تتصاعد مظاهر تشبيح وترهيب ضد المتضامنين مع غزة في السعودية بأوامر من ولي العهد محمد بن سلمان الذي ينتهج القمع وخلق الرعب لكل من لا يتماهى مع سياساته المشينة.
وأبرز مراقبون أن محمد بن سلمان لم يكتف بخذلان أهل غزة وعدم نصرتهم وشيطنة المقاومة واتهامها بالإرهاب وإشغال الشباب بالحفلات الهابطة والمجون ومنع أبناء المملكة من إظهار تعاطفهم مع أهل فلسطين.
بل إنه تجاوز كل ذلك بممارسة التشبيح والترهيب ضد كل من يدافع عنهم، ليصل الأمر لقطع الأرزاق والسجن.
ومنذ صعود محمد بن سلمان لولاية العرش، أنشأ منظومة أمنية واستخباراتية وإعلامية مهمتها الأولى ترهيب المواطنين والمقيمين والتجسس عليهم ومراقبتهم وممارسة التهديد والتشبيح ضد كل من لا توافق رؤاه رؤى ولي العهد.
وقد وضع سعود القحطاني على رأس هذه المهمة القذرة والذي وظّف بدوره لها الآلاف.
وترأس هذه الفرق شخصيات مرتبطة بالديوان مباشرة تُسمّى “قادة الذباب” أو “كبار الوطنجية” والذين كان لهم دور كبير في اعتقال عشرات الشباب عبر متابعة تغريداتهم وتعقبها ومن ثم التبليغ عن أصحابها واعتقالهم من قبل السلطات.
ومن أشهر ذلك اعتقالات مايو 2021 التي طالت مغردين ومغردات شباب.
وقبل أيام كتب الشيخ عماد المبيض تغريدة عما يجري من حفلات في موسم الرياض في الوقت الذي يعاني فيه أهل غزة القتل والقصف اليومي…وأن دور بلاد الحرمين يستدعي التضامن مع بلاد المسلمين لا الانشغال باللهو.
وقام موظف ماليزي مقيم في السعودية بعمل مشاركة للفيديو مع تعليقات عليه.
ورغم أن الموظف الماليزي كتب تغريدته من غيرته على دينه وأسفه لما يجري في بلاد الحرمين، كما أنه كتبها باللغة المالاوية المحلية.
إلا أنه لم يسلم من أسراب الذباب الإلكتروني التي بدأت حملة منظمة ضده ابتدأت بالتشهير به وبأنه خائن وضد توجهات الدولة ويعيد “شير” لتغريدة أحد المعارضين
لم يكتف ذباب الديوان والوطنجية بتشويه صورة الموظف الماليزي وتخوينه، بل بدؤوا بالتحري عن مكان عمله وطالبوا بفصله وطرده منه، ومن كثرة البلاغات قام مديره بطرده من عمله!
ولم يكتفِ الذباب والوطنجية بإنجاز المهمة وقطع زرق الموظف وتبركة بعضهم لبعض بذلك.
بل طالب بعضهم بالتحري عن كون الفصل حقيقيًا وليس على الورق فقط. فيما صرّح بعضهم علانية بالمطالبة باعتقال الموظف الماليزي وسجنه.
انقطعت كل الأخبار عن الموظف الماليزي واضطر لحذف جميع حساباته على وسائل التواصل ولا تُدرى وضعه الآن هل تم اعتقاله أم لا.
كل ذلك بسبب انتقاد إقامة الحفلات و موسم الرياض في نفس الوقت الذي تُراق فيه دماء الآلاف من أهل غزة.