كشفت أوساط سعودية معارضة عن اعتقالات تطال معتمرين من داخل الحرم المكي في السعودية بسبب مناصرتهم فلسطين والتضامن مع قطاع غزة في ظل ما يتعرضون له من مجازر إسرائيلية.
وقالت الأوساط إن العديد من المعتمرين الذي يحملون عدة جنسيات تم ايقافهم في الحرم المكي والمدني لأنهم ارتدوا الشال الفلسطيني.
وأوضحت أنه تم احتجاز هؤلاء في غرفة منفردة لمدة 6 ساعات وعُمِلوا بطريقة مهينة ثم تم تهديدهم بالسجن ثم أفرج عنهم بعد توقيعهم تعهد بعدم تكرار ذلك.
وقبل أيام أورد حساب معقلي الرأي عن اعتقال السلطات السعودية لمواطن بريطاني من أصول باكستانية؛ على خلفية رفعه علم فلسطين خلال مباراة الملاكمة التي أقيمت في المملكة السبت الماضي ضمن فعاليات موسم الرياض.
وفي الوقت الذي يقف فيه مناصري العدالة من كل مكان في بقاع الأرض، ويدعمون القضية الفلسطينية بكافة أشكال الدعم من احتجاجات من قِبل الشعوب التي خرجت إلى الشوارع للمطالبة بوقف الحرب على غزة، أو من قبل بعض الحكومات التي ألغت بعضها الحفلات مثلما فعلت سلطنة عمان، مصر، الكويت، باستثناء السعودية التي تصر على عدم إيقاف الفعاليات الترفيهية حتى إشعار آخر.
وهذا التوجه الرسمي لسلطات السعودية لا يمثل موقف الشعب “السعودية” فغالبية الشعب مع القضية الفلسطينية، ويتعرض لضغط شديد وإرهاب من المستبد الذي يقمع كل صوت حر، لا أحد يستطيع أن يكتب أو يعبر بحرية فضلاً على أن يخرج إلى الشارع أسوة ببقية الشعوب الحيّة.
ومن يجرؤ على ذلك فمصيره سيكون الاعتقال والتعذيب والاذلال، والسجون تشهد على ذلك، فما يزال معتقلي الرأي الذين ناصروا القضية الفلسطينية خلف القضبان، منهم على سبيل الذكر لا الحصر الناشط الحقوقي خالد العمير الذي أُعتقل في 1 يناير 2009 لخروجه في مظاهرات في الرياض لدعم القضية الفلسطينية وكان من ضمن أقواله” سأنزل للتظاهر من أجل غزة و لو كنت وحيداً”.
الناشط الحقوقي محمد الربيعة الذي تم وصمه بالخائن في الصحف المحلية وقد أُعتقل في 18 مايو 2018 و تعرض للتعذيب الوحشي والصعق بالكهرباء والجلد بالعصي، و واجه عدة تهم منها مخالفته نظام مكافحة الإرهاب وتمويله بارتكاب أفعال مُجرمة.. وغيرها من التهم.
وفي نفس الوسم غردت الناشطة الحقوقية وفي حقوق المرأة- سلمى الشهاب- على منصة إكس بقولها ” عاشت فلسطين حرة عربية. الحرية لمعتقلي سجون الصهاينة.”
سلمى الشهاب اعتقلت في 15 يناير 2021 حُكم عليها بالسجن لمدة 27 عاماً تتلوها سنوات مثلها منع من السفر.
المدون عبدالعزيز العودة الذي لا يزال معتقلاً رغم انتهاء محكوميته، رد في وقت سابق على تغريدة بنيامين نتنياهو الذي قال فيها أثناء الحديث عن التطبيع وسعي بعض الدول إليه لا سيما الخليجية منها ” اكبر عقبة أمام توسيع دائرة السلام ليست زعماء الدول التي تحيط بنا بل هي الرأي العام في الشارع العربي الذي تعرض على مدار سنوات طويلة لدعاية عرضت إسرائيل بشكل خاطئ ومنحاز”.
وقد رد عليه “حتى رئيس الكيان المحتل يرى أنكم اهم عقبة امام مشروعهم الإجرامي، لم يقل الحكومات بل قال أنتم.. لذلك لا تحقروا من رفضكم وحروفكم الغاضبة، تذكروا دائما أنتم العقبة التي يحاولون عبثا تجاوزها.”
ومن أبرز معتقلي الرأي الذين دافعوا عن القضية الفلسطينية الدكتور سلمان العودة الذي تم اعتقاله يوم 9 سبتمبر 2017 حيث وجهت له 37 تهمة منها السعي في الإفساد المتكرر، عدم الدعاء لولي الأمر بما فيه الكفاية، وقد عومل بطريقة سيئة وعانى من الانتهاكات حيث فقد نصف سمعه وبصره.
الصحفية مها الرفيدي التي ناصرت القضية الفلسطينية ودعمت معتقلي الرأي حتى باتت واحدة منهم، إذ تم اعتقالها في 28 سبتمبر 2019.
وكذلك الخبير الاقتصادي عصام الزامل الذي تم اعتقاله في المطار في سبتمبر 2017 أثناء عودته من أحد المؤتمرات الدولية الاقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية ضمن حملة شملت كل المؤثرين وأصحاب الرأي في البلد، كان أيضاً من مناصري القضية الفلسطينية.
كذلك الأستاذ الجامعي علي العمري الذي تم اعتقاله في التاسع من سبتمبر 2017 حيث وجهت له النيابة أكثر من 30 تهمة، منها: “تشكيل منظمة شبابية لتحقيق أهداف تنظيم إرهابي داخل المملكة”.
وقد تعرض لعدة انتهاكات منها الحبس الانفرادي لمدة طويلة – والتعذيب القاسي، بما في ذلك بالضرب والصعق الكهربائي وإطفاء السجائر على جسده لانتراع الاعترافات منه.
وممن ناصر ودعم القضية الفلسطينية الكاتب والأكاديمي المعتقل عبدالله المالكي، الذي تم اعتقاله في 12 سبتمبر 2012 بتهم تتعلق بنشاطه الثقافي وحيازة كتب غير مصرح بها، و الدفاع عن أعضاء جمعية حسم.
كذلك الطبيبة والناشطة لينا الشريف التي اعتقلت في مايو 2021 ، والباحث الشرعي الذي لا يزال معتقلاً حسن فرحان المالكي، والمدون داوود العلي الذي أُعتقل في ديسمبر 2020 بعد تغريدات انتقد فيها التطبيع مع “إسرائيل” ، وقد حكم في سبتمبر 2022 بالسجن لمدة 25 عاماً.
كذلك الأستاذ الجامعي وعالم الدين عوض القرني كان من ضمن كوكبة معتقلي الرأي الذين ناصروا فلسطين، وقد أُعتقل في التاسع من سبتمبر 2017 ، والأستاذ الجامعي أيضاً علي بادحدح الذي أُعتقل في 12 سبتمبر2017 .