تتوالى انتكاسات متتالية لسياسات ولي العهد محمد بن سلمان داخل المملكة وخارجها تكرس فشله الذريع في ظل تخبط توجهاته وسوء إدارته.
وتعرض بن سلمان إلى سبع نكسات متتالية خلال شهر واحد فقط، أولها طلبه لصواريخ الباتريوت والذخائر من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمرة الثالثة.
وثان النكسات تسول بن سلمان الحصول على بطاريات الباتريوت من قطر بعد نفاذ مخزون البطاريات في المملكة.
فيما كانت الانتكاسة الثالثة هي افتضاح محاولته اغتيال عاهل الأردن الملك عبد الله أمام رؤساء الدول الغربية.
أما الرابعة، وهي رفض بايدن محاولات التواصل معه شخصيا رغم محاولات بن سلمان طلبه للتواصل والمزيد من الاهتمام.
بينما الخامسة، فكانت خضوعه للإدارة الأمريكية بما يخص ملف النفط، فيما السادسة انهيار مشروعه في لبنان لصالح إيران بعد سنوات من الدعم اللامحدود.
وكذلك دعواته المتكررة لاستعطاف المجتمع الدولي في إدانة جماعة أنصار الله “الحوثيين”.
يأتي ذلك فيما أكدت مجلة “تايم” الدولية أن محمد بن سلمان يبذر عائدات ثروات المملكة النفطية بهدف “الغسيل الرياضي” في محاولة لتبييض صورته الملطخة عالميا.
ولفتت المجلة إلى أن عودة منظمات حقوق الإنسان لتصوب من جديد نيران انتقاداتها على السعودية مع احتضانها لسباق (فورملا 1).
وأشارت إلى أن هذه المنظمات تتهم السعودية ب”الغسيل الرياضي” واستعمال ثروتها النفطية الضخمة لشق طريقها نحو الأحداث الرياضية الكبرى.
وكشفت المجلة عن أن الرياض أنفقت نحو 900 مليون دولار لضمان حقوق استضافة سباق (فورملا 1) لمدة 10 سنوات.
في حين أكدت منظمة “غرانت ليبرتي” البريطانية لحقوق الإنسان أن المملكة أنفقت نحو 1.5 مليار دولار في السنوات الأخيرة.
وكان هذا المبلغ الضخم على الاستثمارات في مجموعة واسعة من الرياضات الاحترافية من الملاكمة إلى الشطرنج.
فيما أكدت اللجنة الأولمبية السعودية في نوفمبر الماضي أنها ستنفق 694 مليون دولار لإنشاء نحو 90 اتحادا رياضيا.
كما تهدف الرياض لإعداد الرياضيين للفوز بالبطولات كما فعلت الصين قبل عقود طويلة.
ووفق المجلة فإن كل هذا جزء من استراتيجية يديرها محمد بن سلمان تحمل اسم (رؤية 2030)، مشيرة إلى أن الرياض تستثمر مبالغ هائلة ما يغذي زخما لا يمكن وقفه.
وضربت مثلا ما جرى في أكتوبر الماضي باستحواذ صندوق الاستثمار العام الحكومي على نادي “نيوكاسل يونايتد”.
وبينت أن صندوق الاستثمار الذي يرأسه الأمير محمد بن سلمان استحوذ على النادي البريطاني مقابل 409 ملايين دولار.
غير أن المجلة تلفت إلى أن اتهامات “الغسيل الرياضي” لا تلقى صدى لدى عدد كبير من السعوديين الذين يرون بالأحداث الرياضية في بلادهم فرصة للاستمتاع.
وأضافت “لا يطرح عدد كبير منهم الأسئلة الأخلاقية أو ما إذا كانت الرياضة تستخدم كأداة سياسية من قبل حكام المملكة”.
وأكدت المجلة أن منظمات ونشطاء حقوق الإنسان يرون في أحداث مثل (فورمولا 1) تأييدا لنظام قمعي يعتقل المعارضين.
كما يشن النظام السعودي حربا على اليمن ويعاقب المثلية الجنسية بالجلد إضافة إلى الجريمة المروعة لقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية الرياض في تركيا عام 2018.