فشل مجلس الشيوخ الأمريكي في تجاوز حق النقض (الفيتو)، الذي استخدمه الرئيس دونالد ترامب، ضد تشريع صادق عليه الكونغرس وكان سيمنع بيع أسلحة معينة لنظام آل سعود.
وفي أول جولة من ثلاث جولات منفصلة لتجاوز حق النقض الذي استخدمه الرئيس عدة مرات، لم يصل مجلس الشيوخ إلى أغلبية الثلثين التي كان يحتاجها لتجاوز حق النقض.
وصوّت خمسة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين وعددهم 53 لصالح تجاوز حق النقض، بينما امتنع 15 عضواً عن التصويت.
وكان التصويت مشابهاً في الجولتين التاليتين لتجاوز حق النقض الذي استخدمه ترامب أيضا ضد تشريع، يمنع مبيعات أسلحة إضافية للرياض ودول أخرى.
ويهدف الكونغرس إلى الضغط على حكومة آل سعود لتحسين سجلها في مجال حقوق الإنسان، وبذل المزيد من الجهد لتفادي سقوط قتلى ومصابين من المدنيين في حرب اليمن، حيث تقود السعودية حملة جوية ضد ميلشيات الحوثي المتحالفة مع إيران.
وزاد استياء الكونفرس من الرياض بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي كان مقيما في الولايات المتحدة، في القنصلية السعودية بتركيا العام الماضي.
و أعرب السيناتور الديموقراطي بن كاردين، عن أسفه لعد تصويت زملائه الجمهوريين ضد الفيتو الرئاسي.
واعتبر كاردين أن قرار زملائه هذا تخلي عن المسؤولية في مراقبة عمل السلطة التنفيذية.
وقال كاردين: على الولايات المتحدة واجب قانوني وأخلاقي في آن معًا لضمان أن الأسلحة الأمريكية لا تستخدم في قمع حقوق الإنسان أو ارتكاب أعمال عنف ضد مدنيين أبرياء.
السيناتور الديمقراطي في مجلس الشيوخ روبرت مينينديز، قال قبل التصويت، إن ثمة حاجة ملحة لمراجعة العلاقات مع السعودية.
واشار مينينديز إلى أن مبيعات الأسلحة لن تدعم السعودية والإمارات في مواجهة التهديدات الإيرانية.
مينينديز: هناك أسباب لحظر مبيعات الأسلحة للسعودية، منها الضربات الجوية الإجرامية في اليمن التي دمرت مواقع مدنية.
المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية بيرني ساندرز، انتقد ترمب بسبب استخدامه حق الفيتو بشأن بيع الأسلحة للسعودية.
ساندرز قال عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر: أتساءل لماذا استخدم دونالد ترمب الفيتو لإنهاء تدخل أمريكا بالقصف الوحشي لليمن، من المستفيد من ذلك؟
ويقول ترامب إن قطع مبيعات السلاح للرياض سيقوض علاقات واشنطن بحليف قديم وسيضر بقدرتها التنافسية.
وأضاف ترامب أن القرارات “ستعيق قدرة الولايات المتحدة على دعم وتشكيل أنشطة التعاون الأمني الحاسمة”.
وتابع بالقول إنها إنه “ستضر بمصداقية الولايات المتحدة كشريك موثوق به من خلال الإشارة إلى أننا على استعداد للتخلي عن شركائنا وحلفائنا في نفس الوقت الذي تتزايد فيه التهديدات لهم”، وذلك وسط تصاعد التوتر مع إيران.
وكان الرئيس الأمريكي قد استخدم الفيتو و لأول مرة في وقت سابق من هذا العام في إجراء يهدف إلى إنهاء إعلان الطوارئ على المستوى الوطني، الذي استخدمه لتمويل الجدار على طول الحدود الجنوبية.
وفي أبريل/نيسان الماضي استخدم الرئيس الأمريكي الفيتو ضد قرار دعمه الجمهوريون والديموقراطيون في الكونغرس بغرفتيه يفضي إلى سحب الدعم الأمريكي للحرب التي تقودها المملكة في اليمن.
وفقا لقانون مراقبة تصدير الأسلحة، يمكن للرئيس وإدارته اتخاذ مثل هذه القرارات في حالات الطوارئ دون مراجعة قانونية.
يذكر أن وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت في 25 مايو / أيار الماضي، أنها ستستكمل وبصورة فورية بيع 22 صفقة أسلحة قيد الانتظار للسعودية والامارات والاردن، والتي يبلغ مجموعها 8.1 مليار دولار.
وقالت الخارجية الأمريكية في بيان بالإشارة إلى بومبيو: “لقد اتخذت اليوم قرارا وفقا للمادة 36 من قانون مراقبة تصدير الأسلحة وأوعزت بإكمال الإخطارات الرسمية على الفور بشأن 22 صفقة لتوريد الأسلحة إلى السعودية ودول أخرى بالشرق الاوسط بقيمة نحو 8.1 مليار دولار, سيتم إرسالها لكبح عدوان إيران وبناء قدرات الدفاع عن النفس لدى الشركاء”.
وأشار بومبيو إلى أن بيع هذه الأسلحة للسعودية لدعم حلفائنا وللمساعدة في ردع إيران.