قال المُتحدث باسم شرطة منطقة مكة المكرمة الرائد محمد الغامدي، إن قوة خاصة للأمن الدبلوماسي اعتقلت مواطن سعودي بالعقد الرابع من العمر بعد اعتدائه بآلة حادة على حارس أمن بالقنصلية الفرنسية في جدة.
وأوضح الرائد الغامدي بأنه نتج عن الاعتداء بالقنصلية تعرض حارس الأمن لإصابات طفيفة، وقد تم نقل المصاب إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، كما تم إيقاف الجاني واتخاذ الإجراءات النظامية بحقه.
يأتي ذلك بعد وقتٍ قصير من اعتقال شخص في مدينة “نيس” جنوب فرنسا سدد طعناتٍ قاتلة لثلاثة أشخاص.
وكانت السلطات الفرنسية قالت في حصيلة سابقة إن شخصا قتل وأصيب آخرون من جراء عمليات طعن متزامنة قرب كنيسة في المدينة، لتذكر في وقت لاحق أن الحصيلة بلغت اثنين ثم 3 قتلى.
والأسبوع الماضي، أثارت صورة استقبال السعودية دبلوماسيا فرنسيا في المملكة، غضبا إسلاميا واسعا من سلطات آل سعود التي هاجمت حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية ردا على الإساءة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام.
واستقبل كل من أمير مكة المكرمة، الأمير خالد الفيصل، ومحافظ جدة، الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز، السفير الفرنسي بالسعودية “لودفيك بوي”، في لقاءات أثارت غضبا عبر مواقع التواصل، لتزامنها مع الغضب الشعبي الذي يعم العالم الإسلامي من فرنسا.
ويصر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الإساءة إلى الإسلام والنبي محمد ما يعد تعديا فرنسيا صريحا على الدين الإسلامي.
ولم تعلق السعودية على الإساءة الفرنسية إلى الرسول الكريم، لكن هيئة “كبار العلماء” قالت إن “الإساءة إلى مقامات الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام لن يضرّ أنبياء الله ورسله شيئا، وإنما يخدم أصحاب الدعوات المتطرفة الذين يريدون نشر أجواء الكراهية بين المجتمعات الإنسانية”.
وتابعت أن “واجب العقلاء في كل أنحاء العالم مؤسسات وأفرادا إدانة هذه الإساءات التي لا تمتّ إلى حرية التعبير والتفكير بصلة، وإنما هي محض تعصب مقيت، وخدمة مجانية لأصحاب الأفكار المتطرفة”.
وأوضح البيان أن “الإسلام الذي بُعث به محمد عليه الصلاة والسلام جاء بتحريم كل انتقاص أو تكذيب لأي نبي من أنبياء الله، كما نهى عن التعرض للرموز الدينية في قول الله تعالى: (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم)”.
وتجاهل البيان أي ذكر لفرنسا أو رئيسها إيمانويل ماكرون، وهو ما أثار موجة غضب واسعة.
يشار إلى أن السعودية لم تصدر أي تعليق رسمي على إساءة فرنسا للنبي محمد عليه السلام، بخلاف دول عربية أدانت ذلك، مثل الكويت والأردن والمغرب.