قالت مجلة “لوبوان” الفرنسية إن “الأحلام الفرعونية” لولى العهد محمد بن سلمان تبددت وقد بات يندب حظه الآن، فيما سخر مسؤول غربي من مشروع مدينة “نيوم” بالقول: “لقد كانت حلما جميلا”.
وفي مقال نشرته المجلة حمل عنوان “تبدّد أوهام بن سلمان”، أكدت أن أزمة فيروس كورونا وتراجع أسعار النفط “أنهيا الأحلام الفرعونية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، خاصة فيما يتعلق بمشروع “نيوم” الذي يعد المشروع الرائد لخطته رؤية 2030”.
ونقلت المجلة عمن وصفته بأحد المشاركين الغربيين في هذا المشروع، قوله الساخر: “إن مشروع (نيوم) كان حلماً جميلاً”.
ووصفت “لوبوان” طريقة عمل ولي العهد السعودي الشاب كالتالي: “طموحٌ مفرط ممزوج بوحشية بدون فرامل”.
ورأت أن “وسائل الدولة السعودية الثرية في خدمة ملك عديم الخبرة، أدخلت بلاده في حرب لا نهاية لها في اليمن، وهي هاوية مالية أدت إلى واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية في العالم”.
واستعرضت جرائمه “فهو لم يتردد في أخذ رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري رهينة، متسبباً في حالة من اتحاد نادر في بلد الأرز. كما حبس العشرات من رجال الأعمال وأفراد العائلة المالكة في فندق ريتز كارلتون بالرياض، مما أدى إلى إبعاد المستثمرين السعوديين”.
وفرضت المملكة حصارًا بريًا وبحريًا وجويًا ثلاثيًا على قطر فشل هو الآخر فشلاً ذريعا، بل قرب الدوحة من أنقرة وطهران، وفق “لوبوان”.
وتوقعت المجلة الفرنسية أن يضاف مشروع “نيوم” قريباً إلى قائمة الإخفاقات الطويلة لولي العهد السعودي، في ظل عدم وصول مليارات الاستثمارات المأمولة حتى الآن، مما يجبر آل سعود على الاعتماد على صندوقه المملكة السيادي القوي لتمويل المراحل الأولى من المشروع.
واستدركت: “بدون الأموال الأجنبية، فإن أحلام محمد بن سلمان، الملقب بـ(MBS)، للتحديث القسري تواجه خطر التحول إلى كابوس”.
ومدينة “نيوم” التي ستكلف بناءها 500 مليار دولار، ضمن رؤية بن سلمان 2030، ومن المقرّر أن تقام في شمال غرب البلاد لتطلّ على البحر الأحمر، وستضم سيارات تاكسي طائرة ورجالاً آليين، بحسب السلطات السعودية.
وكانت صحيفة “صاندي تايمز” البريطانية قالت: إن مشروع ولي العهد (2030) وبناء مدينته الذكية، غير معلوم المستقبل.
وتحت عنوان “الفترة الذهبية السعودية تتلاشى وسط انهيار أسعار النفط ووباء كورونا” نشرت الصحيفة البريطانية تقريرا لمراسلة شؤون الشرق الأوسط لويز كالاغان، أضافت فيه: “بدت وكأنها شيء خارج من قصص الخيال العلمي، مدينة في الصحراء لا تحتاج إلى شوارع لأن السيارات ستنقل الموظفين جوا إلى العمل”.
وأطلق عليها “المعجّل للتقدم الإنساني” وتغطي مساحة تعادل مساحة بلجيكا، وستحصل على نورها في الليل من قمر صناعي عملاق، وسيعيش فيها مليون شخص يعملون في “مراكز إبداع” تقيمها شركات سيليكون فالي العملاقة.
واستدركت الصحيفة: فكانت هذه رؤية السعودية للمستقبل والمشروع الرئيسي لولي العهد، إلا أن هبوط أسعار النفط وفيروس كورونا الذي انتشر حول العالم، وضعا السعودية أمام أزمة اقتصادية دفعتها للإعلان عن سلسلة إجراءات تقشفية.
وتقول كالاغان إن العمل على مشروع مدينة نيوم شهد تباطؤا، وبات مستقبلها غير واضح. ونقلت تقارير عن متعهد يعمل في نيوم، قوله إنه خفّض ساعات العمل لفريقه بمعدل النصف، فيما كشفت صور فضائية عن مجموعة قليلة من القصور ومهابط الطائرات.
واحتجت قبيلة الحويطات السعودية على مشروع مدينة “نيوم” الضخم، الأمر الذى يشكل عقبات متتالية أمام المشروع في خضم أزمة انخفاض أسعار النفط.
وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية بأن عددا من أفراد قبيلة الحويطات رفضوا عروض التعويضات التي قدمتها لهم السلطات السعودية مقابل ترك منازلهم والرحيل لمكان آخر.
وقتلت قوات الأمن السعودي، منتصف إبريل/ نيسان المنصرم، المواطن عبد الرحيم الحويطي الذي نشر سلسلة فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي انتقد فيها إجبار قبيلته على الرحيل من الأرض التي عاشوا فيها لأجيال في موقع المشروع في محافظة تبوك، واصفا إياه بإرهاب دولة آل السعود.
وأكد الحويطي أن معارضته قد تؤدي إلى قتله.
ومؤخرا، أعلن وزير المالية السعودي محمد الجدعان، أن المملكة ستضاعف ثلاثة أضعاف ضريبة القيمة المضافة على السلع والخدمات في البلاد من 5 إلى 15 في المائة، وتجريد بدلًا شهريًا يبلغ 266 دولارًا تقريبًا للعاملين في الدولة ومراجعة المزايا المالية الأخرى المدفوعة للموظفين والمقاولين.
وسبق أن توقع خبراء ألمانيون، انهيار “رؤية 2030”.
ومن هذه الأسباب، بحسب المراقبين الألمان، فيروس “كورونا” والانهيار التاريخي لأسعار النفط والحرب في اليمن والاحتقان داخل الأسرة الحاكمة، والصراع مع إيران، وقالوا إنها “تهدد بتبخر هذه الأحلام في سراب الصحراء”.