صور: ترميم السعودية منزل “لورانس العرب”
أظهرت صور جديدة لعملية ترميم سلطات آل سعود منزلا أقام فيه ضابط بريطاني يعرف باسم “لورانس العرب” عشية حملته الشهيرة في الصحراء وذلك ضمن عملية ترميمه والاحتفاء به ليكون معلما سياحيا في المملكة.
وذكرت صحيفة تلغراف البريطانية في تغطيتها للقرار السعودي أن المقدم تي إي لورانس أقام لفترة وجيزة في ميناء ينبع على البحر الأحمر خلال ما عرفت باسم “الثورة العربية الكبرى” عام 1916 عندما أصبح الميناء قاعدة إمداد مهمة للقوات البريطانية والعربية التي قاتلت الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى.
وعلى الرغم من دعوات مؤرخين لحماية الموقع فإن المنزل الذي أقام فيه لورانس -وكان يتألف من طابقين- كان خرابا، وسط شائعات بين السكان بأن المنزل المهجور مسكون بالأشباح.
وقال عمدة ينبع أحمد المحتوت: إنه بحلول نهاية العام الجاري قد يكون المنزل جاهزا للسياح لزيارته كجزء من حملة أوسع للمملكة لجذب المزيد من الزوار الأجانب على الرغم من قيود السفر بسبب جائحة كورونا، بحسب ما نقلت الصحيفة البريطانية.
وخلال الثورة العربية تم إيفاد لورانس لمساعدة رجال القبائل البدوية المحلية على الإطاحة بحكامهم الأتراك الذين كانوا متحالفين مع ألمانيا ضد البريطانيين والفرنسيين في الحرب العالمية الأولى.
وقاد ضابط المخابرات البريطاني هجمات على سكة حديد الحجاز العثمانية، وحملة للسيطرة على مدينة العقبة، وقال فيليب نيل رئيس جمعية “تي إي لورانس” إن لورانس ربما قضى أياما فقط في منزل ينبع، حيث كان “يتنقل باستمرار”.
وأضاف أنه يمكن أيضا تطوير مواقع أثرية أخرى في المملكة العربية السعودية والأردن “لا تزال هناك بقايا قطارات ملقاة في الصحراء فجرها لورانس”.
وفي بريطانيا، يتم إحياء ذكرى لورانس في سرداب في كاتدرائية القديس بولس، مع لوحات زرقاء على منازله السابقة في أكسفورد ولندن، وفي مواقع في دورست (جنوب غرب إنجلترا)، حيث توفي في حادث دراجة نارية عن عمر يناهز 46 عاما.
ويدور الجدل بشأن حقيقة الدور الذي قام به لورانس في “توجيه” الثورة على الأتراك، ويرى مؤرخون أن ذلك الدور مبالغ فيه، كما أن تقييماته واستشاراته لرئيس الوزراء البريطاني آنذاك ونستون تشرشل لم تتصف بالدقة والعمق.
وسبق أن أثار المعارض السعودي المقيم في كندا، عمر الزهراني، قضية مؤسس المملكة العربية السعودية، الملك عبد العزيز آل سعود، كان تابعا للدولة العثمانية أم لا.
ونشر الزهراني صورة من أرشيف مجلة “المنار” الإسلامية التي أسسها محمد رشيد رضا، ويظهر في عددها الصادر عام 1904، أن الملك عبد العزيز بعث برقية إلى السلطان عبد الحميد الثاني، قائلا: “إلى أعتاب سيدي وولي نعمتي سلطان البرين وخاقان البحرين خليفة رسول الله السلطان المعظم، السلطان عبد الحميد الثاني، أدام الله عرش سلطنته إلى آخر الدوران آمين”.
وتابع: “أقدم عبوديتي وطاعتي ودخالتي إلى الأعتاب السامية المقدسة ممثلا كل إرادة وفرمان لست بعاصي ولا خارج عن دائرة الأمر، بل إن العبد الصادق في خدمة دولتي وجلالة متبوعي الأعظم أريد الإصلاح ما استطعت”.
يشار إلى أن هذه البرقية كان قد نشرها المؤرخ السعودي الراحل مقبل الذكير، في كتابه “مطالع السعود في تاريخ نجد وآل سعود”.