احتفت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية بتصريحات رئيس الاستخبارات السعودي السابق بندر بن سلطان، التي هاجم خلالها السلطة الفلسطينية لانتقادها اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن المقابلة التي أجراها السفير السابق للمملكة في واشنطن بندر بن سلطان لقناة “العربية” السعودية، والتي هاجم فيها الفلسطينيين، “تحولا جذريا وجادا في موقف السعودية كقائد للدول العربية ضد القضية الفلسطينية”.
ورأت الصحيفة الإسرائيلية تضرب رواية رفض العاهل السعودي فكرة التطبيع مع إسرائيل.
وخلال مقابلته، شن بندر بن سلطان هجوما حادا على السلطة الفلسطينية، بسبب اعتراضها على قرارات التطبيع الإماراتي والبحريني الأخيرة مع إسرائيل، معتبرا أن لغتهم في الاعتراض “مستواها واط، وكلام لا يقال”، على حد وصفه.
وقالت الصحيف: إن مقابلة بندر بن سلطان جعلت موقف السعودية من الفلسطينيين أكثر غموضا مما كان عليه في الأسابيع الستة منذ إعلان الإمارات وإسرائيل عن تطبيع العلاقات.
وأشارت إلى أن القيادة الفلسطينية كانت تشعر ببعض الراحة من الموقف السعودي، الذي لم يبتعد عن الدعم التقليدي للقضية الفلسطينية، رغم تطبيع الإمارات وبعدها البحرين، وتأكيد الرياض على أن السلام مع إسرائيل لن يتم إلا بعد إعطاء الفلسطينيين حقوقهم ومنها دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، وهو ما قاله الملك “سلمان” في خطابه الأخير أمام الأمم المتحدة.
وتجاهل الملك، في ذلك الخطاب، الإشارة إلى اتفاقي التطبيع الإماراتي والبحريني، وهو ما عكس نقصا في حماس السعودية تجاه تلك الخطوة.
وأوضحت “جيروزاليم بوست” أن التحليلات التي انتشرت مؤخرا عبر صحف عالمية، مثل “وول ستريت جورنال” و “نيويورك تايمز” في الأسابيع الأخيرة عن وجود فجوة بين العاهل السعودي وولي عهده محمد بن سلمان حول مسألة التطبيع أخذت رخما.
لكن، والكلام للصحيفة، جعلت مقابلة “بندر بن سلطان” تلك التحليلات مثار شك، وأشارت إلى تطورات مغايرة.
وتابعت الصحيفة: “سيكون من الصعب تصديق أن الملك سلمان لم يكن يعلم أن شخصًا كان مسؤولًا حكوميًا كبيرًا – سفيرًا لدى الولايات المتحدة لأكثر من 20 عامًا، ثم رئيسا للاستخبارات السعودية حتى عام 2014 – سيتحدث علانية في قناة ممولة من المملكة عن هذه الأمور”.
وأضافت: “ما قاله الأمير بندر هو لائحة اتهام مدتها 40 دقيقة للقيادة الفلسطينية”.
واحتفت الصحيفة العبرية بتصريحات “بندر بن سلطان” خلال مقابلته، قائلة إنه استهجن غضب الفلسطينيين من اتفاقيات التطبيع الإماراتية والبحرينية مع إسرائيل، بلغة قاسية، وقال إن القضية الفلسطينية عادلة لكن دعاتها فاشلون والقضية الإسرائيلية ظالمة لكن دعاتها ناجحون.
وروى “بندر” جهود المملكة لدعم الفلسطينيين، ماديا ومعنويا، وقال إن الفلسطينيين أخذوا الدعم المادي فقط وأهملوا المعنوي، المتمثل في النصائح السعودية.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن مقابلة بندر بن سلطان مع “العربية” قد تكون بداية حملة يشنها السعوديون ضد السلطة الفلسطينية.
وأردفت: “ما هو مؤكد، بعد مقابلة الأمير بندر، هو أن الفلسطينيين لم يعودوا ينظرون إلى السعوديين على أنهم مخلصون للقضية بعد أن غيّر سلام إسرائيل مع الإمارات والبحرين نماذج الشرق الأوسط”.