أثارت تحركات المعارضة السعودية في المنفى لعقد لقاءات موسعة والبحث عن أرضية مشتركة للعمل الجماعي قلق ولي العهد محمد بن سلمان وفريقه الحاكم.
وعلم “سعودي ليكس” من مصادر مطلعة أن محمد بن سلمان أمر بمتابعة دقيقة لمجريات اجتماعات المعارضة السعودية وتكثيف التحريض على رموزها في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
وذكرت المصادر أن محمد بن سلمان وفريقه الحاكم يستشعرون مخاطر إمكانية توحد المعارضة السعودية وعملها الجماعي لفضح انتهاكاته وفشل سياساته داخليا وخارجيا.
يأتي ذلك فيما أجرى حزب التجمع الوطني لقاءات واجتماعات مع رموز المعارضة والإصلاحيين السعوديين بالخارج، بينهم شخصيات نسائية بارزة.
وقالت أوساط مقربة من الحزب إن الاجتماعات تهدف إلى تقريب وجهات النظر وبحث القضايا السياسية ومناقشة الملفات ذات الاهتمام المشترك وعصف ذهني حول الأزمات التي تشهدها المملكة والمنطقة.
وحرص قادة الحزب خلال اللقاءات التي بدأوها في 5 فبراير/شباط 2024، واستمرت قرابة أسبوع، على زيادة مستوى التشاور بين مختلف أطياف المعارضة بالخارج وتقوية العلاقات وتوسيع دائرة التشاركية السياسية وتقريب وجهات النظر وتحليل التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبحث المستجدات وتبادل الرؤى حول مستقبل المملكة.
وصل الأمين العام للحزب الدكتور عبدالله العودة، إلى العاصمة البريطانية لندن في 5 فبراير في أول رحلة دولية له منذ ٧ سنوات، والتقى عقب يومين من وصوله بأبرز رموز المعارضة السعودية بالخارج الدكتور سعد الفقيه، في منزله، رفقة العضو المؤسس للحزب يحيى عسيري، وعضو الحزب عمر عبدالعزيز الزهراني.
وفي اليوم ذاته، التقى العودة وعبدالعزيز بالناشط المعارض ناصر بن عوض القرني، نجل الداعية الدكتور عوض القرني (67 عاما)، المتخصص في الفقه وأصوله، والمعتقل في سجون السلطات السعودية منذ سبتمبر/أيلول 2017 والمهدد بالإعدام بدعوى اتهامه بالتحريض بالإساءة لقادة الدول وتأييد جماعة الإخوان، وغيرها من التهم المعلبة الأخرى.
وعلى هامش اللقاء التقطت صورة تذكارية جمعت العودة وعبدالعزيز والقرني، وعلق عليها الأخير موضحا أن السلطة اعتقلت والده ووالد العودة وتطالب النيابة بإعدامهما، كما اختطفت إخوة عبدالعزيز لإجباره على الصمت، وأكد أن قطار الإصلاح لا يمكن إيقافه، وكل يوم يمضى سيزداد عدد الركاب، مطالبا بالحرية لإخوة عمر والقرني والعودة.
وفي الجولة التالية للقاءات الحزب مع المعارضين بالخارج، التقى العودة رفقة عسيري وعبدالعزيز والقرني وانضم إليهم عضو الحزب عبدالله الجريوي، بالمتحدثة باسم حزب التجمع الدكتورة مضاوي الرشيد، وذلك للمرة الأولى التي يلتقي فيها العودة والرشيد منذ سنوات من العمل والشراكة، ووصفها العودة بأنها “تاريخ من النضال والثقافة والتجربة”.
وعقد العودة وعسيري وعبدالعزيز لقاء اجتماعي مع مدير مركز الجزيرة العربية للإعلام محمد العمري، وتبع ذلك جلسة شبابية جمعته وعسيري والجريوي مع الناشطة فوز العتيبي وزوجها أحمد موسى، ووعد الحربي.
والتقى عبدالله العودة وعمر عبدالعزيز بالأمين العام لحزب التجديد الإسلامي محمد المسعري، والباحث سلطان العبدلي.
وفي 9 فبراير/شباط زار العودة وعسيري وعبدالعزيز والجريوي عضو الهيئة القيادية في “لقاء” المعارضة في الجزيرة العربية الدكتور حمزة الحسن، والذي أكد خلال اللقاء على أن الاختلاف بين المعارضين أمر طبيعي، مقدما خبرته في العمل المدني والسياسي وموجها نصائح لسلامة العمل الجمعي بين المعارضة.
وانضم عضو الحزب فهمي الشهابي، للعودة وعسيري والجريوي، خلال زيارتهم لإمام وخطيب جامع الملك عبدالعزيز بالدمام سابقاً عماد المبيض، الذي تمكن من الخروج من المملكة في مارس/آذار 2023، ونشر فيديو نصح فيه الملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان ورئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ، بأنه يتقوا الله في البلد.
وفي 11 فبراير/شباط، زار العودة وعسيري وعبدالعزيز المعارض السياسي غانم الدوسري، الناشط في المجال الحقوقي والسياسي واللاجئ سياسيا في بريطانيا منذ 2003، والمعروف بأفلام الفيديو الساخرة من العائلة السعودية المالكة والحكومة، والتي يقدمها على قناته على اليوتيوب “غانم شو”، ويتابعه الملايين على حساباته بمختلف منصات التواصل الاجتماعي.
واختتم رئيس حزب التجمع وباقي أعضاء الحزب لقاءاتهم مع رموز المعارضة بالخارج بزيارة رئيس منظمة سند الحقوقية الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي، في منزله؛ وضم اللقاء استاذ الإعلام السياسي الدكتور أحمد بن راشد بن سعيد، والشيخ عماد المبيض، والمتحدث الرسمي باسم منظمة سند فهد الغويدي.
وقد شن الذباب الإلكتروني وما يعرفون بـ”الوطنجية” حملة سب وقصف وتشهير وإساءة لرموز الحزب وسخرية من لقاءاتهم، وتقليل من أهميتها واتهامهم بأنهم على ضلال وخوارج وخائنين للوطن ولولي الأمر، ونشروا صور ساخرة تستهزئ بقيادات الحزب.