تحول مصير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يواجه وضعا غير مريح في المرحلة الحالية، إلى هاجس كبير لدى ولي العهد محمد بن سلمان في العام 2020.
ويسود الغموض مصير ترامب بعد تصويت مجلس النواب الأمريكي على لائحة اتهامه، وقد تحمل الأيام القادمة مفاجئات لبن سلمان الذي يبدو أن رقبته معلقة بحبل مربوط بقدم ترامب التي قد تنزلق بأي وقت.
احتمال مصير عزل ترامب سيحمل كارثة لبن سلمان الذي المليارات وعقدت مئات الصفقات من أجل تدعيم مكانته في الحكم ونيل الثقة من واشنطن.
ترامب الذي أهان نظام آل سعود مرارا بإعلانه في المحافل الدولية مؤخرا: الأموال السعودية مقابل الحماية الأمريكية، قد يتم عزله وبالتالي ينزاح ستار الحماية الأخير عن بن سلمان.
وينتقد مراقبون بشدة كيفية اعتماد نظام آل سعود على شخص في إدارة أمورها ولا تعمل لها خط رجعه، الأسوأ قادم في حال تمت محاكمة ترامب هناك الكثير من الفضائح القادمة والكثير من نهب المزيد من المليارات.
ويقول المراقبون إن المملكة والإمارات والبحرين كُل سياستهم واقتصادهم وتحركاتهم معتمدين فيه على ترامب.. لا يوجد عندهم تنوع او بديل .. بعد الزياره الشهيره للرياض قامت هذه الدول بخلق العداء لجميع دول العالم حتى الخليج لم يسلم منهم.
سقطةٌ أُخرى تُضاف إلى سقطات بن سلمان، وفعلٌ آخر يؤجج الرأي العام الإسلامي ضد المملكة، التي باتت في نظر المسلمين تُصنف مع الأعداء. الغباء المُطبق الذي يتحكم بتصرفات هذا الصبي المتعجرف أفقد المملكة الكثير.
فمنذ تولي بن سلمان السلطة استخدم مختلف أساليب الترهيب والترويع ضد من يعارضه، وأحدث كثيراً من التغييرات التي لم يسبقه إليها أحد في البلاد، وقوّض حقوق الإنسان وحرية التعبير التي كان يتقلدها من الجوكر الحقيقي ترامب.
واليوم المملكة فقدت مكانتها كقائدة للعالم العربي والإسلامي بعد أن تخلت عن المبادئ السامية وعن منهج ربنا وقيم الدين الحنيف. لا غرابة في ذلك فمن تخلى عن بناء المساجد وأهتم ببناء دور السينما وإحياء الحفلات المخلة بالشرع لن يستحق أن يقود الأمه العربية والإسلامية.
مشروع بن سلمان بات اليوم إخراج جيل شبابي همه شهوة فرجه وبطنه ولا يعنيه وطن ولا مستقبل، ونزع الهوية الإسلامية والعربية من المجتمع، ودعم التصهين ونشره في المجتمع عبر الإعلام وعبر مثقفي السلطة.
وتستعد الولايات المتحدة لحدثين تاريخيين خلال العام الجديد. الحدث الأول معروف تاريخه مسبقا، إذ يشهد الثلاثاء الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني القادم انتخابات رئاسية يخوضها ترامب أمام مرشح أو مرشحة ديمقراطية.
والحدث التاريخي الثاني لا يعرف أحد بعد موعدا له ولا زمنا محددا للانتهاء منه، ويتعلق بمحاكمة مجلس الشيوخ للرئيس.
ولم ينتج عن تحقيقات روبرت مولر المتعلقة بتدخل روسيا في انتخابات 2016 توجيه اتهامات للرئيس ترامب بالتواطؤ مع الجانب الروسي.
وخلال التحقيقات التي أجراها مولر في سرية تامة وبمساعدة من فريق من الخبراء والمحامين المتخصصين واستمرت عامين، وجه المحقق الخاص (مولر) اتهامات إلى 34 شخصًا وثلاثة كيانات، بما في ذلك 26 من الأفراد وثلاث من الشركات الروسية، وستة من مساعدي ترامب السابقين.
وعلى مدى عامين كاملين، أكد ترامب أنه ومنذ البداية ضحية حملة تشويه، وواصل مهاجمة مولر على هذا الأساس حتى قبل ساعات قليلة من تسليم تقريره النهائي.
ورأي الكثير من الخبراء أن الرئيس خرج منتصرا من تحقيقات مولر، إذ إن التقرير النهائي لم يوجه أي تهم لترامب أو لأفراد عائلته. واعتبر الرأي العام الداخلي أن ترامب كان محقًا عندما أكد طيلة عامين أنه لم يكن هناك تواطؤ.
ومن قلب تحقيقات مولر خرجت أزمة أوكرانيا، وخلال أيام قليلة أصبحت هذه الدولة الأوروبية محور تحقيقات أجرتها عدة لجان بمجلس النواب الأميركي انتهت بإدانة ترامب.
وبدأ الفصل الأخير من هذه الأزمة مع شكوى تقدم بها مُبلغون حول مكالمة هاتفية جرت يوم 25 يوليو/تموز الماضي بين ترامب ورئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي طالبه فيها بالتحقيق في شبهات فساد تتعلق بهنتر ابن جو بايدن المرشح الديمقراطي ونائب الرئيس السابق.
وأصبح ترامب ثالث رئيس أميركي يواجه اتهامات رسمية ومحاكمة قد تقضي بعزله، بعد موافقة مجلس النواب على توجيه اتهامين للرئيس باستغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس.
وصوت مجلس النواب لتوجيه تهمة سوء استغلال السلطة بأغلبية 230 صوتا مقابل رفض 197 صوتا، كما صوت على اتهام الرئيس بعرقلة عمل الكونغرس بأغلبية 229 مقابل رفض 198 صوتا.
من المنتظر أن يواجه ترامب محاكمة أمام مجلس الشيوخ، لكن إدانته وعزله يتطلبان موافقة ثلثي أعضاء المجلس الذي يسيطر عليه أنصار ترامب من الجمهوريين، وهو ما يستحيل تصوره في حالة الانقسام غير المسبوق الذي تعرفه البلاد.
وتقليدا يقوم مجلس النواب بإرسال عريضة الاتهام التي مررها إلى مجلس الشيوخ ليبدأ في محاكمة الرئيس.
غير أن نانسي بيلوسي (رئيسة مجلس النواب) لم تستبعد تجميد إجراءات العزل، وعدم ارسال عريضة الاتهام رسميا للشيوخ. وكان بعض الديمقراطيين طالبوا بتأجيل إرسال عريضة الاتهام لمجلس الشيوخ لعدم ثقتهم بوجود ضمانات كافية لمحاكمة جادة وعادلة من الجمهوريين.
انتهي عام 2019 وبدأ 2020 على وقع أزمة غير مسبوقة بين واشنطن وطهران ساحتها العراق، وتحديدا محيط السفارة الأميركية بالمنطقة الخضراء وسط بغداد.
ومنذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، وتبنيه سياسة الضغط الأقصى على طهران، شهدت منطقة الخليج تطورات شديدة الخطورة.
هوجمت عدة ناقلات نفط، وأسقطت طهران طائرة أميركية مسيرة، ووقعت هجمات استهدفت منشآت شركة آرامكو بالسعودية نتج عنها وقف ضخ نصف البترول السعودي للأسواق العالمية لعدة أسابيع.
ولا يستبعد الخبراء تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن بما يمكن أن يؤدي إلى وقوع مواجهات عسكرية لا يريدها الطرفان.
وبعيدا عن الخليج العربي شهدت الساعات الأخيرة من العام المنصرم انتهاء مهلة أعلنها زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون تتعلق بوقف اختياري للتجارب النووية وتجارب الأسلحة الباليستية العابرة للقارات.
وبعد تقارب شهدته علاقات الدولتين خلال 2018 و2019 توج بقمتي سنغافورة وهانوي، وصلت المفاوضات حول برنامج كوريا الشمالية النووي إلى طريق مسدود.
وتعهدت بيونغ يانغ بأن يشهد العالم “سلاحا إستراتيجيا جديدا ستمتلكه جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في المستقبل القريب”. وتأتي تصريحات كيم بعد أن انتهت مهلة غايتها نهاية العام كان قد منحها لواشنطن لاستئناف المحادثات النووية.
وستطغي خلال عام 2020 أخبار وتطورات سباق الانتخابات الرئاسية التي ستجري بين ترامب ومنافس أو منافسة من الحزب الديمقراطي.
ويتنافس على بطاقة الحزب الديمقراطي ما يقرب من عشرين مرشحا، إلا أن أغلب استطلاعات الرأي قلصت المنافسة الفعلية لثلاثة منافسين هم السيناتور بيرني ساندرز والسيناتورة إليزابيث وارين، وكلاهما يتبنى أجندة يسارية تقدمية، والمنافس الأخير هو بايدن الذي يمثل تيار الوسط بالحزب.
ورغم فوز ترامب بالرئاسة وتحقيقه النصر طبقا لنظام المجمع الانتخابي، فإن المرشحة الخاسرة كلينتون حصلت على أصوات تزيد عما حصل عليه ترامب بمقدار من 2.9 مليون صوت.
وتشير تلك الحقيقة إلى أن التغيرات السكانية التي تشهدها أميركا عن طريق الزيادة الطبيعية بأعداد المواليد والزيادة الناتجة عن طريق الهجرة تؤثر بشكل كبير على الخريطة الانتخابية المستقبلية بصورة قد لا تدعم حظوظ الجمهوريين في المستقبل القريب.
فوز ترامب بالرئاسة وتغلبه على المرشحة الديمقراطية (كلينتون) تحقق بفارق بلغ 77 ألف صوت في ثلاث ولايات حاسمة هي ميتشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن.
اليوم وبعد ثلاث سنوات في الحكم، لا يضمن ترامب انتصاره بانتخابات هذا العام، إذ لا يستطيع ضمان الفوز بتلك الولايات (الحاسمة) المتأرجحة الأهم لانتخابات 2020.