منظمة حقوقية دولية: انتهاكات واسعة ضد النساء في المملكة
أكدت منظمة العفو الدولية “آمنستي”، أنه رغم بدء تطبيق القرار الأخير المتعلق بمنح النساء حق السفر بمفردهن إلا أن الطريق لا يزال طويلاً أمام المرأة في المملكة.
وخلال حديث مسؤولة الحملات في المنظمة أشادت “زويه سبريت” ببدء تطبيق القرار الأخير المتعلق بمنح “النساء” اللواتي بلغن سن الـ21 حق السفر بمفردهن بدون إذن ولي الأمر، لكنها في الوقت نفسه، رأت أنه “لا يزال أمام النساء في هذا البلد آلاف الأشياء التي يمكن أن يحصلن عليها”.
وتابعت المسؤولة في “العفو الدولية” موضحةً أن المرأة في المملكة لا تزال محرومة من أهم حقوقها، إذ أن “نظام ولاية الذكور لم يلغ بعد، فالنساء لا يزلن بحاجة لإذن الولي، وقد يكون الزوج أو الأب أو حتى الابن، لإنجاز العديد من الأمور الأساسية مثل الزواج”.
وأكدت سبريت، على ضرورة عدم التقليل من أهمية وأثر مثل هذا القرار على حياة النساء السعوديات.
وأوضحت “سبريت” أن هذه القرارات جاءت مصاحبة لعدة إجراءات أخرى لصالح المرأة، “لكن لا تزال أمام النساء في هذا البلد آلاف الأشياء التي يمكن أن يحصلن عليها”، على حد قولها.
وشددت العفو الدولية على مشكلة أساسية، وهي أن الناشطات اللاتي دافعن عن مكتسبات المرأة بالمملكة ما زلن قابعات في سجون نظام آل سعود على الرغم من الإفراج عن بعضهن.
أما فيما يتعلق بنظرة العفو الدولية للشخص الذي أطلق هذه الإصلاحات في المملكة، أي ولي العهد محمد بن سلمان، فقد قالت مسؤولة الحملات: إن “الجميع يتساءل عما إذا كان ولي العهد يرغب فعلاً بالانفتاح أو بضبط ومراقبة هذا الانفتاح”.
وتعتقد العفو الدولية، كما جميع الهيئات الدولية، بأن “المملكة لا تزال بعيدة تماماً عن نظام يضمن الحريات؛ فبجانب بعض الإجراءات الإيجابية هناك تشديد على حرية التعبير والتظاهر، خاصة بالنسبة للأقلية الشيعية التي يتعرض أبناؤها للاضطهاد”، فـ”إذن نحن أمام تناقضات وإشكاليات”.
وكانت المملكة سمحت للنساء البالغات بالسفر دون إذن، ومنحتهن مزيداً من السيطرة على شؤون الأسرة، لتقلّص صلاحيات نظام ولاية الرجل.
وتفيد القرارات التي صدرت ضمن عدة مراسيم ملكية، ونشرت في الصحيفة الرسمية، بأنه “يمنح جواز السفر لكل من يقدم طلباً بذلك من حاملي الجنسية العربية السعودية” ممن تجاوزت أعمارهم 21 عاماً، ولا يحتاج الإذن للسفر.
يذكر أن موقع “بلومبيرغ” الأمريكي، لفت في تقرير أعدته المراسلة “فيفيان نيريم” إلى أن الناشطات “السعوديات” طالبن على مدى السنوات الماضية بتغيير قانون الولاية، والسماح للمرأة بقيادة السيارات.
واعتبر الموقع أن عمليات التغيير في النظام الاجتماعي هي جزء من محاولات تنويع الاقتصاد والابتعاد عن النفط، االتي يدعو إليها ولي العهد محمد بن سلمان، موضحاً أن سلطات آل سعود قامت في الوقت ذاته بالحد من النقد الداخلي، واعتقلت أشهر الناشطات في مجال حقوق المرأة، ومنعت النساء اللواتي طالبن بتخفيف قانون الولاية من السفر، واعتقلتهن بتهم تهديد الأمن القومي، وعقد صلات مع كيانات أجنبية.