عاد الرئيس الأمريكي لإهانة نظام آل سعود مجدداً بعد أيام من لجوء إعلام آل سعود لأسلوب التضليل بشأن قرار إرسال قوات أمريكية إلى المملكة لتجد الرياض نفسها في “المربع صفر” الذي كثيراً ما وجدت نفسها حبيسة أضلاعه مع كل تصريح للحاكم في البيت الأبيض.
وبعد ثلاثة أيام من تزييف نظام آل سعود لحقيقة كواليس وصول قوات أمريكية لأرض المملكة، ومحاولة إيهام الرأي العام الداخلي والدولي بأن الملك سلمان تكرّم وأصدر موافقته السامية بعد طلب من القوات الأمريكية، جاء تصريح ترامب اليوم ليؤكد حقيقة العلاقة القائمة مع نظام آل سعود وهي “ادفع لنحميك” الذي كثيراً ما حاول الثاني التهرب من المواجهة والرد بالتزام الصمت والدفع.
وصرح ترامب خلال مؤتمر صحفي في واشنطن إنه من غير المنصف أن تقوم أمريكا بدور الشرطي بمضيق هرمز لحماية سفن دول غنية كالصين واليابان و نظام آل سعود، وهو تأكيد آخر للبيان الذي أصدرته القيادة المركزية الأمريكية السبت الماضي عبر صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك بشأن حقيقة إرسال قوات أمريكية للرياض، وأحرجت به المملكة.
وكانت القيادة المركزية الأمريكية قالت إنه “بالتنسيق مع وبدعوة من المملكة العربية السعودية، أذن وزير الدفاع بنقل الأفراد والموارد الأمريكية من أجل الانتشار في السعودية.
يوفر هذا التحرك للقوات رادعاً إضافياً، ويضمن قدرتنا على الدفاع عن قواتنا ومصالحنا في المنطقة من التهديدات الناشئة والموثوقة…
وجاء التصريح الأخير للرئيس ترامب اليوم في وقت تشهد منطقة الخليج ومضيق هرمز الذي يشكل معبراً لثلث النفط الخام العالمي المنقول بحراً، تصاعداً في حدة التوتر منذ أكثر من شهرين على خلفية صراع بين إيران والولايات المتحدة، التي عززت وجودها العسكري في المنطقة.
وكثيراً ما أحرج الرئيس ترامب النظام السعودي بتصريحاته ومطالبة المملكة علانية بدفع المال مقابل الحماية.
ففي الرابع من مايو الماضي قال ترامب خلال تجمع لأنصاره: “دولة مثل السعودية غنية جداً وليس لديها سوى المال.. صحيح.. فأعتقد أن بإمكانهم دفع النقود مقابل الدفاع عنهم صحيح”، مضيفاً: “سيقومون بالدفع.. فهم يشترون الكثير منا.. يشترون كمية كبيرة من المعدات مقابل 450 مليار دولار”.
وتابع “بصراحة عندما أطلب منهم ينظرون إليّ قائلين: لا أحد طلب منا ذلك.. لا يقولون ذلك بالمعنى الحرفي لأنهم أذكياء ولكن يمكنك أن تشعر بذلك”.
وفي 28 أبريل الماضي، كشف ترامب تفاصيل عما دار بينه وبين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بشأن دفع الرياض ثمناً للحماية العسكرية التي توفرها لها واشنطن.
وقال ترامب – في كلمة ألقاها أمام تجمع لمؤيديه في ولاية ويسكنسن الأمريكية – “اتصلت بالملك (سلمان بن عبد العزيز), وقلت: أيها الملك، نحن نخسر كثيراً في الدفاع عنكم، أيها الملك لديكم أموالا كثيرة.”
وأضاف ترامب قلت للملك: “أيها الملك، لقد أنفقنا الكثير ونحن ندافع عنك، وأنت تملك الكثير من المال”، حينها قال الملك سلمان “لكن لماذا تتصل بي؟ لا أحد أجرى معي اتصالاً كهذا في السابق”، فقال ترامب “هذا لأنهم كانوا أغبياء”.
وأضاف ترامب مخاطباً الحشود: “يشترون (نظام آل سعود) الكثير من واشنطن، اشتروا بقيمة 450 مليار دولار.. لدينا أشخاص يريدون مقاطعة نظام آل سعود! هم اشتروا منا بقيمة 450 مليار دولار، وأنا لا أريد خسارة أموالهم.. وعسكرياً نحن ندعم استقرارهم”.
في 30 سبتمبر تطرق ترامب خلال تجمع انتخابي في ولاية فرجينيا للمرة الأولى إلى المكالمة الهاتفية بينه وبين الملك سلمان وأنه قال له إنه لن يكون قادراً على الاحتفاظ بطائراته دون حماية الولايات المتحدة.
وتساءل الرئيس الأمريكي: لماذا تدعم واشنطن جيوش دول غنية مثل السعودية، مشدداً على أن هذه الدول ستدفع مقابل ذلك مستقبلاً، وأن ذلك حق لم تطالب به أمريكا من قبل.
وقال ترامب: “تحدثت مع الملك سلمان هذا الصباح حديث مطول وقلت له أيها الملك لديك تريليونات الدولارات ومن دوننا الله وحده يعلم ماذا كان سيحدث، ربما لن تكون قادراً على الاحتفاظ بطائراتك لأن المملكة ستتعرض للهجوم لكن معنا هي في أمان تام، لكننا لا نحصل في المقابل على ما يجب أن نحصل عليه، نحن ندعم جيشكم”.
وفي 5 أكتوبر الماضي وخلال تجمع انتخابي لأنصاره في مينيسوتا: قال ترامب أيضاً: “نحن ندافع عن دول غنية جداً ولا يدفعون مقابلاً لذلك أو يدفعون لنا نسبة ضئيلة.. أعني انظروا نحن نتفاهم بصورة جيدة مع هذه الدول، ولكن خذوا السعودية كمثال، هل تعتقدون أن لديهم بعض المال؟.. نحن ندافع عنهم وهم يدفعون نسبة ضئيلة في المقابل”
وقال خلال مقابلة مع قناة فوكس نيوز: “لا أفضّل فكرة وقف الاستثمار السعودي في أمريكا، وهناك طرق أخرى للتعامل معها”، مضيفاً: السعودية ثرية جداً، وما كان لها أن تكون موجودة لولا حماية الولايات المتحدة لها.
وكشف أنه قال للملك سلمان: “اعذرني هل تمانع الدفع مقابل الجيش.. هل تمانع؟.. يدفعون 30%، فقلت هل تمانع الدفع؟ قال لا أحد طلب مني ذلك.. قلت له أنا أطلب منك أيها الملك، فقال هل أنت جاد؟ فقلت له أنا جاد للغاية.. ثق في ذلك”، مؤكداً لأنصاره: “سيقومون بالدفع”، موضحاً: “بالمناسبة نحن نتحدث عن مليارات عدة من الدولارات”
خلال تجمع انتخابي في ساوثافن في مسيسبي، قال ترامب: “نحن نحمي السعودية. ستقولون إنهم أغنياء. وأنا أحب الملك،. لكني قلت ’أيها الملك- نحن نحميك- ربما لا تتمكن من البقاء لأسبوعين بدوننا- عليك أن تدفع لجيشك”.