يشهد الكونجرس الأمريكي تحركات صادمة لولي العهد محمد بن سلمان كونها تناهض أي تقارب أمريكي معه من جهة وتحقق في استثماراته المشبوهة مع المسئول الأمريكي السابق جاريد كوشنر.
وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال (WSJ) أن عددا من أعضاء الكونجرس الديمقراطيين وجهوا رسالة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن تطالبه بالحفاظ على موقف متشدد تجاه السعودية ومحمد بن سلمان.
وذكرت الصحيفة أن رسالة أعضاء الكونجرس تأتي على خلفية مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان، وهي تطالب بابتعاد أمريكا عن النفط، بدلاً من تقديم تنازلات مشكوك فيها أخلاقياً للحصول على المزيد من النفط من النظام السعودي.
يأتي ذلك فيما أكد بايدن إمكانية قيامه بزيارة للسعودية، الأمر الذي يشكل تغييرا كبيرا في موقفه، بعدما وعد سابقا بمعاملة المملكة كدولة “منبوذة“.
وقال بايدن للصحافيين “لست أعلم بدقة موعد زيارتي. هناك إمكانية أن ألتقي الإسرائيليين و(مسؤولين) في بعض الدول العربية. السعودية ستكون ضمن (الجولة) إذا قمت بها، ولكن ليس لدي خطط مباشرة حتى الآن”.
وأضاف بايدن : “لم أغير موقفي من حقوق الإنسان في السعودية ولكن منصبي يحتم علي التحرك لدعم السلام في الشرق الأوسط”.
وكانت وسائل إعلام أمريكية تكهنت بزيارة بايدن للسعودية، خلال الأسابيع المقبلة لإعادة بناء العلاقات مع المملكة النفطية بينما يسعى إلى خفض أسعار الوقود في الداخل وعزل روسيا دوليا.
في سياق أخر صرحت النائبة الأمريكية كارولين مالوني، النائبة الديمقراطية عن ولاية نيويورك التي تترأس لجنة مجلس النواب للرقابة والإصلاح أن اللجنة فتحت تحقيق في الصفقة المشبوهة التي استثمرت فيها المملكة السعودية 2 مليار دولار في شركة لجاريد كوشنر.
وطلبت مالوني من كوشنر توفير وثائق ومستندات بشأن استثمار كبير من قبل السعودية في شركته “أفينيتي” بما في ذلك الاتصالات والسجلات الشخصية بحد أقصى 16 يونيو القادم.
وقالت رئيسة لجنة الرقابة في الكونجرس إن اللجنة تحقق أيضًا فيما إذا كانت المصالح المالية الشخصية لكوشنر قد أثرت بشكل غير صحيح على السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط في ظل إدارة ترامب.
وجاء في نص الرسالة الى كوشنر من قبل النائبة كارولين مالوني “تحقق لجنة الرقابة والإصلاح فيما إذا كنت (كوشنر) قد قمت بالتداول بشكل غير صحيح في منصبك الحكومي للحصول على مليارات الدولارات من الحكومة السعودية وما إذا كانت مصالحك المالية الشخصية قد أثرت بشكل غير صحيح على السياسة الخارجية للولايات المتحدة أثناء إدارة والد زوجتك ترامب”
وقالت اللجنة إن كوشنر قام بدمج شركة أفينيتي في ولاية ديلاوير، بعد ستة أشهر حصلت شركة أفينيتي على استثمار بقيمة 2 مليار دولار غالبية أصولها تحت إدارة صندوق الاستثمارات العامة السعودي.
وتابع البيان: “يقود صندوق الاستثمارات العامة ولي العهد، الذي طور معه كوشنر علاقة وثيقة للغاية عندما كان مستشارًا رفيعا للرئيس السابق ترامب”.
وكتبت مالوني: “كان دعمك للمصالح السعودية ثابتًا، حتى مع قيام الكونجرس وبقية العالم بفحص دقيق لانتهاكات البلاد لحقوق الإنسان في اليمن، وقتل الصحفي جمال خاشقجي على يد قتلة سعوديين مرتبطين بولي العهد محمد بن سلمان، والقمع السعودي للمنشقين السياسيين في الداخل”.
وأضافت ” بعد تركك لمنصبك الرفيع في البيت الأبيض، قمت بتأسيس شركة استثمار أفينيتي وجمعت 2 مليار دولار من صندوق الاستثمار العام السعودي، صندوق الثروة السيادية السعودي، الذي يخضع لسيطرة ولي العهد”.
وقالت الرئيسة: “سيبلغ هذا التحقيق اللجنة حول ما إذا كان ينبغي تعزيز قوانين الأخلاقيات الفيدرالية لمنع كبار المسؤولين الحكوميين من الاستفادة من منصبهم داخل الحكومة الفيدرالية لجني مكاسب مالية غير متوقعة قبل أو أثناء أو بعد الوظيفة الحكومية”.
وأسس كوشنر ، صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ومستشاره السابق ، Affinity Partners في أواخر العام الماضي ، وجمع حوالي 3 مليارات دولار – 2 مليار دولار منها يأتي من صندوق الثروة السيادية السعودي.
وكجزء من المفاوضات لتأمين التمويل للمملكة، اتفق المسؤولون السعوديون على أن Affinity Partners يمكن أن تستثمر في الشركات الإسرائيلية، كما قال أشخاص مطلعون على خطط الشركة.
وأشاروا إلى أن المملكة يمكن أن تفتح اقتصادها أمام الشركات الإسرائيلية من خلال العمل مع كوشنر.