صعد تحالف آل سعود وأطراف الحرب الأخرى في اليمن ما يهدد بتقويض دعوات الأمم المتحدة للتهدئة لتركيز الجهود على خطر تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد.
وقالت مصادر يمنية إن تحالف آل سعود شن سلسلة غارات عنيفة طاولت مناطق يمنية مختلفة، فيما شهدت محافظة الجوف معارك تعد الأعنف منذ أسبوع.
واستهدفت غارات التحالف مديرية خب والشعف، بمحافظة الجوف، بالتزامن مع معارك ضارية على الأرض.
كما شنّ طيران التحالف ثلاث غارات على منطقة رجام في مديرية بني حشيش، وغارة على مديرية نهم في محافظة صنعاء. وفي محافظة صعدة، شنّ الطيران 6 غارات على مديريات محاذية للشريط الحدودي مع المملكة.
يأتي ذلك فيما عادت المعارك إلى محافظة الجوف بعد نحو أسبوع على الهدوء، وذلك بعد هجوم عنيف للحوثيين في مديرية خب والشعف، التي يسعون لاستكمال السيطرة عليها.
وقال مصدر عسكري في القوات الحكومية اليمنية إنّ “الجيش الوطني ورجال القبائل أحبطوا هجمات حوثية متزامنة في صحاري خب والشعف”.
وأشار المصدر إلى أنّ المعارك أسفرت عن اغتنام القوات الحكومية 5 دوريات عسكرية حوثية، وأسر 22 عنصراً منهم.
وفيما تحدث عن مقتل عشرات الحوثيين من دون إيراد رقم محدد، كشف المصدر عن سقوط أكثر من 15 جندياً من قوات الشرعية و”المقاومة الشعبية” بين قتيل وجريح.
ويوم أمس تصاعدت وتيرة القتال في محافظة مأرب اليمنية. وشهدت مديرية صرواح غرب مأرب، معارك هي الأعنف على الإطلاق خلال العام الجاري، بالتزامن مع شن مقاتلات التحالف سلسلة غارات في محافظتي مأرب والجوف.
وشن العشرات من عناصر جماعة الحوثيين عملية هجومية واسعة على سلاسل جبلية هامة في منطقة المشجح، التابعة لمديرية صرواح بهدف السيطرة نارياً على معسكر كوفل، أهم القواعد العسكرية التي تتمركز فيها قوات الشرعية غرب مأرب.
وذكرت مصادر في الجيش الوطني اليمني، أن قوات الشرعية نفذت هجوماً عكسياً، أسفر عن تحرير مواقع مختلفة في منطقة المشجح، وتطويق نحو كتيبة كاملة من العناصر الحوثيين في جبهة صرواح.
بدورها، تحدثت مصادر حكومية عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر جماعة “أنصار الله” نظراً لكثافة الهجوم، دون إيراد أرقام محددة.
وبحسب الجيش، لقد قُتل في المقابل عدد من القوات التابعة للشرعية وأصيب العشرات، من بينهم القائد البارز ذياب القبلي نمران، قائد اللواء 103 مشاة في صرواح.
ولم يعلن الحوثيون رسمياً عن العملية الهجومية في صرواح، وخلال الفترة الأخيرة تقوم الجماعة بتأجيل الحديث عن مكاسبها العسكرية حتى بسط السيطرة على محافظات بأكملها كما حصل في محافظة الجوف، منتصف مارس/آذار الجاري.
وبدأت أولى بوادر التصعيد الجديد، فجر أمس وذلك عندما أعلن التحالف السعودي، اعتراض وتدمير عدد من الطائرات دون طيار التابعة للحوثيين، فوق مدينتي أبها وخميس مشيط، جنوب السعودية.
وجاء تصاعد التور بعد صدور بيان للمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، أعرب فيه عن سعادته بـ”الردود الإيجابية”، من الحكومة اليمنية والحوثيين، لنداء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بشأن وقف إطلاق النار، ودعوته لهم إلى اجتماع عاجل لمناقشة سبل ترجمة ما قطعوه من التزامات إلى واقع ملموس.
وقد تشكل العمليات العسكرية الجديدة انتكاسة لجهود الأمم المتحدة، التي توقعت “التزام الأطراف بوقف الأعمال العدائية وتغليب مصلحة الشعب اليمني على كل شيء”.