لا يترك التحالف برئاسة السعودية، موردا ولا موقعا ولا جزيرة في اليمن إلا وتسرق خيراتها أو تسيطر عليها بقوة السلاح، متجاهلة معاناة اليمن الذي يتعرض لحرب شرسة منذ سبع سنوات.
وأكد المدير التنفيذي لشركة النفط اليمنية عمار الأضرعي، أن دول الحصار برئاسة السعودية تسرق النفط اليمني وتودع أمواله في البنك الأهلي.
وقال الأضرعي، في تصريحات، إن السعودية تسرق النفط اليمني ليلا ونهارا دون مراعات لاحتياجات البلد المنكوب بالحرب والحصار والأمراض.
وأوضح أن اليمنيين يعانون في شبوه ومختلف المحافظات من انعدام المشتقات النفطية بينما يتم نهب آلاف الأطنان من النفط اليمني الخام.
وأضاف الأضرعي: منذ بداية العام لم تفرج قوى العدوان إلا عن 4% من الكميات التي يحتاجها الشعب اليمني.
ولفت إلى أن دول العدوان بما فيها السعودية تمنع دخول الغاز من مأرب كما تمنع وصول بواخر المشتقات النفطية التي تم استيرادها من قوت أبناء هذا الشعب.
ونوه إلى أنه تم تنفيذ أكثر من 763 وقفة أمام مقر الأمم المتحدة في اليمن من قبل كافة القطاعات الخدمية “ولكن لا حياة لمن تنادي!”.
وكان مصدر مسؤول في وزارة النفط والمعادن اليمنية، أكد أن قوى العدوان تستعد لنهب ما يقارب 106 ألف طن من النفط الخام أي ما يقارب 950 ألف برميل من النفط الخام.
وأفاد المصدر أن ناقلة النفط العملاقة SARASOTAA وصلت إلى ميناء “بير علي” بمديرية رضوم بمحافظة شبوة قادمة من دولة كوريا الجنوبية.
ونوه إلى أن الناقلة رست بمساعدة التاج القاطر للسفن (وتر بلو ) القادم من ميناء الفجيرة الإماراتي الذي لا يزال منذ بداية العام متواجد على شاطئ الميناء.
وأوضح أن قيمة النفط المنهوب المقرر نقله من ميناء بير علي تتجاوز قيمته 69 مليون دولار _ ويساوي هذا المبلغ بالريال اليمني 68.5 مليار ريال.
وفي أواخر العام الماضي، قال خبير اقتصادي آخر إن واشنطن والرياض قد رشوا الحكومة اليمنية السابقة للامتناع عن أنشطة التنقيب عن النفط، مضيفًا أن اليمن لديه احتياطيات نفطية أكبر من منطقة الخليج الفارسي بأكملها.
وقال حسن علي السنيري لوكالة الأنباء الجزائرية “لقد وقعت المملكة العربية السعودية اتفاقية سرية مع الولايات المتحدة لمنع اليمن من استخدام احتياطياتها النفطية على مدى السنوات الثلاثين الماضية”.
وأضاف “الأبحاث العلمية والتقييمات التي أجرتها شركات الحفر الدولية تظهر أن احتياطيات اليمن النفطية أكثر من الاحتياطيات المشتركة لجميع دول الخليج”.
وتابع السنري أن اليمن لديها احتياطيات نفطية وفيرة في مناطق مأرب والجوف وشبوة وحضرموت.
وسبق أن رصد معهد دولي تعزيز السعودية والإمارات موقعهما الاستراتيجي في شرق اليمن وجزره ضمن حربهما الإجرامية في البلاد منذ سنوات.
وقال معهد بروكينغز للدراسات إنه مع تعثر عملية السلام بين المتمردين الحوثيين والتحالف في الحرب على اليمن، رسخت السعودية والإمارات قبضتهما على أجزاء استراتيجية من البلاد.
وذكر المعهد أنه من غير المرجح أن تتخلى السعودية والإمارات عن مكاسبهما دون ضغوط دولية كبيرة.
وجاء في دراسة للمعهد: ركز السعوديون اهتمامهم على المحافظة الشرقية أو محافظة المهرة، ثاني أكبر محافظة في اليمن، والمتاخمة لسلطنة عمان.
والمهرة بعيدة عن الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في شمال اليمن يصل عدد سكانها إلى 300000 نسمة على الرغم من أن التقديرات السكانية في اليمن مضاربة للغاية.
لطالما ارتبط المهري ارتباطًا وثيقًا بمحافظة ظفار العمانية المجاورة، والتي تضم أيضًا عددًا قليلاً من السكان الناطقين بالمهرة.
ابتداء من عام 2017 سيطر السعوديون تدريجيا على المهرة إذ احتلوا العاصمة والميناء وسيطروا على المراكز الحدودية مع عمان.
وتسيطر القوات السعودية الآن على المحافظة، وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش أن السعوديين والقبائل المحلية المتحالفة معها استخدمت القوة والتعذيب والاعتقال التعسفي لقمع أي معارضة لاحتلالهم.
لدى السعودية 20 قاعدة وبؤرة استيطانية في محافظة المهرة الآن.
ويمنح الاستيلاء على المهرة السعودية وصولاً مباشرًا إلى المحيط الهندي. تخطط الرياض لبناء خط أنابيب نفط من منطقتها الشرقية عبر المهرة إلى البحر.
من شأن ذلك أن يخفف من اعتماد السعودية على مضيق هرمز لتصدير النفط، مما يقلل من النفوذ الإيراني المحتمل على الرياض.