تحولات سياسية للنظام السعودي تكرس فشل خياراته
يتبني النظام السعودي منذ أشهر تحولات سياسية منها التفاوض مع إيران والتقارب مع النظام السوري بما يكري فشل خيارات الرياض على مدار سنوات.
ويبرز مراقبون وجود تغيّر في لهجة النظام السعودي وسياستها تجاه إيران وسوريا وهو أمر مرتبط بخيبات أمل الرياض المتكررة من السياسة الأميركية.
ويشير المراقبون إلى توجه واشنطن نحو تخفيف الأعباء عنها في الشرق الأوسط وتقليل تواجدها العسكري في المنطقة للتركيز على ملف الصين.
وذلك يدفع السعودية لمحاولة التماهي مع الجهود الروسية واعتماد تحولات في ما يتعلّق باعتماد النظام السوري في المنظومة الأمنية الإقليمية، للحدّ من النفوذ الإيراني في سوريا بحسب المراقبين.
وكشفت مصادر إعلامية مؤخرا أن رئيس المخابرات السعودية خالد الحميدان التقى منذ أيام، رئيس مكتب الأمن القومي المشرف على الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري علي مملوك، في العاصمة السورية دمشق.
وذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، أن وفداً سعودياً برئاسة الحميدان زار دمشق في أول اجتماع يعرف من نوعه منذ اندلاع الثورة السورية، مطلع العام 2011.
وقال مسؤول سعودي، فضل عدم الكشف عن هويته، وفق ما نقلت “الغارديان”: “لقد تم التخطيط لذلك اللقاء منذ فترة، لكن من دون أي تطور، ولكن تغيّرت الأحداث إقليمياً وكان ذلك بمثابة فرصة مواتية”.
وكانت مصادر إعلامية عربية سربت أن رئيس النظام بشار الأسد التقى الوفد السعودي، وأنه جرى التوصّل لتفاهم بإعادة فتح السفارة السعودية في دمشق، بعد عطلة عيد الفطر، كخطوة أولى لاستعادة العلاقات في المجالات كافة بين البلدين.
كما أكدت هذه المصادر أن الجانب السعودي أبلغ الأسد بأن الرياض ترحّب بعودة سورية إلى الجامعة العربية، وحضور مؤتمر القمة العربية المقبل في الجزائر في حال انعقاده.
وقال مصدر سوري إن النظام “تعمّد تسريب الأنباء عن هذا اللقاء”، الذي وصفه بـ”الأمني”، في محاولة واضحة للإيحاء للشارع الموالي بأنّ هناك تقارباً عربياً معه.
ولفت المصدر إلى أنّ “علي مملوك كان قد زار السعودية في بداية العام الماضي، للبحث في قضايا أمنية بحتة، ولكن لم يحدث أي تقارب سياسي بين الجانبين عقب اللقاء”.
وأشار المصدر إلى أن بشار الأسد “يحاول استعادة مقعد سورية في الجامعة العربية، ليحصل على اعتراف عربي بنتائج الانتخابات التي ستجري في 26 مايو/ أيار الحالي، والتي ستبقيه في السلطة حتى عام 2028″، مضيفاً أنّ “تسريب الأنباء عن هذه الزيارة يندرج ضمن هذا المسعى”.