ألقت سياسيات ولى العهد محمد بن سلمان المتهورة، بظلالها السلبية على جمهورية نيجيريا الواقعة غرب أفريقيا، وهو أمر يثير الدهشة والاستغراب على حاكم شقي ومتهور ألقى ببلاده في الهاوية قبل غيرها من الدول المجاورة والبعيدة.
وقال موقع «بريميوم تايمز» النيجيري: إن واقع العالم المترابط الذي يعيشه العالم في ظل استمرار حرب أسعار النفط بين روسيا ومنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بقيادة المملكة في الانخفاض الحاد في أسعار السلع، بدأت نيجيريا تعاني من فشل في الازدهار.
وأضاف الموقع في مقال نشره، الكاتب أوسموند أجبو، أن نيجيريا تعمل على زيادة الإنتاج اليومي من النفط الخام لتعويض بعض العجز على أمل أن يتم حل حرب الأسعار وترتفع أسعار النفط الخام عاجلاً وليس آجلاً.
وبحسب وزير النفط النيجيري، تيميبر سيلفا، فإنه من دون ذلك، قد يتعين عكس استراتيجية نيجيريا في الضخ المسطح لأنها توقفت عن كونها ذات معنى تجاري.
وعلى الرغم من أن روسيا جزء كبير من مشكلة رفض خفض الإنتاج في مواجهة تضاؤل الطلب العالمي، إلا أن المملكة ردت عليها بإغراق السوق بالكامل، وقد أدى ذلك إلى انخفاض حر في أسعار النفط، مارس/ آذار الماضي، مما أدى إلى خنق الاقتصادات المعتمدة بالكامل على النفط مثل نيجيريا.
وكان محمد بن سلمان (MBS) على علم بكل هذه الأمور، لكنه لم يهتم كثيرًا بكيفية تأثير أفعاله على الدول الأعضاء الأخرى في منظمة أوبك، والكلام للكاتب النيجيري.
وفي 21 يونيو 2017، أطيح محمد بن نايف في انقلاب ناعم، ولم يكن أحد يتوقع أن يكون الوريث المعين للمملكة ابن عم ولي الثلاثين محمد بن سلمان، الذي يشار إليه في الغرب باسم (MBS).
وكان الحاكم الصغير، أطلق في 2016م رؤيته للملكة (2030)، والتي تواجه صعوبات وتحديات جسيمة، فمدينة “نيوم” الذكية وحدها تحتاج 500 مليار دولار، ومن المقرّر أن تقام في شمال غرب البلاد لتطلّ على البحر الأحمر، وستضم سيارات تاكسي طائرة ورجالاً آليين.
واحتجت قبيلة الحويطات السعودية على مشروع مدينة “نيوم” الضخم الذي سيقام على أراضيهم، وأعلنوا رفضهم للعروض المالية التي تقدمها السلطات إليهم، مؤكدين تمسكهم بأرض أجدادهم.
وتوقع خبراء ألمانيون، انهيار “رؤية 2030″، ومن هذه الأسباب: فيروس “كورونا” والانهيار التاريخي لأسعار النفط والحرب في اليمن والاحتقان داخل الأسرة الحاكمة، والصراع مع إيران، وقالوا إنها “تهدد بتبخر هذه الأحلام في سراب الصحراء”.
وقال أوسموند أجبو: كان للحاكم المتهور خط مباشر إلى البيت الأبيض وكان ترامب مستعدًا للتغاضي عن جميع ذنوبه، حتى عندما زعمت وكالات المخابرات الأمريكية أن MBS وجهت الضربة التي قتلت الصحفي المقيم في الولايات المتحدة جمال خاشقجي، فقد منع ترامب كل خطوة قام بها الكونجرس الأمريكي لمعاقبته.
وفي أكتوبر/ تشرين أول 2018م، هزت جريمة قتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي داخل سفارة بلاده بمدينة إسطنبول التركية، الرأي الدولي، ورجحت تقارير صادرة عن المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) أن قتل خاشقجي جاء بأوامر من بن سلمان.
وأشار أجبو إلى حرب “بن سلمان” في اليمن التي تسببت بالمجاعة ووفاة الآلاف من المدنيين في ذلك البلد، وشملت خطوات توقيعه الأخرى تصعيد الأزمة الدبلوماسية مع قطر، واحتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، والخلاف الدبلوماسي مع كندا، واعتقال أفراد العائلة المالكة تحت ستار مكافحة الفساد.
وأضاف: لقد أصبح ولي العهد غير منزعج تمامًا كما شاهده العالم، وبدا كما لو أنه لن يكون هناك حد لخداعه اللامتناهي، فصحيح أن السلطة تفسد ولكن الخبر السار هو أنه حتى القوة المطلقة لا تدوم إلى الأبد.
واستدرك: ربما تكون حرب أسعار النفط مع روسيا هي كعب أخيل، بدأت الحرب التي لا داعي لها تضرب صناعة النفط الأمريكية بشدة، ومع إعادة انتخاب ترامب في الأفق، يشعر الرئيس بالضغط بالفعل.
وقرر البنتاغون الأميركي، خلال مايو/ أيار المنصرم، سحب منظومة الدفاع الصاروخية باتريوت، وجنود ومقاتلات أمريكية من المملكة، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” التي قالت إن واشنطن تدرس أيضا تخفيض تواجدها البحري في منطقة الخليج.
وكان إرسال قوات أميركية للمملكة عقب هجمات طائرات مسيرة ضد منشآت النفط السعودية العملاقة في 14 سبتمبر/ أيلول 2019 وذلك في ثالث هجوم من هذا النوع خلال خمسة أشهر على منشآت تابعة للشركة.
وختم الكاتب النيجيري: MBS الآن يتبول على بنطاله وهذا ليس بالشيء السيئ، بل قد يكون في الواقع شيء جيد، نأمل بأن تغتنم الدول القوية الأخرى في العالم المتحضر اللحظة وتكبح جماح تجاوزات هذا الشقي المتهور للغاية والمتهور.