخرى. وهناك تعاون في مجال المياه”.
وزعم نتنياهو أنّه عندما التقى بكل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبد الله الثاني، فقد “أبلغتهم أنني كنت هناك قبل السلام، إسرائيل قوية اليوم أكثر، وأقل عرضة للضرر، ولذلك يوجد أساس لقوتها. هناك تعاون، واقترحت أن نربط شبكات القطارات من حيفا مع شبكات القطارات في السعودية، فهذا يتيح فرصا للتعاون وتطوير مشاريع تحتية إقليمية يمكنها أن تساعد العلاقة بيننا وبين الأردن”، مستدركاً “هذه العلاقة من التعاون باتت موجودة، لكن هناك علاقة لم يتم نسجها بعد، وهي نابعة من طبيعة الأنظمة وبسبب القضية الفلسطينية”.