دعوات في إسرائيل من أجل تحالف إقليمي علني مع نظام آل سعود
تصاعدت الدعوات في إسرائيل إلى بناء تحالف إقليمي علني وصريح مع نظام آل سعود بزعم مواجهة إيران في ظل تورط ولي العهد محمد بن سلمان بعلاقات غير رسمية واسعة النطاق.
وادعى الباحث والمؤرخ الإسرائيلي أوري كوهين في مقال نشرته صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، أنّ التحالف مع آل سعود يجب أن يصل إلى حد أن تقوم السعودية علناً بالاستثمار في شركات الصناعات الحربية الإسرائيلية للاستفادة من خدماتها في تأمين عمقها وحقول النفط داخلها من إيران.
وطالب كوهين بأن يتشكل التحالف الإقليمي بين السعودية وإسرائيل على أساس استراتيجية أمنية وسياسية شاملة ومشتركة، مناشداً الرياض أن تقف إلى جانب إسرائيل كـ”سور” في مواجهة إيران التي تهدد وجود العائلة المالكة في الرياض وتعلن بشكل واضح وصريح حرصها على القضاء على إسرائيل.
واعتبر أنّ التحالف الإقليمي بين إسرائيل والسعودية مهم لمواجهة خطأ الحسابات الأميركية، مدعياً أنّ الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما تخلّى عن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك مما أدى إلى سقوط حكمه وصعود “الإخوان المسلمين”.
وأضاف أن هناك حاجة لشن حرب مباشرة ضد إيران وأدواتها التي تمارس “الإرهاب” لإجبارها على وقف توسعها.
وخطاب الباحث الإسرائيلي نظام آل سعود قائلاً: “لقد حان الوقت لأن نقول الأمور بشكل واضح للملك سلمان وولي العهد: لا يوجد بيننا الكثير من المشتركات من النواحي الدينية، والاجتماعية، والثقافية، وفوق ذلك لقد ساد العداء بيننا على مدى سنوات طويلة”، مشدداً على أن بروز التهديد الإيراني يجب أن يدفع تل أبيب والرياض إلى توحيد الصفوف ومواجهة هذا الخطر.
وبحسب كوهين، فإنّ التحالف بين آل سعود وإسرائيل يجب أن يكون مقدمة لتحالف أشمل يضم دولاً أخرى في المنطقة، لتعزيز قدرة “الدولتين على ردع الذين يقرعون طبول الحرب” ضدهما.
ومؤخرا قال يوسي كوهين رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي للمهام الخاصة (الموساد)، إن الإعلان عن التطبيع بين إسرائيل والسعودية “بات قريباً”.
ونقلت صحيفة “جيروسالم بوست” الإسرائيلية عن “كوهين” في نقاش مغلق، أوضح خلاله أن مسار التطبيع بين الرياض وتل أبيب يتوقف على نتائج الانتخابات الأميركية وهوية المرشح الفائز لكنه يتوقع أن يتم ذلك قريباً.
وأضاف كوهين أن السعوديين سينتظرون حتى إجراء الانتخابات الأميركية التي ستجري قريباً ، مرجحاً أن يعلنوا عن التطبيع مع إسرائيل كـ”هدية” للمرشح الفائز في هذه الانتخابات، في إشارة غير مباشرة إلى الرئيس الأميركي الحالي، دونالد ترامب، الساعي لتجديد ولايته الرئاسية.
واستدركت الصحيفة بالإشارة إلى أنه يستدل من أقوال كوهين أن إقدام السعودية على التطبيع مع إسرائيل يتوقف بشكل أساسي على هوية المرشح الفائز، بحيث أنه في حال فاز ترامب فإنه من المرجح أن تعلن الرياض عن التطبيع فور الإعلان عن فوزه.
وأشارت الصحيفة إلى أنه يفهم من كلام كوهين أنه في حال فاز المرشح الديمقراطي جون بايدن بالانتخابات الأميركية، فإن هذا لا يعني أن السعوديين غير معنيين بالتطبيع مع إسرائيل، لكن توقيت الإعلان عن هذه الخطوة سيكون عندها غير واضح.
وأوضح كوهين أن السعوديين غير معنيين بمنح “الهدية” (التطبيع) لترامب قبل الانتخابات لأنهم غير متأكدين من هوية المرشح الذي سيفوز، وهم غير معنيين بمنح هذا الإنجاز لبايدن قبل التعرف على سياساته، مشيراً إلى أن الرياض لا يمكن أن تقدم على مثل هذه الخطوة في حال فاز بايدن إلا بعد أن تتشكل إدارته وتتولى زمام الأمور.