غضب سعودي من تصريحات مسئول إماراتي حول “مناورة مكة”

أثارت تصريحات الفريق ضاحي خلفان نائب رئيس شرطة دبي عن حماية مكة في أية مواجهة مقبلة، غضبا سعوديا واسعا.

وبدأ السجال بعد سلسلة تغريدات لخلفان، قال فيها: “اجمعوا مئات الآلاف من المقاتلين وأحيطوا بمكة من جميع الجهات واقسموا أننا نفديها بالأرواح يا أهل السنة.. حتى تعرف إيران من نكون وكيف نكون”.

وأضاف خلفان: “هاتوا الجيوش من جميع الدول الإسلامية إلا إيران في مناورة دفاع عن بيت الله”.

وتابع بالقول: “أظهروا لإيران أن الأرواح رخيصة عندما يكون هدفها احتلال مكة”.

وعبر مغردون سعوديون عن غضبهم الشديد من تصرفات الإمارات تجاه إيران خاصة ما يتعلق بالوقوف بجانبها ومساعدتها باختراق الحصار المشدد عليها.

https://twitter.com/ROeQ01qJh5a96NK/status/1371259568689442817

تظهر الوقائع المتتابعة والتوجهات الجديدة لسياسات السعودية أن ولي العهد محمد بن سلمان بدأ يقاوم خطط دولة الإمارات لتحجيم نفوذه داخليا وإقليميا.

وبين التقرب من تركيا ومحاولة إنهاء الخلاف مع قطر، يظهر بن سلمان وكأنه يغرد أخيرا خارج سرب تحالفه القديم مع الإمارات الذي ورطه في سلسلة أزمات.

وظهرت الإمارات في دور المنافس القوي للسعودي على قيادة المنطقة واتخاذ خطوات تحاول فيها تحجيم النفوذ السعودي بما في ذلك حرب اليمن والملفات الإقليمية.

وخطط الإمارات التي ساهمت في صعود بن سلمان، تعمل الآن على تحجيمه ودفعه للإقرار بتوازن جديد، يضع أبو ظبي في موقع متساو، إن لم يكن في الموقع القيادي بين الطرفين.

وهذا ما يفسر بوضوح الإشارات المتضاربة التي يطلقها بن سلمان منذ فترة باتجاه تركيا والتي تشير مرة إلى استمرار التوتر، ومرة إلى إمكانيات التقارب.

يضاف إلى ذلك تجاوب بن سلمان مع المفاوضات التي يجريها جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فيما يخص المصالحة الخليجية وإنهاء الخلاف مع قطر.

وكانت خطط الإمارات قدمت دعما للاتجاه السياسي الذي بدأ بن سلمان، يتبناه منذ صعوده السريع كوزير للدفاع وولي عهد ثان.

وصولا إلى تنصيبه وليا للعهد وتمكنه من السيطرة على مقدرات المملكة السياسية والعسكرية والأمنية والمالية في المملكة.

وهذه العلاقة أدت إلى تحالف قوي فيما يتعلق بمجمل السياسات العالمية والإقليمية، بدءا من دخول أبو ظبي في “التحالف” العسكري للتدخل في اليمن.

ومرورا بحصار قطر، ودعم الثورات المضادة العربية وليس انتهاء بالموقف من صفقة القرن وخطوات التطبيع الجارية بوتيرة محمومة مع إسرائيل.

غير أن العلاقة الخاصة بين الإمارات ومحمد بن سلمان تعرضت لتوترات عديدة، لا تتعلق بطريقة رؤية ولي العهد السعودي وأبوظبي للقضايا الإقليمية.

بل كان للخلافات المضمرة نصيب أيضا فيما يتعلق بالقضايا الداخلية.

وكان لافتا، في هذا السياق، تصريح في تموز/يوليو 2019 لمحمد بن راشد نائب رئيس الإمارات، وحاكم إمارة دبي عن أن “وظيفة السياسي تسهيل حياة الشعوب وحل الأزمات بدل افتعالها”.

وكما جرى حين طالب بالتوقف عن أسلوب الشتم والتشهير التي يتبعها “الذباب الالكتروني” الخليجي على وسائل التواصل.

ومؤخرا كشفت وثيقة سرية صادرة عن وزارة الخارجية الإماراتية، وتصف محمد بن سلمان بأنه شخص سلطوي ومتهور وفاشل، وقد أقحم المملكة في أزمات خليجية ودولية واقتصادية.