سارع النظام السعودي للاستجداء بقوات أجنبية لبسط سيطرتها في محافظة المهرة اليمنية، وذلك قبيل الحديث عن أية حلول للأزمة اليمنية التي يتوعد الرئيس الأمريكي الجديد جو بادين بإنهاءها.
وشكلت السعودية غرفة عمليات عسكرية مشتركة برفقة قوات أمريكية وبريطانية في محافظة المهرة على الساحل الشرقي لليمن, مما يشير إلى محاولة السعودية تثبيت واقع جديد على الأرض قبل انطلاق أي عملية سلام شامل تدفع باتجاهها.
وأفادت مصادر قبلية بأن الغرفة تم انشاؤها في مطار الغيظة حيث تتواجد وحدات أمريكية وبريطانية في المطار الذي حولته القوات السعودية قاعدة عسكرية لها منذ العام 2018.
وتشير الخطوة الجديدة إلى وجود ضوء أخضر دولي للسعودية لاحتلال المحافظة الواقعة على بحر العرب والتي تسعى الرياض منذ عقود إلى شق قناة بحرية عبر أراضيها تربط بحر العرب بالأراضي السعودية القريبة وبما يسهل تصدير النفط عبر بحر العرب بدلا عن مضيق هرمز الذي يشهد توتراً متصاعداً مع ايران.
وجاءت هذه الخطوة عقب حراك بريطاني امريكي على الصعيدين العسكري والسياسي بدأً بإرسال القوات الأمريكية للمزيد من حاملات الطائرات وإجراء مناورات عسكرية قبالة سواحل المحافظة اليمنية بالتزامن مع تحرك سياسي بدأه مساعد وزير الخارجية الأمريكي ديفيد شينكر بزيارة لسلطنة عمان و تشمل أيضا السعودية بهدف الضغط على القوى اليمنية لتخفيف ردة فعلها من التحركات عند أهم المناطق الاستراتيجية لليمن.
وعدا عن ذلك ادعت بريطانيا تعرض احدى بواخرها لهجوم قبالة سواحل المهرة مع أن المنطقة التي حددتها المملكة المتحدة تقع تحت سيطرة القوات السعودية المنتشرة على طول الساحل الشرقي والجنوبي لليمن.
وفي السياق، شن ناشطون من محافظة المهرة هجوماً جديداً على نائب هادي علي محسن متهمين إياه بشرعنة الوجود الأجنبي في المهرة بدءاً بسماحه للإمارات بالتواجد في المحافظة ومروراً بالقوات السعودية وقمع الاحتجاجات ووصولاً إلى لقائه مساعد وزير الخارجية الأمريكي.
وقال هؤلاء إن المسؤول السابق متهم بمساعدة القوات السعودية لتشكيل غرفة العمليات الجديدة سيما حديثه عن مكافحة الإرهاب والتنسيق مع الأمريكيين في هذا الجانب في خطوة وصفت بمنح الأمريكيين ضوءاً أخضراً للتواجد في المهرة.
ومنذ بدء التحالف الحرب على اليمن في مارس من العام 2015, ظل التركيز السعودي على محافظة المهرة رغم بعدها عن ساحة المواجهات مع “الفزاعة الإيرانية” التي يحاول التحالف تبرير حربه وحصاره على اليمن بها.
وسبق أن اتهم زعيم قبلي يمني السعودية والإمارات بإدخال قوات عسكرية إسرائيلية إلى جزيرة سقطرى في المحيط الهندي قبالة السواحل الجنوبية للبلاد، محذرا من خروج الأرخبيل عن السيادة اليمنية.
كما اتهم شيخ مشايخ قبائل محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية عيسى سالم بن ياقوت، السلطات السعودية والإماراتية بتدمير المعالم البيئية الساحرة والنادرة في جزيرة سقطرى، وإنشاء معسكرات دون رقيب وسط صمت دولي رهيب.
وقال إن السعودية والإمارات أدخلتا إسرائيل إلى سقطرى ضمن عملية تهدف لفصل الجزيرة عن اليمن، واتهم البلدين بإحداث تغييرات ديمغرافية واستقدام سكان من خارج سقطرى.
كما حذّر شيخ مشايخ سقطرى من خروج الأرخبيل عن السيادة اليمنية، ودعا اليمنيين لدعم أبناء الأرخبيل والتنسيق معهم في مسيرة المقاومة التي يواصلون خوضها.